أخبارأخبار عالميةثقافة

رسومات تروي حكايات المدن والحياة والطفولة على جدران “الشارقة القرائي للطفل”

تُعرض ضمن سلسلة أعمال الدورة التاسعة من معرض الشارقة لرسوم كتب الأطفال

 

الشارقة الإمارات العربية المتحدة

سلام محمد

ما هو أول شيء ينظر له الطفل عندما يحدّق في رسمة؟ ما هي كمية الدهشة التي تتملّكه في تلك اللحظة؟ من تساءل عن كمّ الحكايات التي تبدأ في التسرّب إلى عقله عندما ينظر إلى مشهد فنيّ يوقظ فيه شغف الحياة، حيث يكون للون لغة، والمشهد جملٌ أدبية قادرة على شحذ خيال الطفل وتنمية قدراته ومهاراته الذهنية والخيالية.

هذا ما تثيره رسومات كثيرة تزيّن جدران الدورة الـ12 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي نظمته هيئة الشارقة للكتاب، تحت شعار “لخيالك”، واستضاف معرض الشارقة لرسوم كتب الأطفال في دورته التاسعة هذا العام، أبدع فيها فنانون من مختلف أنحاء العالم، وتركوا رؤاهم ومخيّلتهم وألوانهم تصنع أفكاراً وجمالاً بين أيدي الصغار.

ومن ضمن الأعمال التي يعرضها الحدث للفنانين من إيطاليا ماركو سوما ودانييلا كوستا، ومن المكسيك أماندا ميجانوس، تعكس قدرات إبداعية كبيرة ولغة بصرية غاية في الإتقان، حيث وظّف سوما العديد من الرسائل في أعماله المشاركة، وهي ثلاث لوحات تروي قصة ريشة يجلبها الأب، تتحوّل إلى بيت وغابة، وحكاية أبطالها العصافير، ثم تتصاعد الأحداث لتصبح هذه الريشة حكاية القرية بأكملها، فما الذي بالفعل حصل لهم؟

أما الفنانة دانييلا كوستا فتروي حكاية طفلة بفستانها الذي تنمو عليه الأزهار، وعلاقتها مع أبويها وجدّها، وكيف يمرّ العُمر سريعاً على تلك الوردة التي نامت في ذاكرتها إلى الأبد، فما بين الموهبة التي كبُرت معها لتصبح عازفة للبيانو يرافقها الفئران الصغار، وما بين الذاكرة المشبعة بالمشاهد استطاعت كوستا أن ترسم حياة متكاملة بثلاث لوحات.

ولم يقف الإبداع عند هذا الحد بل أرادت أماندا ميجانوس أن تعرّف باللون على طريقتها، فبدأت أولى لوحاتها بنقطة حمراء، سرعان ما تحوّلت إلى ألوان متنوعة صنعت حبكة تشير إلى أن اللون يمكن له أن يكون بمثابة الروح، ويخلق حالة استثنائية وفريدة لدى الأفراد، حيث الرسم يشير إلى 8 أشخاص.

تصطفّ الشخصيات في الرسم بشكل متوازنٍ أمام انعكاسهم لكن بدون لون، يظهرهم بملابس عادية اعتمدت في رسمها الفنانة على تقنية الرصاص وبالأبيض والأسود، لتُظهر الحيوية التي تخلقها الألوان في حياة الناس، حيث صارت الشخصيات تقفز وتلعب وتتفاعل مع الطبيعة المحيطة بها بشكل عفوي مدهش.

قدم المعرض فرصة للزوار للتعرف على لغة أدبية وجمالية فريدة في مجال التأليف للطفل، فالرسّام كاتبٌ بشكل آخر، يكتب باللون والمساحة والبياض، يترك حكاية مغلّفة بين السطور، ويسمح للأطفال بأن يحلّقوا بخيالهم نحو آفاق مليئة بالدهشة والجمال الذي لا يُنسى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى