أخبارثقافة

“مواجهة العنف الأسري في الزمن الرقمي” خلال ندوة لمجلس حنيف حسن القاسم الثقافي

‎البسطي: 95% من تربية الأطفال في الزمن الحديث تشاركنا فيه التكنولوجيا ومصادر خارجية أخرى

 

دبي الإمارات العربية المتحدة

سلام محمد

نظّم مجلس حنيف حسن القاسم الثقافي، ندوة حملت عنوان “مواجهة العنف الأسري في الزمن الرقمي”، قدّمت خلالها سعادة عفراء البسطي مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، ملخصاً لمسيرة المؤسسة في مواجهة العنف الأسري والتنمر في الدولة، إلى جانب دور التربية الحديثة في خلق جيل جديد متوازن ومتماسك في ضوء التحديات المجتمعية التي نستشرفها في عام الاستعداد للخمسين.
‎واستحضرت البسطي خلال الندوة قصة المؤسسة التي وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لأن تكون مؤسسة ذات نفع عام لا تتبع أي كيان حكومي، لتمتع بالأهلية المالية والإدارية المستقلة وتخدم كافة أطياف المجتمع من مختلف الجنسيات والأديان والأعمار.
‎وأشارت البسطي إلى أن إنشاء المؤسسة قد واجه مقاومة شديدة في بداية تأسيسها، إلا وأنه مع إنفتاح الدولة وما تبعها من تزايد لقضايا عززت من أهمية وجود كيان مؤسسي للتعامل باحترافية وسرية مع هذه الأمور بات وجود المؤسسة ضرورة لا ترفاً. ومن القضايا التي دفعت لهذا الاتجاه كان الجدل حول ملفات حقوق الإنسان وزواج المواطنين من الأجنبيات، إلى جانب ارتفاع قضايا الطلاق والحضانة في الدولة، وقضايا الإتجار بالبشر. كما كان الغرض وراء إنشاء المؤسسة أن تكون دار إيواء للأسر المعرضة للعنف الأسري (جسدياً أو لفظياً أو جنسياً) لاسيما النساء والأطفال لكونهم أكثر تعرضاً من الرجال لمثل هذا العنف.
‎وبينت البسطي أن عمل مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال عمل ميداني خالص، حيث كان نظام العمل فريد من نوعه بالكامل ولم يكن في ذلك الوقت تواجد لأي تجربة على مستوى دول مجلس التعاون أو في إمارات الدولة. وبعد عشر سنوات من التأسيس أصبحت المؤسسة نموذجاً متميزاً يحتذى به من داخل الدولة وخارجها.
‎كما أوضحت البسطي أن تجربة المؤسسة قد أثبتت أن العنف الأسري غير مستورد من مجتمعات أخرى كما يدّعي البعض، بل هو سلوك موجود ولا يقتصر على مجتمع دون آخر. وعليه، فمن المهم أن نعلم كيف نستطيع أن نحمي أنفسنا من مواجهة هذا النوع من التنمر أو السلوك السلبي ولاسيما وأننا على أعتاب زمن رقمي تتشارك فيه التكنولوجيا في تربية أبناءنا وفي إنفتاحهم على العالم بشكل لم يكن متاحاً لنا. وعلينا في هذا الصدد أن نتعامل مع التربية بطريقة مختلفة تبدأ بتعليم الأطفال احترام ذواتهم ونحن بالمقابل نحترم خياراتهم واختلافهم عنا.
‎وتطرقت سعادة عفراء البسطي إلى توضيح مفهوم الوالدية الإيجابية في تربية الأطفال حيث تبين مؤخراً أن وقت الوالدين مع أطفالهم لا يتعدى الـ 5%، في حين أن حصة الأسد وهي حوالي 95% من الوقت وبمعنى آخر المشاركة في التربية، تأتي من المدرسة والعمالة المنزلية ومصادر أخرى حديثة كوسائل التواصل الاجتماعي والألعاب ومواقع المعرفة الإلكترونية.
‎وأشادت البسطي بنموذج العمل الإجتماعي في إمارة الشارقة، بكونه يقدم منظومة متكاملة وشاملة على مستوى دولة الإمارات في مجال الرعاية الإجتماعية من خلال الإهتمام بالطفل والفتاة والشباب والأسرة وحتى كبار المواطنين، وذلك من خلال استهدافهم في العديد من الحملات التوعوية والبرامج المتنوعة.
‎وختاماً وجهت مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، رسالة إلى الحضور المتنوع وإلى أبناء مجتمع الإمارات من المواطنين والمقيمين إلى أن يكونوا سفراء في نشر مفهوم التسامح والحوار من خلال تبنيهم لمفهوم التربية الوالدية الإيجابية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى