أخبارإقتصادتقنيةتنمية

استشراف المستقبل الإماراتي وجاهزية أدواته

طالب غلوم طالب مستشار اداري داخلي غير مقيم في مركز الامارات للمعرفة والاستشارات

إن جاهزية المستقبل الإماراتي لا تعني إصلاح الماضي ولا تقليص أخطاء الحاضر وإنما هي تركز بشكل أساسي على الصورة المثلى للمستقبل بحيث تنفذ على أرضية الواقع من خلال عملية التخطيط للمستقبل والذي يعتمد بصورة أساسية على الحاضر فهو غير مقدر سلفاً بل يتم صناعته بالدراسة والبحث والتنبؤ والتخيل ،كما أن التخطيط لا يسعى إلى إصلاح الحاضر وإنما يستفاد من أخطائه وكذلك نجاحاته ومن خلالها يتم التركيز على ن تائج المستقبل وإمكانية تحقيقها من أجل غد أفضل لتصبح دولة الإمارات العربية المتحدة الأفضل في شتى مجالات الحياة ، وهذا يعتمد على عاملين أساسيين الأول : التوسع في مجال البحوث المستقبلية والاستشرافية والتى تجسد علاقتهما في دراسة واستشراف التطورات المتوقعة ونتائجها المحتملة وتحدد كيف يمكن تحقيق هذا التطور ، أما الثاني فيعتمد على قدرات الإنسان التي يمتلكها من (الخبرة والبصيرة والحدس والخيال والرؤيا والذكاء والتفكير والفهم والإدراك) لذا يمكننا القول أن جاهزية المستقبل هى : “رفع القدرات المؤسسية على الاستعداد للمستقبل ” فالوعي بالمستقبل واستشراف آفاقه وفهم تحدياته فرصة من المقومات الرئيسية في صناعة النجاح الإماراتي لتأتي دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الأولي عربياً والمرتبة الثانية عشر عالمياً في تقرير التنافسية الرقمية 2019م والذي نشره مركز التنافسية العالمي في معهد التنمية الإدارية السويسري .
فالمستقبل سريع بإنجازاته العلمية والرقمية بما يحمله من سرعة متزايدة في التغيرات الشاملة (التقنية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية) لذا فالمؤسسة التي لم تكن مستعدة لتلك التغيرات سيفقدها القدرة على معايشة الغد والاستفادة من إنجازاته ومعالجة المشكلات المصاحبة للتطور الاقتصادي والعلمي والتقني والذي يرتهن بمدى قدرة المؤسسة على استشراف المستقبل والإعداد له والتخطيط للقائه والتعامل معه .
لذا نجد أن مصفوفة جاهزية المستقبل الاماراتي تعتمد وبشكل أساسي على سبعة محاور هي : 1-استشراف المستقبل: لتقديم برامج استشرافية للجهات الحكومية ، 2- الشراكات الاستراتيجية: لتطوير وتقديم المبادرات والبرامج بالشراكة مع الخبراء والمؤسسات العالمية مثل : برنامج خبراء الإمارات الذي دشّنه صاحب السمو الشيخ محمد زايد ال نهيان في يناير 2019م ، 3- دراسة التوجهات العالمية: للكشف المبكر عن التوجهات المستقبلية ووضع التحليلات الاستراتيجية والتقارير بناء عليها وتكوين رؤية شاملة للعالم بأسره في عام 2065. استنادًا إلى مائة كتاب عن توقعات مستقبلية ، ومائة توجه عالمي لعام 2050 وفي بعض الأحيان، اتجاهات متباينة من المرجح أن تشكل التطورات العالمية. يضم سيناريوهات في المواضيع التالية: التركيبة السكانية والتعليم والجغرافيا السياسية والاقتصاد والحكومة. 4-أدوات جاهزية المستقبل : لتطوير مجموعة من الأدوات للتخطيط للمستقبل مثل : تطوير المعرفة الضمنية ، والخبرات المتراكمة والخرائط العقلية وكذلك الأدوات الكمية من المسوحات وصياغة النماذج والسلاسل الزمنية وغيرها من الأدوات التي تتطور بتطور التغيرات التقنية ، 5- التوقعات المستقبلية : لتطوير التقارير المستقبلية والبيانات ووضع السيناريوهات ، 6- قدرات استشراف المستقبل: لمساندة الجهات الحكومية وبناء قدراتها على التفكير الاستباقي والاستشراف لتحقيق الجاهزية للمستقبل ، 7- البحوث والدراسات: لدعم الجهات الحكومية وتقديم الدراسات المستقبلية لبناء قدرات استشراف المستقبل .وتقديم مجموعة أدوات استشراف المستقبل بتوجيه الجهات حول كيفية نشر العمل على استشراف المستقبل ورسم السيناريوهات بناء على استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل ، وأخيراً فإن هذه المحاور السبعة تسعى إلى تحقيق النجاح والوصول إلى الأفضل في جودة الحياة ، الأفضل في التقنيات الحديثة ، الأفضل في الاقتصاد ، الأفضل في الموارد البشرية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى