أخبارتقنيةتنميةثقافة

أفضل الممارسات القيادية في منظومة العمل عن بُعد

طالب غلوم طالب - مستشار إداري داخلي غير مقيم في مركز الإمارات للمعرفة والاستشارات بكلية محمد بن راشد للادارة الحكومية

 

أصبح العمل عن بعد من مجالات العمل المستحدثة حاليا ،  فقد ساعد انتشار وتطور تقنية  المعلومات والاتصالات المتسارعة  إلى وجود تغّير جذري في السلوك الاجتماعي والنشاط الاقتصادي  ، أضف إلى ذلك اجتياح فيروس كورونا (كوفيد – 19) لدول العالم وتخطيه حواجز الزمان والمكان وما نتج عنه من اجتياح مكاني لمنظومة العمل عن بُعد المصحوبة بمؤثرات بصرية وسمعية ، هذا الاجتياح الذي جعل من غياب أو الأحرى تغيب الحدود المكانية دافعاً للارتقاء إلى فضاءات واسعة و متنوعة عن طريق شبكات الانترنت وتقنية  المعلومات
إضافة إلى تبلور اجتياح زمني سيطر على آليات وأدوات مستحدثة تصدى بها للبيروقراطية الوظيفية  وأوجه الروتين اليومي والتي تجسدت على مر السنوات  بكشوف الحضور والانصراف ورتابة العمل و مزاحمة الأخرين  وصولاً إلى حيز مكاني أقل مما تستوعبه مساحات العقل البشري ،  لتستحدث أضخم تجربة العمل عن بُعد  مجموعة من الممارسات القيادية التي تساهم في تطوير هذه المنظومة لتشكل خارطة عمل مستقبلية .. ومن أهم هذه الممارسات ما يلى :
أولاً: أعِد صياغة ثقافة العمل:
يمكنك ككقائد اداري  أن تقوم بِإعادة صياغة ثقافة العمل من خلال ثلاث مراحل هي : مرحلة بناء المرونة، وتجهيز فرق العمل وإبراز الجانب الإنساني، وتحديد سلوكيات ثقافة العمل الجديدة وتطبيقها، وإعادة توازن الاستقلالية بين الموظف وفريق العمل   ، مرحلة إعادة تفعيل المبادرات التحويلية، وتقييم التأثير على المواهب وتحسين الخدمة الذاتية، وتسخير التعليم عن بُعد للمهارات، مرحلة الاستدامة وتصميم خدمات استباقية للمتعاملين .
ثانياً: تعامل مع الأزمة كفرصة للتحول الرقمي :
فجاهزيتك للعمل الرقمي بمثابة مؤشر قوي لمدى قدرتك على دعم العمل في أي وقت وفي أي مكان وعلى نطاق واسع .  وتأكد دائماً أن جميع أفراد فريق العمل أتموا تحميل وتثبيت جميع والبرامج والأنظمة والتطبيقات اللازمة لممارسة العمل الرقمي على أجهزة الحاسب الالي المحمولة والهاتف المتحرّك الشخصيّ أو الخاصّ بالعمل.، ثم قُم بتحديد  الإجراءات اللازمة لتفادي أية تحديات  رقمية
ثالثاً: مارس الأعمال على طبيعتها الجديدة :
بحيث يمكنك أن تصبح أكثر مرونة لتنفيذ مبادرات التحوّل من طبيعة الأعمال التقليدية إلى الأعمال الرقمية عن بُعد فعلى سبيل المثال يمكنك تنظيم اجتماعات صباحية دورية عن بعد و عبر تطبيقات الهاتف المحمول المتفق عليها مع فريق العمل مما يساهم في رفع الأداء الوظيفي لدى فريق العمل .
رابعاً: لا تُشعِر فريق العمل بعدم الثقة في عملهم :
حيث يمكنك أن تتعامل بعاطفة إنسانية في حال ارتباك وقلق أفراد فريق العمل ، كما ينبغي عليك كقائد اداري  ناجح ان تتحول من عقلية القيادة والتحكم إلى عقلية الثقة والمساءلة المتبادلة ، إضافة إلى تعزيز الاستقلالية ودعم شبكات التعاون بين أفراد فريق العمل لضمان ثقة والتزام الفريق
خامساً: عبَّر وتواصل مع الجميع بصورة أفضل من ذي قبل :
ويأتي ذلك من خلال تواصلك المستمر مع الفريق بصورة يومية وتحفيزه للنقاش الجماعي ، ويمكنك أن تشارك قصص التأقلم وتطوير ممارسات العمل الجديد ، وأن تلتقي مع الموظفين افتراضياً ولا تتحدث عن العمل .
سادساً : قيّم بالنتائج وليس بعدد الساعات :
يمكنك ككقائد اداري ملهم  أن تركّز على الإنتاجية بدلاً من النشاط فقط  ، كما يمكنك أن تستخدم مزيج من التقنيات  والبيانات للأدوار التي يتطلب أداؤها الالتزام بساعات عمل معينة وتعامل مع حالات تدهور الانتاجية بصورة فردية
سابعاً : درّب فريق العمل على تقنيات العمل عن بعد :
فتدريب أفراد فريق العمل على وسائل التقنيات الحديثة مثل: كيفية التعامل مع الانترنت وكيفية استخدام أدوات التواصل الاجتماعي والاتصال بالفيديو والمواقع الالكترونية والرسائل النصية يسهم في زيادة انتاجيتهم ويرتقي بأدائهم الوظيفي .
ونستشف من كل ذلك الدور الكبير للقائد الإداري في إدارة دفة حركة التغيير في أي منظمة أيا كان نوع هذا التغيير ، وجعل نتائج ومفردات جزءا من الثقافة المؤسسية للمنظمة . فاليوم أصبحت مفردات ( التدريب عن بعد ، التعليم عن بعد ، المكتب الافتراضي ، الخدمة الذاتية ….) جزءا من ثقافة الجهات الحكومية في دولة الامارات العربية المتحدة وامارة دبي تحديدا لن وباء كورونا خلق وضعا مؤسسيا فريدا من خلال تطبيق تقنيات العمل عن بعد الأمر الذي جعل الجهات الحكومية والموظفين والقادة الإداريين  تغير أنماطا تقليدية في بيئة العمل الى أنماط جديدة تتناغم مع الوضع الجديد وتجلياته وارهاصاته ولكن رغم ذلك يظهر دور القيادي الإداري بقوة ووضوح بما يملك من مهارات تساعده على تحقيق ما يريد أو يصبو له من اهداف وغايات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى