أخبارأخبار عالميةإقتصاد

تقرير بوسطن كونسلتينج جروب: العام 2019 شهد ذروة الطلب على الوقود الأحفوري

كشفت الدراسة التحليلية الجديدة التي أجرتها بوسطن كونسلتينج جروب أن أزمة جائحة فيروس كوفيد – 19 قد تكون سارعت من وتيرة الطلب على الوقود الأحفوري بمقدار عقد من الزمن ليبلغ أوّجَهُ وذُروتَهُ عام 2019

بوسطن الولايات المتحدة الامريكية

سلام محمد

 

مع وضوح حجم الهبوط الاقتصادي قصير المدى نتيجة تفشي جائحة فيروس كوفيد – 19، أظهرت دراسة تحليلية جديدة أجرتها بوسطن كونسلتينج جروب أن تداعيات هذه الأزمة ربما تمتد ليكون لها تأثير كبير على المدى الطويل أيضاً على أسواق الطاقة العالمية. وأشارت الدراسة التي حملت عنوان “هل تجاوزنا ذروة الطلب على الوقود الأحفوري” أن الأزمة لربما أدت إلى بلوغ الطلب على الوقود الأحفوري ذروته العام الماضي. وتشرح الدراسة السيناريوهات المحتملة التي ستواجه قطاع الطاقة حتى عام 2030.

وأشارت الدراسة التحليلية للطلب المستقبلي على الطاقة والسيناريوهات الاقتصادية الثلاثة المحتملة لمزيج الطاقة والتي تمثل ثلاثة أشكال لعملية تعافي القطاع (V-،U-، L-)، إلى احتمالية أن تؤدي الأزمة الحالية إلى تباطؤ الطلب العالمي على الوقود الأحفوري بشكل كبير خلال العقد القادم. وفي سيناريو يجمع بين التعافي الاقتصادي البطيء والتسارع المعتدل للانتقال من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة، كما أشير إليه في تدابير “الانتعاش الأخضر” التي تم طرحها حالياً في العديد من البلدان، يبدو أن الطلب لن يتعافى ليتجاوز مستويات 2019 مرة أخرى.

الطلب على الوقود الأحفوري قد لا يتعافى إلى مستويات 2019 مرة أخرى


في ضوء هذا السيناريو، يختلف التأثير باختلاف السلعة والمنطقة، وتتوقع بوسطن كونسلتينج جروب في دراستها أن يكون الفحم الوقود الأحفوري الأقل احتمالية للتعافي. وفي الوقت نفسه، من المرجح أن يستأنف الطلب على الغاز الطبيعي مسار النمو، بينما سيكون مسار النفط في مكان ما بين الفحم والغاز.

وفي هذا الخصوص، قال باتريك هيرولد، شريك ومدير مفوّض في بوسطن كونسلتينج جروب: “ربما نكون قد وصلنا إلى نقطة تحول حاسمة في تاريخ أسواق الطاقة، حيث أن التأثيرات الاقتصادية الناجمة عن أزمة فيروس كورونا، وتراجع النمو الاقتصادي المستند إلى الاستهلاك الكثيف للطاقة، إضافة إلى الاستثمارات المستمرة في الطاقة المستدامة، جميعها عوامل تؤثر بشكل سلبي في الطلب على الوقود الأحفوري، ما يمهد نحو تغيير جذري في واقع العديد من شركات الطاقة في وقت أبكر بكثير مما كان متوقعاً”.

وبناءً على سيناريو التعافي، ستتعرض هوامش أرباح شركات الطاقة ووضعها في سوق رأس المال لكثير من الضغوط. وستضطر تلك الشركات إلى تقليل التكاليف وزيادة المرونة للتكيف مع بيئة طويلة الأجل ذات أسعار منخفضة، وستحاول في الوقت نفسه تسريع الجهود لإحداث تحولات إيجابية في المحافظ والعمليات والاستثمارات المتعلقة بأعمالهم.

وفي ظل الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي، لا يشكل الوصول إلى ذروة الطلب على الوقود الأحفوري سبباً للتراخي.

وقال جينس بوركهاردت، مدير مساعد في بوسطن كونسلتينج جروب: “قد يكون الوصول إلى ذروة الطلب على الوقود الأحفوري شيئاً من الماضي، ولكن ليس بالضرورة أن تكون الأسباب التي أدت إلى ذلك بالصحيحة. وإذا لم يكن هناك نية لإحداث تحولات جذرية على نحو إيجابي في اقتصادنا، ستبقى الانبعاثات المتوقعة غير متوافقة مع مسار 1.5 درجة مئوية أو 2 درجة مئوية. كما أن بيئة الأسعار المنخفضة للوقود الأحفوري ستصعب من إجراء هذه التحولات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى