أخبارأخبار عالميةتقنيةتنميةثقافة

مسبار الأمل 2020 والأبحاث الإماراتية في تكنولوجيا الفضاء

طالب غلوم طالب مستشار إداري داخلي غير مقيم في مركز الامارات للمعرفة والاستشارات بكلية محمد بن راشد للادارة الحكومية

 

أصبحت تكنولوجيا الفضاء أداة قوية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية وذلك لقدرتها على خلق ثروات جديدة ومساهمتها في تحسين نوعية الحياة البشرية ، لذا تنوعت مجالات الأبحاث الفضائية على مستوى دول العالم مثل -“الفضاء والمياه”، “الفضاء وإدارة النظم البيئية”، “الفضاء والأمن البشري”، “الفضاء وإدارة الاستدامة”، الخ. وهذا التعدد في مجالات واستخدامات تكنولوجيا الفضاء يجعل من الضرورة اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بإطلاق (مسبار الأمل2020) ، والذي اطلاقه يوم الاحد 19 يوليو 2020م من اليابان، لتستغرق رحلته 9 أشهر ليصل في فبراير 2021م ، ولعل الهدف الأساسي لإطلاق (مسبار الأمل 2020) هو الذهاب للمريخ لرفع المستوى العلمي والتكنولوجي لدى الدولة ورفع سقف طموح الشعوب العربية ، وبناء اقنصاد غير معتمد على النفط إنما على المعرفة والبحث والتطوير والابتكار ، مما يدعم الاقتصاد الإماراتي بحكم ريادتها في المجال الفضائي .
لماذا نرسل المسبار إلى المريخ :
لدراسة الغلاف الجوي للمريخ، فمن خلال الدراسات المتتابعة بعد وصول المسبار إلى كوكب المريخ سيتم الوقوف على أسباب التغيرات المناخية فيه ولماذا فقد كوكب المريخ غازات الاكسجين والهيدروجين ومحاولة تجنب حدوث هذه الظاهرات على الكوكب بما يفيد في الاستفادة من كوكب المريخ مستقبلاً سواء في المجال السياحي أو التعدين الكوني ، وتعتمد هذه الدراسات على جمع المعلومات بمشاركة عدد (9) دول لديها مهمات على كوكب المريخ وهي أمريكا وروسيا والصين والهند واليابات ودول أوروبية.
وبنظرة أكثر عمقاً نحاول في هذا المقال الوقوف على أهمية الأبحاث والدراسات في تكنولوجيا الفضاء ورصد الأثر الاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة لإطلاق (مسبار الأمل 2020)
أهمية الأبحاث في تكنولوجيا الفضاء للبشرية :
تشير تقارير المواقع المتخصصة بتكنولوجيا الفضاء، إلى أن الأبحاث التي يتم إجراؤها في تكنولوجيا الفضاء توفر معلومات دقيقة عن الأرض والتى لها دوراً هاماً فى التقدم العلمى والأمن القومى والاقتصاد الدولي، إضافة إلى الخدمات الأساسية التى تدعم الأنشطة الاقتصادية للمزارعين حيث تقييم استنزاف أو إعادة شحن مستودعات المياه الجوفية ، وهذه المعرفة تسهم في دعم القرارات الزراعية وكذلك خدمات قطاع البناء والشركات الصغيرة. ودراسة نوعية الهواء والتغير المناخي والطاقة البديلة ورصد الأجسام الفضائية التى قد تصطدم بالأرض مسببة كارثة كونية دون سابق إنذار.
إضافة إلى العناصر التي تدخل ضمن الاستخدامات اليومية البشرية والتي كانت محصلة الأبحاث في تكنولوجيا الفضاء مثل : العدسات المقاومة للخدش للنظارات، والمكانس اللاسلكية، والتجفيف بالتجميد، والألواح الشمسية وغيرها في مجال الرعاية الصحية والتعليم
الأثر الاقتصادي لتكنولوجيا الفضاء :
وعن الأثر الاقتصادى ، أوضحت الدراسات التي أجراها (MRIGlobal) (معهد أبحاث الغرب الأوسط سابقًا)، فى نوفمبر 1971م ، أنه تم إنفاق ما يقرب من (25) مليار دولار ما بين عامي 1958 م – 1969 م على البحث والتطوير فى الفضاء المدنى وبلغ الأثر الاقتصادي من هذا الانفاق 52.5 مليار دولار في عام 1971م.
وحسب إحصاءات حول الأثر الاقتصادى ، أوضحت تقارير عالمية فى العام 1976م، أن هناك العديد من التطبيقات غير الفضائية المترتبة على الأبحاث الفضائية ، وأن التأثير الاقتصادي بلغ (21.6) مليار دولار فى المبيعات والفوائد، إضافة إلى توفير(352.000) وظيفة متصلة بتكنولوجيا الفضاء وتطبيقاتها غير الفضائية
ويقدر الأثر الاقتصادي المتوقّع من «اقتصاد دولة الإمارات في الفضاء» بناء على دراسة أجراها مصرف «مورغان ستانلي» في عام 2018م بأن الأبحاث الإماراتية في مجال تكنولوجيا الفضاء قد تتخطى التريليون دولار عام 2040م، وتعتقد الدراسة أن العائد الاقتصادي سيكون من خدمات الأقمار الصناعية والصواريخ مما قد يجعل هذا العائد خلال عام 2035م ضمن عناصر الدخل القومي لدولة الإمارات العربية المتحدة ، وذلك مع توقع كثافة الطلب على «إنترنت الأقمار الصناعية» وتوصيل الطرود بالصواريخ. والاستثمار في المجال السياحي والتعدين الكوني .
من خلال ما سبق نجد أن الأثر الاقتصادي لأبحاث تكنولوجيا الفضاء تأتي مردوديتها خلال(10 – 15) سنة وهذا ما تنتظره دولة الإمارات العربية المتحدة ، وذلك بالاعتماد على الاستمرار في تخفيض تكاليف رحلات الفضاء ليبقى المشروع الإماراتي (مسبار الأمل 2020) مستداماً لسنوات طويلة مستقبلاً ….وهذا النهج يعزز الفكر الاستراتيجي لحكومة دولة الامارات العربية المتحدة في تبني ممكنات استراتجية قوية ومستدامة لرفاه المجتمع الاماراتي اجتماعيا واقتصاديا واستراتجيا وفضائيا حاليا لتكون دولة الامارات من كبريات الدول في مجموعة الدول الفضائية كسبق عربي واقليمي وعالمي لا يقارن بسهولة ومفخرة لكل العرب والمسلمين عندما يتحدثون عن الإنجاز المتفرد العالمي فضائيا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى