أخبارأخبار عالميةتنميةثقافة

جاك أتالي: قمة السعادة في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة

في جلسة مشتركة ضمن الحوار العالمي للسعادة وجودة الحياة

توني بيرتن: يجب أن تكون سياساتنا المالية كحكومات واقتصادات أكثر انسانية
صوفي هاوي: ليس النمو الاقتصادي ما يجعلك سعيداً بل أسرتك وهواياتك ومحيطك وعلاقاتك
 

دبي، الامارات العربية المتحدة 

متابعة  سلام  محمد 

أكد خبراء عالميون على أهمية صناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة يتمتعون فيه بمستويات عالية من السعادة وجودة الحياة.

جاء ذلك في جلسة حوارية رئيسية ضمن فعاليات “الحوار العالمي للسعادة وجودة الحياة” خلال فعاليات القمة العالمية للحكومات، شارك فيها الكاتب جاك أتالي رئيس مؤسسة Positive Planet، والدكتور توني بيرتن نائب كبير المستشارين الاقتصاديين بوزارة الخزانة النيوزيلندية، وصوفي هاوي مفوضة أجيال المستقبل في ويلز.

دول أكثر إيجابية

وفي مداخلته بعنوان “نحو دول أكثر إيجابية”، قال الكاتب جاك أتالي إن تحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة التي تجعل من الإنسان محورها الأساسي، هو المدخل لبناء دول ومجتمعات أكثر إيجابية، تمكّن مواطنيها وتعزز من شعورهم بالانتماء والقدرة على المساهمة في مسارات التطوير والعمل وتحقيق الإنجازات.

وأضاف أتالي أن على الدول عدم الاكتفاء بقياس الدخل الوطني لتحديد مستويات جودة الحياة، لعدم مقدرة هذا المؤشر على رصد أو قراءة الأبعاد الإنسانية للحياة الجيدة، مؤكداً أن الغاية الأساسية هي أن يعيش أفراد المجتمع معاً بتناغم، وأن السعادة هي أن يدرك الفرد هدف حياته من الداخل وبأن يكون مدركا للأمور المهمة بالنسبة له.

وأشار أتالي إلى أن لا شيء يسعد الإنسان أكثر من أن يضمن سعادة أبنائه، فالأنانية نقيض السعادة، وقمة السعادة هي بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، مؤكدا أن من المهم بالنسبة لنا أن نسأل أنفسنا دائماً ما إذا كان أي قرار نتخذه لصالح الأجيال المقبلة، وأن نتصرف بمسؤولية تجاههم.

5 أوليات لمعايير الحياة

من جهته، أكد الدكتور توني بيرتن في مداخلته بعنوان “مالية جودة الحياة…الفلسفة الجديدة للموازنة العامة”، أن للحكومات دورا أساسيا في تحقيق غد أفضل للمجتمعات.

وقال بيرتن: “علينا كمسؤولين عن الموازنات الحكومية أن نسأل كيف للميزانيات أن تدعم سياسات جودة الحياة؟ وكيف لها أن تضمن تطبيق الواحد بالمائة من الأفكار المبهرة الإبداعية والمبتكرة لتعزيز جودة في منظومة الموازنات المعقدة التي تكمّل العمل بنسبة 99 بالمائة المتبقية”.

وأشار إلى أن نيوزيلاندا حددت خمس أولويات لمعايير الحياة عام 2019، هي الاقتصاد المستدام والصديق للبيئة، ودعم المشاركة الرقمية، وتعزيز مداخيل المجتمعات البشرية من مختلف الثقافات، وخفض معدلات الفقر والعنف المنزلي والارتقاء بمعايير حياة الطفل، وتعزيز الصحة الذهنية للأفراد.

وأضاف: “خلال عملي كنا نحرص على وضع سياسات تقوم على البيانات والمؤشرات الملموسة لرفع مستوى المعيشة، لكن الأمر لا يتعلق بالميزانيات فقط، إنها مسألة تغير في عقلية العمل الحكومي لتحقيق جودة الحياة بشكل يلامس حياة الأفراد.

وتابع بيرتن: “يجب أن تكون سياساتنا المالية كحكومات واقتصادات أكثر إنسانية. ويجب أن تتكامل الأدوار بين القواعد والقمة، بين الأفراد والمؤسسات المسؤولة عن توفير الخدمات لهم، ورغم محدودية الأفكار المبتكرة.

وأكد على أهمية التركيز على الابتكار، وتعزيز الهوية الثقافية المتسامحة والمفتحة، وتمكين الأسرة، والحوكمة والتوافق المجتمعي، والصحة، والإسكان، والمعرفة والمهارات، والدخل والانفاق، والوظائف للأفراد.

تشريع لجودة الحياة

في السياق ذاته، استعرضت صوفي هاوي في مداخلة بعنوان “كيف نضمن جودة الحياة لأجيال المستقبل”، محاور تشريع جودة حياة أجيال المستقبل، الذي يعد ريادياً على مستوى ويلز والعالم.

وقالت هاوي إننا بحاجة إلى تمكين أطفالنا بالمهارات التي تؤهلهم لعالم الذكاء الاصطناعي مستقبلا، وإلى توعيتهم بكيفية الاستمتاع بجودة الحياة، مؤكدة أهمية أن نستثمر في الأجيال المستقبلية ونمكنها بمبدأ التعلّم مع التعاطف، الذي يشعرهم بأهميتهم وبأهمية دورهم ومساهمتهم في نمو مجتمعات المستقبل، يجب أن نتعامل مع جودة الحياة كمسألة عالمية توحدنا وتحفزنا لتوحيد جهودنا لتحقيق ذلك باتخاذ قرارات هامة تتعلق بجودة الحياة.

ولفتت هاوي إلى أن الساسة وخبراء الاقتصاد يركزون كثيراً على التنمية ومعدلات الدخل، لكنها ليس مؤشرات كافية لتقييم جودة الحياة، فليس النمو الاقتصادي هو ما يجعلك سعيداً، بل أسرتك، هواياتك، جمال بيئتك ومحيطك، علاقتك مع مجتمعك وأصدقائك.

وقالت إن لتشريع جودة حياة أجيال المستقبل سبعة أهداف هي الازدهار، والمسؤولية العالمية، والمرونة، والصحة الأفضل، والمساواة، والمجتمعات المتسامحة، والتعددية الثقافية والهوية المحلية، مستعرضاً خمسة آليات عمل هي العمل على المدى البعيد، والوقاية، والتعاون، والاندماج، والمشاركة للجميع.

وأضافت هاوي إن تطبيق سياسة جودة الحياة نجح خلال ثلاث سنوات في تغيير عادات قديمة وتحقيق نتائج متميزة، منها رفع استخدام وسائل النقل العامة إلى 50 بالمائة على مستوى العاصمة كارديف، وإنشاء الحدائق في المستشفيات لتعزيز مؤشرات سعادة المرضى وذويهم.

وختمت مفوضة أجيال المستقبل في ويلز على أن تحقيق جودة الحياة يتحقق وفق معادلة ثلاثية تقوم على الابتكار وإشراك المجتمعات وتطوير التشريعات.

ويهدف الحوار العالمي للسعادة وجودة الحياة إلى تحفيز الحكومات على تبني مبادئ جودة الحياة في توجهاتها، وإطلاق مبادرات تعزز مؤشرات السعادة وتحسّن جودة حياة المجتمعات، من خلال حوار مفتوح مع المهتمين والخبراء والمختصين من مختلف أنحاء العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى