أخبارأخبار عالميةثقافة

مشاركون بقمة التسامح يطالبون بالتركيز على الخطابات الإيجابية واستهداف الشباب

دبي الإمارات العربية المتحدة

سلام محمد

اقش المشاركون بقمة التسامح التي انطلقت في دبي صباح اليوم 4 نقاط رئيسية هي التأثير الاجتماعي للتسامح على شباب اليوم وتمكين أصحاب الهمم، واستخدام التسامح في تحقيق السلام واحترام التنوع ومحاربة العنصرية والتحديات التي تواجه المنظمات الحكومية غير الحكومية في تعزيز السلام والتسامح.

وأكد المتحدثون على ضرورة بناء فكر التسامح ومكافحة الفكر المتعصب كمقوض رئيسي للسلم والسلام، مشددين على أهمية التركيز على الخطابات الإيجابية ،واستهداف الشباب بطرق صحيحة وجاذبة وعبر وسائل التكنولوجيا ، ونشر مبادىء التسامح بين الفئات الفتية تحديدا وتوعيتها بأهمية التسامح والسلام وتحصين أنفسهم من الأفكار المضللة.

وتحدث كل من سلطان المطوع الظاهري المدير التنفيذي، لقطاع المشاركة المجتمعية والرياضية في دائرة تنمية المجتمع – بأبوظبي، والدكتور عبداللطيف محمد الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا،في دولة الإمارات العربية المتحدة, و معالي الدكتورة إيناس بنت سليمان العيسى مدير جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، في المملكة العربية السعودية، وهوبرتوس هوفمانمؤسس ورئيس مبادرة التسامح العالمية، في جمهورية ألمانيا الاتحادية و جوليانا أوريبي فيليج و الرئيس التنفيذي والمؤسس موفيليزاتوريو ، جمهورية كولومبيا.

وركز الحضورعلى معنى التسامح الحقيقي، وكيفية تحفيز الطلبة، حيث استهل سلطان المطوع الظاهري الحديث قائلًا: “إن التسامح هو أساس قيام الدولة , وعليه وضعت المبادرات الداعمة لهذا التوجه ، متحدثا عن الرياضة التي تجمع الكل في تناغم وانسجام بعيد عن نعرات تتعلق بالجنس أو الدين او المعتقد ،مشيرا الى اطلاق الهيئة جملة من البرامج التي تصب في تعزيز لغة الحوار وتقريب وجهات النظر, ومنها برنامج المناسبات للاحتفال باعياد ومناسبات الجاليات المقيمة كدلالة على احترام عقائدهم وشعائرهم ومنحهم المساحة الكاملة لممارستها.

بدوره قال الدكتور عبد اللطيف محمد الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا أن التسامح فكر حمله القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رجمه الله وتحول الى نهج وأسلوب حياة ، وانتقل مع تاسيس الدولة لينعكس في علاقات الامارات مع الدول الشقيقة والصديقة وتلبية نداء الواجب والانسانية والوقوف مع اي دولة في محنة او أزمة دون النظر الى الاختلافات والفروق ، مضيفا أن هذا الموروث سرى في شعب الامارات من القائد المؤسس الى كل من عاصره واسس معه والى كل بيت في الإمارات لنجد التسامح قيمة وثقافة وأسلوب حياة آمن بها “جيل الطيبين “.

واستعرض الدكتور الشامسي بعض الشواهد على تسامح الامارات منذ زمن التاسيس وكان ابرزها مشاركة الجنسيات في رحلة التاسيس والبناء للدولة وسن تشريعات تكفل للجميع حرية العبادة وحقوقهم وحرياتهم وفق المواثيق ، وتوجيه الشيخ زايد عام 1974 ببناء 3 كنائس لخدمة الطوائف المسيحية ، مضيفا أن دولة الامارات والتسامح وجهات لعملة واحدة وتجسيد حي لغاية يسعى لها البشر عبر تاريخهم، وقال أن أحد المبادرات التي ينبغي الاشارة اليها اعلان تاسيس اول وزارة تسامح في الدولة وتعيين اول وزيرة للتسامح ,واطلاق البرنامج الوطني للتسامح واصدار قانون مكافحة التمييز والكراهية .

اما الدكتورة إيناس بنت سليمان العيسى مديرة جامعة نورة بنت عبد الرحمن ركزت حديثها عن الشباب ومدى تفهمهم لمعنى التسامح الحقيقي ، مشيرة الى الحاجة لوضع أنظمة وتشريعات متطرقة الى الجهود التي تقوم بها الجامعة لخلق شباب منفتح محاور قادر على مواكبة المتغيرات ،معتبرة المجتمع السوعوي متسامح بطبعه، فيما يرى الدكتور وهوبرتوس هوفمان مؤسس ورئيس مبادرة التسامح العالمية ، في جمهورية ألمانيا الاتحادية أن على الجميع النظر الى القواسم المشتركة وليس الى الاختلافات، قائلا نحن جميعا نبدو مختلفين لكننا نلتقي في جوهرنا الانساني، مضيفا نسعى للترويج لوجود وزراء تسامح في مختلف أنحاء العالم، وكانت الإمارات سباقة في هذا الإطار عندما أفردت حقبة وزارية للتسامح، ما اسعدنا جميعا ومنحنا الامل في أن تحذو غيرها من الدول بذات الاتجاه.

وأضاف نحن بحاجة الى رؤية ايجابية، كي نكون شخصيات عالمية صالحة ، قادرة على الدفاع عن قيمها لا أن تلوذ بالصمت ، مشددا على أن تحقيق السلام الحقيقي يحتاج إلى حوار وتصالح مع الذات والآخر، ودون ذلك لا استراتيجية للسلام ، فيما تحدثت جوليانا جوليانا أوريبي فيليج و الرئيس التنفيذي والمؤسس موفيليزاتوريو، جمهورية كولومبيا عن تطويع التكنولوجيا لخدمة منظومة القيم والحاجة الماسة للتركيز على قيم السلام وبثها عبر التكنولوجيا، مشيرة الى ان عملهم يستهدف الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها بهدف إقامة حوارات مفتوحة وشفافة معهم جميعا.

تحدي التكنولوجيا

وواعتبر المتحثون في ختام الجلسة أن التكنولوجيا تمثل تحديا كبيرًا، نظرًا لوجود جماعات راديكالية تنشر الافكار السلبية وتروج لمفاهيم الإقصاء، وتأجيج خطابات الكراهية بين الناس، وهنا يظهر دور المؤسسات التعليمية في استهداف الشباب ورفع سقف الوعي لديهم، مضيفين أن التكنولويجا ساهمت في بث وشيوع سلبية عديمة القيمة، معتبرين تاجيج الحقد أمر سهل لكن يمكن السيطرة عليه بإعطاء الشباب أوكسجين الحرية وحمياتهم من القمع الفكري لأن مصادرة الحرية لها سلبيات عديدة ,مقترحين حشد الجهود وبناء استراتيجيات عمل تضم جهات متعددة تشترك فيها قطاعات التعليم والمؤسسات الدينية والمجتمعية والثقافية والاقتصادية وأفراد المجتمع ،و إيجاد آليات خلاقة والعمل على مشاريع تعليمية رياضية واجتماعية، وأن تكون تلك المبادرات معدة وفق خطط واضحة والية عمل منطقية.

وناقش ركن التسامح الإعلامي بالقمة دور الإعلام تعزيز ثقافة التسامح، تحدث فيها كل من: محمد فهد الحارثي، رئيس تحرير مجلة سيدتي والجميلة من السعودية، والمراسلة صحيفة يورونيوز الفرنسية انيليس بورخيس، والدكتور راميش كومار فانكواني، راعي رئيس المجلس الهندوسي الباكستاني مؤسس شبكة وسائل الاعلام الباكستانية المتسامحة، والمخرج والمنتج المصري محمد خيري.

ودعا المشاركون في جلسة عمل تناولت الدور الفعال لوسائل الإعلام في تعزيز السلام والتسامح والتنوع الى أيجاد قنوات ومنصات الكترونية متخصصة لبناء ثقافة التسامح، متسائلين عن مدى إمكانية وضع ضوابط لوسائل الاعلام وتوجيهها لتعزيز روح التسامح والقبول بالاختلاف بحيث يصبح التنوع ميزة وفرصة للتفاهم، مؤكدين ان الاعلام الواعي والمهني يوفر فرصة كاملة لتعزيز القيم الانسانية وخلق أرضية مشتركة لتفاهم البشر، محذرين من استخدام وسائل الاعلام بشكل سلبي وتحويلها لأدوات لنشر الافكار الهدامة.

وتناول محمد فهد الحارثي، عن دور الاعلام الواعي وطرحه لقضايا قد تسهم في سن نشريعات، مسترشدا بتحقيق صحفي تم نشره في مجلة سيدتي حول زواج القاصرات والتي أسهمت بسن قانون يحدد عمر الزواج ، وقالت الصحفية انيليس بورخيس التي شاركت في إنتاج وتصوير فيلم وثائقي حول مركب خيري لإنقاذ مئات المهاجرين واللاجئين عندما أغلقت إيطاليا الحدود أمامهم، حيث شاركت تجربتها مع المهاجرين واللاجئين والقصص التي اختبروها، حيث وصفت عبور البحر الأبيض المتوسط بجمعه للموت :واعتبرت دور الصحفي هو نقل الحقائق وتزويد الناس بالمعلومات واطلاعهم كيفية استخدامها والتعامل بحيادية وشفافية تامة، مؤكدة على ضرورة تحري الدقة في الاخبار قبل بثها وامتلاك مهارة السرعة والدقة في نقل الخبر.

ويعتقد الدكتور راميش كومار فانكواني، الذي يمثل الأقلية غير المسلمة في البرلمان الباكستاني، أن هناك حاجة ماسة لتوعية المجتمع والأفراد بكيفية التعامل مع وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ، وقال أن وسائل الاعلام باتت الاكثر تاثيرا في تشكيل الوعي وتحديد التوجهات والمبادئ مطالبا بالتحلي بمزيد من الوعي لمن يعملون فيها وذلك لخطورة دورهم على السلم العالمي، والاستناد الى استراتيجية شاملة يتم اعتمادها وتكون ملزمة لجميع وسائل الإعلام لضمان دور فاعل لها يغرس القيم الثقافية ونشر الوعي بالآخر، إلى جانب دور الآباء والمؤسسات التعليمية في ارساء مفاهيم تقبل الآخر ونبذ رسالة الكراهية من خلال لغة التسامح وتعلم أخلاقيات التعامل.

السينما القوة الناعمة للتغيير

استعرض المخرج والمنتج محمد خيري، تجربته كمنتج ومخرج لفيلمين وثائقيين منها فيلم “المسيح كان هنا” والذي يسلط الضوء على المسيحيين المصريين منذ ما يقارب ألفين عام عندما كان عيسى عليه السلام حياً، مشيراً إلى أن مثل هذه الأعمال الإبداعية تركز على العواطف ومفهوم التسامح الديني من خلال رواية العديد من القصص، مشيرا الى ضرورة انتالج افلام عن التسامح لانها تعكس مدى الثراء لدىة السعوب، وتؤكد ان الشعوب التي تتعارف تبني ولا تقاتل، مؤكدا ان الاحتياج الوطني واستغلال المهارة الفنية لمحاربة التخلف والارهاب الفكري وتحسين الصورة ، مضيفا المجتمع المصري والعربي بشكل عام لديه الكثير من نقاط التسامح القوية والتي لا تحظى باهتمام كبير، واعتبر خيري السينما القوة الناعمة للتغيير .

وفي جلسة المؤثرين الاجتماعيين تطالب رواد التواصل الى التعامل بحذر ووعي و دعم ثقافة الحوار
وسلطت جلسة المؤثرين الاجتماعيين الضوء على دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر قيم التسامح وتحدثت فيها الدكتورة سارة المدني عضو مجلس الإدارة في غرفة تجارة وصناعة الشارقة والمشاريع المتوسطةط والصغيرة في الإمارات، واني بوخش المؤسس والمدير العام شركة بوخش اخوان، الإمارات ط, ومنذر المزكي الشامسي .

وطالب المشاركون الى استثمار مواقع التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة التسامح وقيم الاعتدال وقبول الاخر، كما ناقشوا عدداً من القضايا ذات الصلة منها الحوار بين الثقافات ونشر قيم التسامح، ودور مواقع التواصل والمؤثرين الاجتماعيين في تعزيز الحوار بين الثقافات ونشر قيم التسامح، وجهودهم في مكافحة الخطابات السلبية واعطاء نماذج وامثلة نوعية يحتذى بها, وقالوا أن دولة الامارات تمثل نموذجا مضيئا وفريدا للتعايش باحتضانها أكثر من مائتي جنسية، داعين رواد التواصل الى التعامل بحذر ووعي لضمان عدم تحول الصفحات الى ساحات سجال ومنصات للتحريض والكراهية.

الدكتورة سارة مدني قالت أن على المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي تحمل المسؤولية فيما يقومون ببثه وادارك مدى تاثيره على المتلقي , معتبرة المؤثر رقيب نفسه فيما يقوم به ، مشددة على ضرورة التمسك بالعادات والتقاليد الاماراتية والإلتزام بالاخلاق ، أما أنس بوخش فيرى ان المؤثر هو مراة نفسه ، مشيرا الى ان عالم التواصل الاجتماعي مليء بالزيف والخداع وسجب توخي الحذر فيما يتم تداوله وتناقله حتى لا يكون الفرد منا شريك في عملية تضليل دون قصد.

وتحدث منذر المزكي عن سطوة مواقع التواصل الاجتماعي ومزاحمتها للاعلام التقليدي حيث باتت في كل منزل ، مطالبا باستخدامها بشكل واع ورشيد , وأن يكون اولياء الامور انفسهم نماذج يحتذى بها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى