أخبارإقتصادتنميةثقافة

بلدية دبي تنجز المرحلة الأولى من مشروع متاحف الشندغة “بيت العطور وخور دبي”

متاحف الشندغة وجهة سياحية تعزز مكانة دبي الثقافية والتاريخية

 

دبي الإمارات العربية المتحدة

سلام محمد

 

في إطار خطة إعادة إحياء وتطوير منطقة دبي التاريخية وانطلاقا من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي –رعاه الله- وتوجيهاته، انتهت بلدية دبي من تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع متاحف الشندغة والتي قامت بالإشراف عليه بالشراكة مع هيئة دبي للثقافة والفنون ودائرة السياحة والتسويق التجاري، حيث يهدف المشروع إلى تطوير المنطقة التاريخية وتعزيز مكانة إمارة دبي كوجهة تراثية تاريخية ويشغل مساحة 155 هكتار. جاء ذلك خلال جولة إعلامية نظمتها بلدية دبي بحضور داوود الهاجري مدير عام البلدية وعدد من المسؤولين في الدائرة ومختلف الجهات الإعلامية.
وقال داوود الهاجري: “انطلاقا من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لجعل إمارة دبي رائدة في المحتوى التراثي والثقافي، فإن مشروع متاحف الشندغة يعتبر إحدى أهم المبادرات التي تعكس رؤية إمارة دبي في إنشاء منصات ثقافية بتاريخ وتراث الإمارة ، واستعداد لاستقطاب 20 مليون زائر بحلول عام 2020، كما أكد أن الدائرة تواصل جهودها مع شركائها الاستراتيجيين في العمل على المشاريع المختلفة في منطقة الشندغة، حيث سيتم افتتاحها للجمهور على مراحل مختلفة خلال عامي 2019 – 2020 “، مضيفا أن المرحلة الأولى للمشروع تشمل على انجاز كل من بيت العطور وبيت خور دبي كجزء من مشروع متاحف الشندغة، والذي يعتبر الأكبر من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة كونه يغطي مساحة 11 هكتار”.

ومن جانبه أفاد أحمد محمد عبد الكريم، المدير التنفيذي لقطاع الخدمات المساندة في بلدية دبي، أن البلدية نفذت كل من مشروع بيت العطور وخور دبي على مساحة 2836 متر مربع، ويشمل على أكثر من 25 متحف ومركز الاستقبال ومطاعم وفندق تراثي ومركز للحرف التقليدية ومساحات مفتوحة للفعاليات المختلفة وغيرها من خدمات الزوار، وذلك من خلال تعيين شركات عالمية في تصميم وتنفيذ المتاحف، إضافة إلى الاعتماد على الخبرات العلمية الإماراتية في إعداد محتواها، واختيار المعروضات المتحفية التاريخية لها، حيث شارك فيها أكثر من 35 شخصية إماراتية إضافة إلى 10 جهات اتحادية وحكومية محلية.
كما أضاف بأن توجهات إمارة دبي المتمثلة في جعل دبي منصة للإبداع والابتكار، وتعزيزا لفوز إمارة دبي باختيارها المدينة المبدعة في التصميم في الشرق الأوسط من قبل شبكة اليونسكو للمدن في يونيو 2018، حيث تم من خلال مواجهة التحديات في تأهيل المباني التاريخية، وتحقيق التوازن المطلوب ما بين الحفاظ على قيم المبنى التاريخي، وتوفير الاحتياجات اللازمة للزوار، وذلك بوضع أفكار إبداعية جديدة مستوحاة من الماضي العريق، وبمواكبة التقنيات الحديثة المتوفرة والمعززة للجانب المعماري والجمالي للمبنى التاريخي.
وتتضمن المتاحف الجديدة التي سيتم تنفيذها حتى عام 2020 كلاً من متحف الحياة البحرية، متحف الحياة البرية، جناح الأطفال، متحف بيت آل مكتوم، متحف الملاحة، متحف الجمال والمجوهرات، متحف نمو المدينة.

خور دبي: نشأة مدينة
يعتبر متحف “خور دبي: نشأة مدينة” أهم متحف في المنطقة باعتباره نقطة بداية كل زائر يرغب في التعرف على تاريخ إمارة دبي بشكل مختصر ويشمل المتحف على مواضيع هامة مثل النطاق الجغرافي لخور دبي والمراحل التاريخية المختلفة التي مر بها، وأسباب ازدهار خور دبي ومقوماته الطبيعية ودور حركة التجارة والملاحة فيه، وأهم معالمه التاريخية ودور المجتمع في نهضته كما يسلط المتحف الضوء على هذه المواضيع من خلال عرض أكثر من 150 قطعة أثرية وتاريخية وصور وأفلام تاريخية لإمارة دبي في منتصف القرن العشرين تحكي قصة خور دبي.

بيت العطور
يعتبر متحف العطور هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، فهو من أهم المتاحف المتخصصة في إبراز أهمية العطور الإماراتية وتاريخها في إمارة دبي وقد تم اختيار بيت الشيخة شيخة بنت سعيد آل مكتوم رحمها الله في منطقة الشندغة، والتي كانت من المهتمات بالعطور الإماراتية، كما يسلط المتحف الضوء على المكونات الطبيعية المختلفة التي استخدمت في خلطات العطور الإماراتية وعلى العادات الاجتماعية في استخدام العطور وطريقة خلطها وأساليب التطيب بالعطور وتأثير العطر بمكونتها على الشعر الإماراتي واستخداماتها المختلفة، كما تم عرض أكثر من 60 قطعة أثرية وتاريخية في المتحف اهمها قطعة عود وزنها 28 كيلوجرام، ومبخرة عمرها أكثر من 3000 سنة والمكتشفة في موقع ساروق الحديد الأثري.
يشمل المتحفين على كافة خدمات الزوار لتحقيق التجربة الفريدة التي يهدف إليها حيث يحتوي على منصات لشراء التذاكر وأماكن لترك الممتلكات الخاصة وورش تعليمية ومحلات هدايا مخصصة حسب طبيعة محتوى المتحف.

لمحة عن تاريخ الشندغة ودور البلدية في الحفاظ عليها
تعتبر الشندغة من أهم المناطق التاريخية في إمارة دبي، واعتبرت المنطقة ذات أهمية كبيرة آنذاك كونها على شريط ضيق فاصل ما بين خور دبي والخليج العربي والتي بدوره جعلته في موقع استراتيجي للإشراف على السفن القادمة إلى دبي، وتطورت المنطقة بشكل كبير في بداية القرن العشرين المتمثلة ببناء بيوت الشيوخ والتجار وأشهرهم بيت الشيخ سعيد آل مكتوم، كما اشتهرت المنطقة بجمالية بنيانها التقليدية المبنية بمواد تقليدية مثل الحجر المرجاني والجندل وتميزت بكثرة البراجيل، ولأهمية هذه المنطقة وبهدف استقطاب المواطنين والمقيمين والسياح، قامت بلدية دبي بترميم وإعادة بناء أكثر 150 مبنى تاريخي حسب تفاصيله المعمارية الأصيلة وإضافة إلى تنفيذ أعمال البنية التحتية والبستنة والتجميل التي تم الانتهاء من تنفيذها في إبريل 2018م.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى