أخبارأخبار عالميةثقافة

مقتطفات من جلسات اليوم الثاني القمة الثقافية أبوظبي 2021

 

معالي نورة الكعبي:

ألقت معالي نورة الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب في دولة الإمارات، كلمة رئيسية شددت من خلالها على ضرورة إدراك العلاقة المهمة بين الثقافة والاقتصاد، وعلى الارتقاء بمستويات الوعي حول التعافي من أزمة كوفيد-19. وفي معرض حديثها حول الثقافة والاقتصاد، وأكدت معاليها أن المنتديات مثل قمة الثقافية، هي منابر مثالية لجمع الخبراء وتبادل الآراء والأفكار وتعزيز التعاون.

قالت معالي نورة الكعبي:

“يكتسب موضوع القمة لهذا العام أهمية خاصة، حيث يلعب القطاع الثقافي والإبداعي دوراً مهماً في دعم تطور الأجندات الاجتماعية والاقتصادية للدول. ويحمل كل ذلك أهمية كبيرة لنا في دولة الإمارات بالتزامن مع تركيزنا على تحقيق التنوّع الاقتصادي. ويضاف إلى ذلك الارتباط الوثيق بين القطاعات الثقافية والإبداعية من جهة وأهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة. وعلى الرغم من أن هذه الأهداف لا تتضمن بنداً مستقلاً حول المجال الثقافي، يلعب القطاع الثقافي والإبداعي دوراً محورياً في تحقيق هذه الأهداف، ولاسيما الأهداف المتعلقة بالرفاهية، والتعليم، والتوظيف، والتنمية الاقتصادية، والقطاعات المبتكرة، والإنتاج والاستهلاك.
وفي حديثها عن الثقافة والاقتصاد، سلّطت معاليها الضوء على مساهمة القطاع الثقافي بنسبة 3% في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، والسبل المتاحة لزيادة هذه النسبة من خلال إطلاق مبادرات شاملة، “يجب أن ننظر إلى القطاع الثقافي والإبداعي بعقلية اقتصادية”. وأعلنت معاليها عن انطلاق المؤتمر العالمي الثاني للاقتصاد الإبداعي خلال شهر ديسمبر المقبل على هامش فعاليات إكسبو.
وعلى صعيد التعافي من أزمة كوفيد-19، نوّهت معاليها إلى الاضطراب المزدوج الذي شهده العام 2020 – والمتمثل بتنامي استخدام الأتمتة التي ساهمت بإعادة تحديد دور رأس المال البشري، والتأثيرات الاقتصادية لأزمة كوفيد-19 – ولاسيما في القطاعات الثقافية التي تعتمد على الزوار (مثل المتاحف، ودور السينما، والمسارح وغيرها). ومع ذلك، فقد أتاح هذا الاضطراب فرصاً جديدة للتعاون والابتكار، وعقد الشراكات الجديدة، والتعاون الافتراضي، فضلاً عن توفير طرق جديدة للإنتاج والعرض الإبداعي باستخدام التقنيات الرقمية. وبهدف الاستفادة من هذا الزخم، يتعين على الجهات التنظيمية العمل بطريقة مختلفة للتعامل مع الظروف المفاجئة بشكل استباقي ومرن
 

كما تحدثت معاليها عن دور الوزارة ورؤيتها المتعلقة بإرساء الأسس، وحشد الجهود، وقياسها، ورعاية القطاع الثقافي في دولة الإمارات “حققت دولة الإمارات خطوات كبيرة في مجال تحفيز نمو القطاعات الثقافية والإبداعية،” بالتركيز على المناطق الحرة، المؤسسات والفعاليات في المنطقة. ” بدأنا مسيرة طموحة لدعم إمكانات نمو القطاع الثقافي في الدولة.”
وتشمل أولويات الوزارة أيضاً تعميق وتوسيع نطاق التعاون مع الشركاء، وخاصة على المستوى العالمي. ويكتسب تطوير المواهب أهمية كبيرة. إذ تمتلك الوزارة سياسة خاصة بدعم المواهب، وتعمل على زيادة عدد المنح الدراسية الخاصة بالتعليم والبحوث بما في ذلك التدريب المهني.
“أنا على ثقة تامة بأن مستقبل القطاعات الثقافية والإبداعية العالمية سيكون مشرقاً وواعداً.”
 

***

ضمان استمرارية الإنتاج – دراسة حالة من إيمج نيشن ولجنة أبوظبي للأفلام

تطرق المشاركون، مايكل جارين، الرئيس التنفيذي لشركة إيمج نيشن، وهانز فرايكين، رئيس لجنة أبوظبي للأفلام، في دراسة الحالة إلى موضوع مواصلة عمليات الإنتاج التلفزيوني والسينمائي خلال فترة الوباء العالمي، والتغييرات التي أحدثتها خدمات البث في ملامح صناعة السينما، وإنتاج أول مسلسل عربي طويل بعنوان “الميراث”، وثنائية السينما والتلفزيون، ومكانة أبوظبي كمركز إنتاج عالمي، وتمويل الإنتاج.

قال هانز فرايكين، رئيس لجنة أبوظبي للأفلام:

“توقفت عمليات الإنتاج التلفزيوني والسينمائي في جميع أنحاء العالم باستثناء أبوظبي وآيسلندا على حد علمي، حيث واصلتا عملية الإنتاج طوال هذه الفترة”
“لطالما أحببتُ قطاع الإنتاج التلفزيوني لأنه يتيح بيع الأعمال قبل صناعتها”.
قال: مايكل جارين، الرئيس التنفيذي لشركة إيمج نيشن:

“على الرغم من عمل مئات الأشخاص في مواقع التصوير الخاصة بأعمال مثل المهمة المستحيلة والميراث، لم نسجل حالة إصابة واحدة بكوفيد- 19”.
“أصبحت منصات البث عند الطلب ]نتفليكس[ عبارة عن استوديوهات افتراضية”
“يُعتبر قطاع الإنتاج من أكثر القطاعات الثقافية نشاطاً اقتصادياً، لا سيما من حيث توفير فرص العمل والاستثمار الداخلي”.
 

***

جلسة: العولمة في عالم ما بعد الجائحة: ما الحقائق والاحتمالات الجديدة التي تشكل المتاحف والمعارض الفنية العالمية اليوم؟

 

قالت الكسندرا مونرو، كبيرة القيّمين الفنيين ومديرة شؤون تنظيم المعارض لدى متحف جوجنهايم أبوظبي”

“نجد أنفسنا أمام تحولين بارزين. يتمثل الأول في الحاجة إلى التعاطف والتواصل الحقيقيين مع مجتمعاتنا المحلية وجمهورنا. لا بد من إعادة تعريف جمهورنا، ومكوناته الشخصية والرقمية أيضاً، وأمّا على الصعيد المحلي، يبدو بأنّ التعاطف يُجسد الأفكار التي سترسم ملامح مجالنا مستقبلاً. وثانياً، الحاجة إلى أساليب جماعية أبسط للعمل سوية، وهي مسألة تمتلك مجموعة روانغروبا خبرة واسعة فيها، سواءً داخل المؤسسة أو داخل مجتمعاتنا، بمن فيهم الفنانون بالتأكيد”.
“أعتقد بأنّ أزمة كوفيد-19 جعلتنا أكثر انشغالاً بالمستقبل الآن”
“فقد ذكّرتنا الأزمة الصحية بهويتنا المشتركة كبشر، والتي لا تعرف حدوداً ولا دبلوماسية ولا حروباً، بل هي سمة نشترك بها جميعاً، وهي حالة عالمية، تتسم بطابع عالمي وخاص في الوقت ذاته. ولكن أعتقد أنّ هذه الصدمة قد تركت في منظومتنا النفسية أفكاراً مختلفة حول المستقبل، سواءً على الصعيد الشخصي أو الجمعي أو الاجتماعي أو الوطني. وبالتأكيد، يتزامن هذا مع التحول الرقمي المذهل، والذي ينبغي علينا جميعاً إدماجه في متاحفنا والاستفادة منه ضمن البيناليات التي ننظمها، كما نفعل الآن؛ وكما سمعنا من الكثيرين منكم أيضاً وكما سيحدث في النسخة المقبلة من البينالي الذي تنظمها سانجونغ، نجد هذا التداخل بين الفن والتكنولوجيا والفن والعلم والمزج بين مُختلف مدارس الفكر العلمي والنظري على حد سواء”.
قالت الشيخة حور القاسمي، الرئيس والمدير المؤسس لمؤسسة الشارقة للفنون:

“تتمثل أهمية فعاليات البينالي في دورها بإخراج الأنشطة خارج المتحف وخارج المساحات المغلقة، لتجذب سكان المدينة وتنتشر في جميع أرجائها”.
“كنا نتحدث سابقاً عن هذا النوع من الفعاليات، قبل انتشار كوفيد-19 أو بعده، وطريقة تفكير الكثير من القيّمين الفنيين أو الزوار، أو الانتقادات التي تطال هذه الفعاليات، مثل التساؤل حول سبب تنظيم الفعالية برغم حظر السفر، ولكن ماذا عن سكان المدينة التي يقام فيها البينالي؟ هذا هو النموذج الجديد لفعاليات البينالي، حيث التركيز سيكون على السكان المحليين”.
“تتجسد أهمية العمل الذي نقوم به في تعاوننا من خلال الصداقات أو اللقاءات العابرة، علماً أن أكثر المشاريع جمالاً تكون وليدة هذه اللقاءات العابرة.”
قالت سانجونغ كيم، قيّمة فنية ورئيسة مؤسسة بينالي غوانغجو:

“منذ بداية عام 2020، غيّرت أزمة كوفيد-19 ملامح عالمنا بشكل كبير. ونشعر جميعاً بأنّ الوقت قد حان لنستجمع أفكارنا ونتأمل في سُبل تأثير معالم العالم الجديد على الفعاليات الدولية مثل معارض البينالي”.
غابي نغكوبو، قيّم فني ومعلم، مدير معرض بينالي برلين 2018

“لا شك بأنّ الوضع كان كارثياً، سواءً من ناحية الخسائر الاقتصادية أو الوفيات، ولكن أعتقد بأنّه أتاح فرصة، لي بالتحديد، لإعادة النظر بأفكاري حول الطريقة التي نفكر ونتحدث بها عن العمل الذي نقوم به. وبالحديث عن المفردات، تُعتبر اللغة دوماً جزءاً هاماً للغاية من مهنتنا، والتجارب التي كنت أقوم بها عبر مُختلف المنصات.”
“لطالما كُنت مهتماً بفكرة الاستفسار وطرح الأسئلة حول اللغات المحلية”
“لقد كان مهماً للغاية بالنسبة لي أن نحظى بمنصات تعاونية في المكان الذي أعيش فيه، لكي لا أفقد التواصل مع الآخرين، ولكي أحظى دوماً بفرصة التفاعل مع السكان المحليين، والاستمتاع بهذه الحوارات أو المنصات التشاركية المتواجدة في مختلف الأماكن”
“وأمّا فيما يتعلق بهذه اللغات المحلية أو المفردات الجديدة أو المسترجعة التي يستخدمها السكان المحليون، أعتقد بأنّ اللحظة قد حانت بالفعل لتجديدها، بحيث تُصبح الأماكن التي نبتكرها مليئة بالحماسة من جديد عندما نلتقي مرة أخرى. أعتقد أنّه من الطبيعي أن نشعر بأنّنا نفعل أو نقول الشيء ذاته مراراً وتكراراً، لذا أرى بأنّ أزمة كوفيد-19، برغم فداحتها، منحتنا فرصة لإعادة التفكير بطرق عملنا السابقة وفسح المجال أمام آفاق وإمكانات جديدة”.”
آدي دارماوان وفريد راكون أعضاء من مجموعة روانغروبا “ruangrupa” – مجموعة من الفنانين والمبدعين من جاكرتا، إندونيسيا والمديرين الفنيين لـ “دوكومنتا 15” عام 2022.

قال آدي دارماوان:

“لا ينحصر تفكيرنا في معرض دوكيومينتا وحده، بل بسُبل استمرار أنشطتنا أو نموذجنا فيما بعد عام 2022. وهذا ما دفعنا لابتكار مفهوم “لومبونغ”
“نُحاول خلال معرض دوكيومينتا أن نوسع من آفاق حوارنا عبر نماذج الاستدامة الأخرى، بدءاً من التجمعات الفنية وصولاً إلى الفنانين والنماذج وغيرها، ولا يقتصر ذلك على الأنشطة الفنية فحسب، والتي تحظى بالتفاعل محلياً، ولكن سُبل عملها ضمن منظومة معينة، وأدائها كنموذج اقتصادي أيضاً، لأنّي أعتقد بأنّ هذا سيُمثل تحدياً كبيراً أيضاً”
وفيما يتعلق بحضورنا في مدينة كاسيل عام 2022، لا تنحصر المسألة بعام 2022 فقط، أعتقد أنّها جزء من العملية والمسيرة بأكملها.”
 

جلسة: كيف تؤثر الهجرة الجماعية على الاقتصاد الثقافي؟

قادت تشارلي ماكاين، مراسلة ذا إكونوميست لجنوب شرق آسيا، ومديرة الجلسة، النقاش من خلال توجيه الأسئلة إلى المتحدثين الثلاثة ويل أويجيدي وتوماس أيوسو ودانييل فيلاسانا حول مدى تأثير الهجرة الجماعية على أعمالهم من صناعة الأفلام، والأفلام الوثائقية والتصوير الصحفي. وشارك المتحدثون قصص الهجرة من خلال الإجابة على الأسئلة الموجهة إليهم، ودور الهجرة الجماعية في إعادة تشكيل القطاع الثقافي، ومساهمة الثقافة في تكوين فهم أفضل عن المهاجرين.

قال توماس أيوسو، كاتب ومصور صحفي للأفلام الوثائقية:

“لا يمكن تعريف الهجرات على أنها مجرد انتقال للناس من موقع إلى موقع آخر لأسباب معينة، وإنما مغادرة مكان معين نتيجة لمجموعة كبيرة من المتغيرات، وسعياً لاستكشاف إمكانيات واسعة لتحقيق النتائج، والعثور بطريقة ما على فرص للتميز الشخصي، حيث أعتقد أن ذلك بمجموعه يشكل قوة العمل الذي أقوم به مع زملائي في المهنة”.
 

قالت دانييل فيلاسانا، صحفية مستقلة

“عندما يهاجر الإنسان، فإنه يحمل معه أفكاره وهويته وثقافته وتجاربه.”
“تجعلنا تأثيرات الهجرة أكثر تعاطفاً، ويظهر ذلك من خلال أعمالنا التي نأمل بوصولها إلى الجمهور.”
“تعد الهجرة إحدى المواضيع المعقدة.”
“لا تحتل الهجرة نفس الأهمية التي تحتلها في أمريكا الوسطى، كما لا تشكل أولوية فيما يتعلق بالخيارات أو الحلول المرتبطة بالسعي لتحقيق حياة أفضل.”
وكان من المثير للاهتمام رؤية مدى التغير الثقافي الذي شهدته النساء من خلال إضفاء الطابع الأنثوي على الهجرة أو استعداد النساء للهجرة أكثر من أي وقت مضى”.
قال ويل أويجيدي، مصمم ومنتج أفلام وكاتب في شركة إيكيري جونز:

“نحن جيل محظوظ يمتلك الأدوات اللازمة لتقديم وعرض القصص.”
“أعتقد أنه من الصعب إنكار حقيقة تأثرنا العميق بالكثير من الثقافات المختلفة. ويهدف عملي للاحتفاء بهذا التنوع من خلال تسليط الضوء على الجوانب الجمالية عند قبولنا واحترامنا لجميع تلك الثقافات.”
“ثمة الكثير من الفرص المتاحة للجميع في هذا المجال”.
 

***

جلسة: دروس في الابتكار من العقول الموسيقية

استضافت الجلسة الحوارية “دروس في الابتكار من العقول الموسيقية” ستة من الموسيقيين والعاملين في المجال الموسيقى من أنحاء العالم، وشارك كل منهم نهجه الفريد في صناعة الموسيقى والعملية الإبداعية.

قال بانوس إيه باناي، نائب الرئيس الأول لشؤون الاستراتيجية العالمية والابتكار في كلية بيركلي للموسيقى:

“تضع أبرز الشركات في العالم سعادة المستخدم على رأس أولوياتها. فعلى سبيل المثال، لم تنشأ شركة آبل، التي أسسها شخص في غاية الإبداع برأيي، من خلال التفكير في النقاط التي يشتكي منها الناس ومحاولة ايجاد حلول لها، بل من خلال التفكير في كيفية ادخال البهجة في حياة الأفراد وتحسين حياتهم.”
مايكل هندريكس، شريك ومدير التصميم العالمي لدى IDEO

“العملية [الإبداعية] تشبه إلى حد بعيد عملية كتابة الأغاني في عدة جوانب، من الطريقة التي نسعى بها للحصول على الإلهام إلى التعاون مع بعضنا البعض وإنشاء نسخة أولية للعرض”.
قال سكوت بيج، موسيقي وخبير تكنولوجيا ورائد أعمال وعضو سابق في فرقة الروك “بينك فلويد:

“الموسيقى عمل إبداعي، حتى الجانب الإداري لها كصناعة.”
قال جيل دور، عازف جيتار ومنتج وموزع ومستشار فني:

“الموسيقى بالنسبة لنا أقرب إلى المرح من العمل
“من خبرتي في مجال ]صناعة وإنتاج الموسيقى[، وجدت أن أهم شيء هو معرفة بمن تتصل!”
قالت أشينوام نيني، موسيقي

“الفشل تجربة رائعة وخطوة ضرورية للتعلم […] ويسعدني كموسيقية أن أكون الأقل نجاحاً في الفرقة، لأن ذلك سيدفعني نحو التطور والارتقاء نحو الأفضل”.
قال جوردان رودس، عازف الآلات المتعددة لفرقة الروك المرشحة لجائزة جرامي “دريم ثيتر”:

“أسست شركة ’وزدوم ميوزك‘ لأن كان لدي هذه الرؤى المجنونة حول التعبير الموسيقي وكيف يمكن أن تصبح التكنولوجيا أقرب إلينا كبشر وما يمكننا فعله بكل ذلك لصنع آلات موسيقية وأصوات جديدة.”
 

***

 

جلسة: هل يمكن للاقتصاد الثقافي النهوض بأهداف الاستدامة؟

يشير دان روزجارد إلى ضرورة أن تتمتع أي مدينة جديدة وصاعدة بقيم مستقبلية مرتبطة بإبداع الوضوح والنظافة كجزءٍ لا يتجرأ منها. تولّت شارلوت ماكين إدارة جلسة “هل يمكن للاقتصاد الثقافي النهوض بأهداف الاستدامة؟”، وتوجهت بالسؤال إلى المتحدثين عن أهمية تبنّي أهداف الاستدامة على المستوى الفردي والمستوى التنظيمي، وماذا يعني ذلك بالنسبة للالتزام بالعدالة المناخية والقضايا العالمية ذات الصلة.

 

قال دان روزجارد، فنان ومبتكر:

“أعمل كفنان ومهندس معماري على تحفيز الأفراد وتعزيز رغبتهم باكتشاف المستقبل والابتعاد عن النظرة المتشائمة”.
“لا يمكننا مواصلة الحياة في العالم الرقمي الذي فرضته الأزمة، نحن بحاجة لتصميم عالم جديد نرسم ملامح الحياة الجديدة فيه بأنفسنا”.
“تتغير طبيعة الأفراد بدافع الخوف أو الحب أو حتى الفضول، وهذا يقود إلى تغييراتٍ أخرى بسيطة جداً. {…..} ويمكننا إطلاق الشرارة الكفيلة بحثّ الأفراد على تبنّي مفاهيم جديدة من خلال تسليط الضوء على جمال وأهمية الاستدامة والعالم الأخضر واعتماد النظام الغذائي النباتي أو النباتي بالكامل. وهنا تكمن أهمية الجمال والتصميم والفن في التشجيع على قبول وتبنّي التغيير”.
قال إد وينترز، متحدث ومعلّم حول شؤون النباتيين:

“وفيما يتعلق بقدرة الثقافة على دفع أهداف الاستدامة، يمكن للمثقفين طرح أفكار جذرية وتشجيع الأفراد على تقبّل أساليب الحياة المستقبلية ما يفسح المجال أمام الحكومات لتطبيق التغييرات الجديدة بسهولة. وينبغي على الثقافة، كمفهوم، أن تتبنّى فكرة حاجتنا ورغبتنا بهذه التغييرات. ولا يقتصر الأمر على رفع الوعي وحسب، وإنما يتجاوزه إلى رؤية المثقفين والناشطين يعتمدون المفاهيم الجديدة ما يجعلها أمراً طبيعياً”.
 

قال ماثيو ماستراندري، مصمم وباحث في استديو إس ديفلن

“ينبغي أن تتطور أفكارنا المتعلقة بالمجتمع. لا يتعلق الأمر بالأفراد أو حقوقهم في الوقت الحالي فحسب، ولكن يتوجب علينا التوصّل إلى استراتيجيات وآليات لضمان حقوق الأجيال القادمة أيضاً. وستشكّل الأعمال الفنية والثقافية وإبداعات المصممين دعوة للبحث في أسلوب الحياة في لندن وأوروبا والعالم أجمع. وأعتقد أن التطور الهام الذي يحققه مجتمعنا اليوم يتمثّل في الوصول إلى مجتمع ديمقراطي وشامل يحاول الاعتراف بأنه لا يمكننا الاستمرار في تأخير والحد من المسؤوليات المرتبطة بهذه القضايا بالنسبة للأجيال القادمة”.
 

قالت تشارلي ماكاين، مراسلة ذا إكونوميست لجنوب شرق آسيا:

“يمتلك الأفراد حقوقاً، وتقع على كاهلهم مسؤوليات، ويمكنهم التطلّع نحو المستقبل في حياتهم. لا يعيش كل فرد منا في عالم خاص، وإنما كجزءٍ من أنظمة ونحتاج إلى تطبيق التغيير على مستوى هذه الأنظمة. إلا أننا نميل إلى نسيان دور الفرد في دفع هذه التغييرات نحو الأمام.”
جلسة: لماذا نسلط الضوء على الفنانين والتكنولوجيا الرقمية لتنمية الاقتصاد الإبداعي؟

ناقش المشاركون دور التكنولوجيا الرقمية في تشجيع المزيد من التواصل وإنشاء المحتوى، بالإضافة إلى كيفية تعامل الدول مع تنمية الاقتصاد الثقافي والوقوف على آرائها حول أهمية التكنولوجيا الرقمية في إنشاء المحتوى (خاصة الأفلام والموسيقى) وزيادة التواصل وتمكين التعاون الإقليمي، لا سيما في مرحلة ما بعد كوفيد-19.

قال توسان تيندريبيوغو، رئيس هيئة تنوع أشكال التعبير الثقافي وأمين اتفاقية 2005، اليونسكو:

“لقد أظهرت لنا الأزمة الصحية [جائحة كوفيد-19[ مدى أهمية الإبداع لصحتنا النفسية ولاستمراريتنا.”
قالت نجوين فونج هوا، المدير العام لإدارة التعاون الدولي، وزارة الثقافة والرياضة والسياحة في فيتنام

” يكمن مستقبل الاقتصاد الإبداعي في الوسائل الرقمية”.
“لمسنا قبل انتشار كوفيد-19 تطوراً ديناميكياً للبيئة الثقافية مدفوعاً بالإبداع والابتكار، ونجحنا في تحقيق الأهداف المحددة في استراتيجيتنا الثقافية لمساهمة القطاعات الإبداعية في الناتج المحلي الإجمالي.”
قال فيليبه بويتراغو، وزير الثقافة في كولومبيا – وزارة الثقافة (كولومبيا):

“نحن نبحث الآن عن طرق لتشجيع مشاركة المزيد من الدول وتوفير منصة عالمية للأفلام المستقلة”.
“نشجع شركات التعدين والنفط وشركات التصنيع والبنوك على الاستثمار في المشاريع الثقافية […] لأنها تعود بالفائدة على المجتمع وتحقق تأثيراً إيجابياً. […] لا يمكننا العمل والتغلب على التحديات إلا بتضافر جهود الجميع”.
قالت جوليانا نومو أكوريو، رئيسة القسم في وزارة النوع الاجتماعي والعمل والتنمية الاجتماعية:

“يحتضن بلدنا أكبر المساحات المخصصة لفناني الأداء في مجال المسرح أو الموسيقى”
دراسة حالة من تقديم جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى “ساسيم”: الدور الاستراتيجي لمنظمات الإدارة الجماعية في منظومة الصناعات الإبداعية

تحدث حبيب عاشور وياسين بولعراس عن أهمية الموسيقى في مجتمعنا المعاصر، ومدى صعوبة العمل في هذا القطاع ومدى “هشاشته”. وتناول النقاش دور منظمات الإدارة الجماعية كأداة أساسية في عملية تحفيز الإبداع، وعاملاً رئيسياً في تعزيز أداء البيئة الإبداعية. كما تحدث عاشور وبولعراس عن مساهمات جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى “ساسيم” في المجال الموسيقي والقطاع الإبداعي.
قال حبيب عاشور، مدير الشراكات الدولية لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط في جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى “ساسيم”

“لا يخفى على أحد أن الثقافة تمثل مجالاً واسعاً للأعمال، ولم تعد إحدى القطاعات الجانبية كما كان الحال سابقاً، وإنما مصدر مهم لملايين فرص العمل حول العام. وتستحوذ الثقافة أيضاً على حصة مهمة من القوة العاملة، والتي يزيد عددها بفارق كبير عن قطاعي الاتصالات وصناعة السيارات، مما يجعلها واحدة من أهم القطاعات من حيث فرص العمل”.
“تعد جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى (ساسيم) أول منظمة جماعية لإدارة الموسيقى يتم تأسيسها على الإطلاق”.
“تكتسب حماية الموسيقيين أهمية كبيرة اليوم، حيث يعد الموسيقيون من الفئات الهشة. ولطالما شكلت الموسيقى إحدى الخيارات غير الآمنة في الحياة المهنية”.
“ندرك أن العمل كموسيقي لا يوفر ضمانة في الحياة، إذ من الصعب توقع إيراداته. ويعني ذلك أننا إذا استطعنا مساعدة الموسيقيين والمبدعين، ومنحهم بيئة عمل وظروف أفضل ومزيداً من الاستقرار، فقد يكون ذلك مجزياً جداً”.
“من الضروري جداً بالنسبة للموسيقيين حول العالم أن يعرفوا بإمكانية تلقيهم الدعم والمساعدة والحماية”.
قال ياسين بولعراس، موسيقي تونسي يتخذ من مدينة نيويورك مقراً له

“لعبت جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى (ساسيم) دوراً محورياً في تطوّر مسيرتي المهنية”.
“أشعر بأني أنتمي إلى مجتمع الملحنين العالمي الذين يعتنون ببعضهم”.
“حشدت جمعية ساسيم الدعم لمساعدة أعضائها ممن هم بأمس الحاجة لهذا الدعم، ووفرت المساعدة للكثير من زملائنا”.
“أعتقد بأني كنت محظوظاً جداً في جميع مراحل مسيرتي المهنية لكوني أحمل عضوية جمعية ساسيم التي تعد بمثابة شريك حقيقي لحماية عملي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى