أخبارأخبار عالميةتنميةرياضة و صحة

وزارة تنمية المجتمع تحتفي باليوم العالمي لمتلازمة داون بشعار «لا تدع أحداً خلفك»

شخص من متلازمة داون مسجلين في"بطاقة أصحاب الهمم" على مستوى الدولة

فعاليات اجتماعية وتأهيلية وتدريبية للطلبة وأولياء أمورهم في مراكز أصحاب الهمم

دبي الإمارات العربية المتحدة

سلام محمد

تشارك دولة الامارات العربية المتحدة، العالم بالاحتفال باليوم العالمي لمتلازمة داون، الذي يوافق الحادي والعشرين من مارس كل عام، وذلك استجابة لدعوة المنظمة العالمية لمتلازمة داون التي تضم في عضويتها الكثير من الجمعيات والمنظمات الناشطة في ميدان الإعاقة عبر العالم، حيث تعتبر هذه المتلازمة من أكثر المتلازمات الوراثية المسببة للإعاقة الذهنية.
وتحتفل مراكز رعاية وتأهيل أصحاب الهمم التابعة لوزارة تنمية المجتمع والمنتشرة في مختلف إمارات الدولة ، بهذه المناسبة عبر مجموعة متنوعة من الفعاليات التوعوية والاجتماعية، والتعليمية والتدريبية وغيرها، كتنظيم محاضرات توعوية وتدريبية لأولياء الأمور والمجتمع بشكل عام، وتبادل الزيارات الميدانية مع طلبة المدارس يتخللها أنشطة رياضية مشتركة تؤكد مبادئ الدمج، إضافة إلى أيام صحية مجانية لذوي متلازمة داون للتعرف على المشكلات الصحية التي تواجههم وكيفية التعامل معها.

ويحمل شعار الاحتفال هذا العام عنوان «لا تدع أحداً خلفك» للتأكيد على إتاحة فرص العيش ضمن حياة متوازنة للأفراد الذين لديهم متلازمة داون، بما في ذلك تحقيق المساواة مع غيرهم في كل الجوانب المجتمعية، وقد تعهدت خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، وهي خطة عمل عالمية لا تستثني أحداً، بمن فيهم الأشخاص أصحاب الهمم، وبما يحقق الرفاه والازدهار والحياة الكريمة للجميع.
ويتطلب تحقيق ذلك حسب خطة التنمية المستدامة، إزالة أي شكل من أشكال الإقصاء، والاتجاهات السلبية، والتوقعات المنخفضة، أو التمييز تجاه الأشخاص ذوي متلازمة داون حتى لا يتم تركهم خلف الركب، وهذا يتطلب الفهم العميق للتحديات التي يواجهونها في حياتهم اليومية، والدعم اللازم لهم ولأولياء أمورهم وللعاملين معهم، واستكشاف الفرص المتاحة والأدوات اللازمة لتحقيق العيش لهم في حياة كريمة.
وأكدت وفاء حمد بن سليمان مديرة إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم، أن إحصائيات وزارة تنمية المجتمع الصادرة عن بطاقة أصحاب الهمم، تفيد بأن هناك حوالي 2000 شخص من متلازمة داون مسجلين في نظام البطاقة حتى الآن، منهم 1072 من المواطنين موزعين على مختلف إمارات الدولة، وبلغ عدد الذكور من إجمالي ذوي متلازمة داون المسجلين 1138 شخصاً. ويدعم القانون الاتحادي رقم 29 لسنة 2006 حقوق الأشخاص من متلازمة داون في التعليم والعمل والحياة الثقافية والاجتماعية، وتهيئة البيئة لهم والخدمات الصحية التي تعزز تكافؤ الفرص، وهي الحقوق ذاتها المشار إليها في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وأضافت: حرصاً على تمتع الأشخاص من متلازمة داون وأسرهم بهذه الحقوق في دولة الامارات العربية المتحدة وإشراكهم في المجتمع، فقد تم إشهار جمعية الإمارات لمتلازمة داون من خلال وزارة تنمية المجتمع عام 2006، لتكون إحدى الجمعيات المجتمعية النشطة في مجال حقوق هذه الفئة وتوعية أولياء أمورهم، وإتاحة الفرص لهم للمشاركة بفعالية في شتى مجالات الحياة، وتشجيعهم على التعبير عن وجهات نظرهم نحو مستقبلهم، واتخاذ القرارات التي من شأنها التأثير في حياتهم الاجتماعية والمهنية.
وأكدت وفاء حمد بن سليمان أن وزارة تنمية المجتمع تعمل من أجل خدمة أطفال متلازمة وأسرهم في مجالات عدة، أهمها الجانب الاجتماعي من أجل بناء الاتجاهات المجتمعية الايجابية نحوهم عبر الحملات التوعوية والاحتفالات السنوية باليوم العالمي لمتلازمة داون، وإصدار الكتيبات وتنظيم المحاضرات التوعوية، حيث تبدأ التوعية بمجرد التشخيص المبكر للحالة بعد الولادة، لتزويد الأسرة بآليات التعامل مع الطفل ذو متلازمة داون، والتخفيف من مشاعر الصدمة الانفعالية التي قد يصاب بها الوالدان، وتوجيههم لتلقي الخدمات المناسبة في وقت مبكر من عمر الطفل، مروراً بالجانب التأهيلي الذي يشمل الخدمات العلاجية والتعليمية وفق خطط فردية تناسب كل حالة على حدا، إضافة إلى الدفع باتجاه إدماج هذه الفئة في مختلف مجالات الحياة.
يذكر أن متلازمة داون هي طفرة وراثية تحدث أثناء تشكّل البويضة بعد مرحلة التلقيح والانقسام، فتحدث النسخة الإضافية من كروموسوم (21) والذي يسبب المتلازمة، حيث أن وجود الكروموسوم الثالث في الزوج (21) من كروموسومات الإنسان قد أطلق عليها متلازمة داون نسبة إلى التوصيف الأول لهذه المتلازمة الذي قام به الطبيب الانجليزي جون لانجدون داون عام 1866. وهي حالة موجودة في جميع مناطق العالم ولها في الغالب تأثيرات متباينة في أساليب ‏التعلم أو السمات البدنية أو الصحة، ولا يعرف حتى الآن السبب وراء هذه الظاهرة، علماً أن عدد الأشخاص ممن لديهم متلازمة داون يُقدّر بـــ 1 لكل 800 من الولادات الحية في جميع أنحاء العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى