أخبارأخبار عالميةثقافة

ندوة الثقافة والعلوم في أبوظبي

دبي الإمارات العربية المتحدة 

سلام محمد 

ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي جرى تنظيمه خلال الفترة الفترة من 24 – 30 إبريل، نظمت ندوة الثقافة والعلوم عددا من الندوات وحفلات توقيع الكتب، التي لاقت استحسان وحضور ومشاركة جمهور المعرض، حيث ألقى بلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة محاضرة بعنوان “عمر من الإنجاز الثقافي” تحدث فيها عن تأسيس الندوة منذ عام 1987، عبر ثلاثين عاماً من العطاء الثقافي والفكري والعلمي.

وتناول البدور الجذور التاريخية للعمل الثقافي في دولة الإمارات، والتي تأتي عبر متطلبات المراحل المختلفة التي مر بها تاريخ الدولة، وذلك من خلال الأنشطة والبرامج الثقافية التي كانت تقام من خلال أشخاص، مع عدم توافر مؤسسات ثقافية أو مظلة ثقافية سواء في الساحات أو المجالس أو المقاهي، التي كانت ملتقى للمثقفين والشعراء والكتاب، كما توافرت بعض المؤسسات الرسمية كدائرة الأراضي والمحاكم التي تضم بعض المعنيين والمهتمين بالشأن الثقافي والفكري يتبادلون الأفكار والكتب.

 

وأضاف البدور ومع تأسيس بعض المنتديات الخاصة كانت كل مجموعة تلتقي في أحد البيوت، يتبادلون الحديث حول ما توفر لهم من كتب ومجلات، وكان عام 1945 التاريخ الرسمي لأول نادٍ في دبي وهو (النادي الأهلي الأدبي) وهو ما يعرف الآن بنادي النصر، وكل الأندية التي أتت بعد النادي الأهلي كانت تضيف إلى اسمها الثقافي والاجتماعي، واستمرت تلك الأنشطة في الأندية حتى عام 1963 عندما أنشأت بلدية دبي المكتبة العامة، التي قدمت أنشطة ثقافية بالتعاون مع الهيئة التدريسية ومختلف التجمعات الثقافية. وأشار إلى أنه بعد قيام دولة الإمارات كان هناك توجه لإنشاء كيان جديد وكان (المجمع الثقافي) الذي كان يضم الثقافة بكل فروعها، وأصدر مجلة ثقافية تعني بالشأن الثقافي والإبداعي. إلى جانب دائرة الإعلام والثقافة التي ركزت على النشاط الإعلامي بشكل أكبر.

وأكد البدور أنه في عام 1987 كان هناك رغبة لدى المهتمين بالشأن الثقافي لإيجاد كيان ثقافي يفعل الأنشطة الأهلية، فكان إنشاء ندوة الثقافة والعلوم التي حظيت بدعم حكومي وخاص، ما مكنها من الاستمرار بنشاط نوعي وقوي ومتنوع عبر برامجها وفعالياتها ومشاركتها المحلية والعربية والدولية ، حيث نظمت جائزة راشد للتفوق العلمي لتكريم أبناء الوطن المتفوقين دراسياً، وجائزة العويس لتنمية مواهب وقدرت أبناء الوطن.

 

وتطرق علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس الإدارة رئيس اللجنة الإعلامية، في محاضرته “ندوة الثقافة والإعلام” إلى أنشطة وفعاليات الندوة منذ تأسيسها كفكرة لدى مجموعة من المثقفين في إمارة دبي، اتفقوا على إقامة نوع من التجمع بينهم، وبالتشاور تم الاتفاق على تسميتها بندوة الثقافة والعلوم تأسياً بدار الندوة التي كانت في مكة المكرمة. وكان الجميع يحمل هماً ثقافياً، وبمباركة كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تم تأسيس الندوة التي تطورت من شقة في شارع الرقة بديرة إلى مبنى يعد مفخرة في الفخامة والرقي، ومقرا تقام فيه الكثير من الفعاليات، رغم أن الندوة جمعية ذات نفع عام، يقوم عليها مجلس إدارة من المتطوعين هدفهم الارتقاء بالثقافة والإبداع.

وأضاف الهاملي أن مجلس إدارة الندوة تتفرع منه عدة لجان تقوم بمختلف الأنشطة والفعاليات الثقافية والفكرية والإبداعية والعلمية، ويعتبر نادي الإمارات العلمي هو النادي العلمي الوحيد في الدولة الذي يقدم إمكاناته وخبراته لتدريب وتأهيل الأجيال الشابة في مختلف التخصصات العلمية، ويواكب التطورات في المجالات كافة، ويصقل بها قدرات منتسبيه. وعن فعاليات الندوة أكد الهاملي تنوعها وشمولها، بالإضافة إلى ما تستضيفه الندوة من فعاليات، ويبرز كل هذه الأنشطة لجنة إعلامية تقوم على نشر الخبر، وتفعيله في مختلف المنصات الإعلامية، لللترويج لهذه الفعاليات واجتذاب الجمهور لها، بالإضافة إلى المجلس الأسبوعي الذي تعقده الندوة كل يوم إثنين بشكل منتظم، لتبادل المعرفة والمعلومات، إلى جانب رفد الإعلام بمادة ثقافية غير نخبوية، متاحة لكافة شرائح المجتمع. وقد أثمر تعاون الندوة مع جريدة “البيان” عن تخصيص صفحتين تعدهما الندوة وتشرف عليهما شهريا، لتواكب ما يثار في الصفحات الثقافية، وتلقي الضوء على أنشطة وشخصيات ودراسات وأبحاث وكتب وجوائز تقدمها الندوة، مثل جائزة راشد للتفوق العلمي، وجائزة العويس الثقافية.

بالإضافة إلى التعاون مع تلفزيونات الدولة لنقل أنشطة الندوة الدورية، ومع كثافة الأنشطة تم الاتفاق مع تلفزيون دبي على رعاية برنامج ثقافي يقدم أسبوعيا في قناة سما دبي، بعنوان “أبعاد ثقافية”، قدمت منه حتى الآن 6 مواسم، أحدث خلالها نقلة نوعية في البرامج الثقافية التي تقدم عبر وسائل الإعلام المرئية، ولا يقتصر البرنامج على تغطية أنشطة ندوة الثقافة والعلوم فقط، ولكنه يغطي الأنشطة الثقافية والفكرية والإبداعية في كافة إمارات الدولة. وقد ساهم هذا البرنامج في كسر نمط البرامج الثقافية المعتادة.

 

وتحدث الدكتور عيسى البستكي رئيس مجلس إدارة نادي الإمارات العلمي في محاضرة عن “الابتكار في الإمارات” الذي يمثل ضرورة للاستدامة، والتي تعتبر جزءً أساسيا من ثقافة الإنسان الإماراتي. وقال إنه في البداية لابد أن نتعرف على الموارد الطبيعية في دولة الإمارات وأولها رأس المال البشري الذي تقوده قيادة رشيدة ترى المستقبل وتسعى إليه، بل تطمح للتخطيط لما بعد الإنجاز عبر التعليم والمعرفة، وهذا ما يؤكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دائما. وعن تعريف الابتكار قال البستكي إنه تطوير لمنتج معين ملموس أو غير ملموس، وهو خطوة ما بعد الاختراع، وهو تصرف ونشاط لخلق أفكار جديدة، وعندما تطبق تقود إلى تغير إيجابي، أما الاختراع فهو طرح أفكار أو عمليات جديدة.وأكد أن الابتكار يتطلب وجود تحدي دائم للوصول إلى المستحيل وهذا ما تسعى إليه القيادة الرشيدة، عبر الإصرار والمحاولة الحثيثية للنجاح، وكما يقال لا تحاول أن تكون رجل نجاح، ولكن أن تكون هناك قيمة إنسانية تسعى إليها لخدمة الإنسان.

وعن تاريخ الابتكار أكد البستكي ضرورته لتعريفنا بالمراحل التي مر بها عبر العصور، منذ اختراع الكهرباء التي كانت بداية تطور البشرية، ثم كانت الانطلاقة باختراع جرهام بل التليفون، وبعدها طورت الاتصالات السلكية واللاسلكية عبر مخترعين جاهدوا وحاولوا حتى النجاح، فكانت الثورة الأولى بالاتصالات السلكية، ثم الثورة الثانية عبر الاتصالات اللاسلكية، والثورة الثالثة عبر الاتصالات شبه الرقمية، وجاءت الثورة الرابعة عبر الاتصالات الرقمية، وعبر كل مراحل الابتكار تسعى دولة الإمارات لأن تكون سباقة بين دول العالم بأكثر من 10 سنوات عبر الارتقاء بالصحة والتعليم من خلال تأسيس جامعات عالمية ذات جودة عالية، وموارد المياه وغيرها.

 

واستعرض خالد الجلاف، نائب رئيس تحرير مجلة “حروف عربية” التي تصدرها الندوة، اهتمام دولة الإمارات بفن الخط العربي، ملقيا الضوء على مجلة (حروف عربية) التي تصدر منذ أكتوبر عام 2000 عن ندوة الثقافة والعلوم، ويقتنيها خطاطون من مختلف دول العالم، لأنها تعتبر استمراراً لاهتمام الدولة بفن الخط العربي وهي المجلة الوحيدة التي تتحدث عن فلسفة الخط العربي وتغطي أنشطته وفعالياته على مستوى العالم، كما أنها تعلم قواعد الخط العربي. وأكد الجلاف أن أعداد المجلة الـ (47) حتى الآن، غطت مجالات كثيرة في فنون الخط العرب سواء مبدعيه أو فعالياته أو أهم مقتنياته، وعرفت بأكثر من 20 أسطورة من أساطير الفن العربي وهم فنانون عظماء في هذا المجال، وقدمت معلومات وافية عنهم. كما قدمت المجلة عبر أعدادها معلومات عن واقع الخط العربي في 12 دولة، وملتقيات ومعارض دولية جول العالم، بالإضافة إلى دراسات وبحوث وعروض كتب تتناول الخط العربي وتاريخه.

كما نظم ركن ندوة الثقافة حفلات توقيع الإصدارات الجديدة للندوة ومنها كتاب: نظرية التحفيز الإداري للدكتورة بدرية الحوسني، وخدمات المعلومات في المكتبات الأكاديمية   للدكتور ياسر النبوي، وفي دبي مهندس زاده الخيال    لمحمد حسين طلبي، والإدارة الثقافية منظومة التفاعل المؤسسي لياسر القرقاوي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى