أخبارأخبار عالميةثقافة

الكوميديا والرواية التاريخية في إصدارين إماراتيين من “روايات” في الشارقة الدولي للكتاب 39

لـ أحمد أميري وريم الكمالي

الشارقة الإمارات العربية المتحدة 

سلام محمد 

“ثمّة أمرٌ جاهدت طوال حياتي على إبقائه سرّاً، أو الحيلولة دون افتضاحه على نطاق واسع وبشكل معلن، وكان يمكن أن أبقيه طيّ الكتمان عن الجميع إلى النهاية، وأحافظ على حدوده المعقولة ضمن الدائرة المقرّبة مني والتي عرفت جانباً منه ولم تعرف جوانب أخرى كثيرة، لكنني لسبب ما بسَطت يدَيَ على لوحة المفاتيح وكشفت عن سرّي الغريب بأدقّ التفاصيل وأكثرها حرجاً”.

 

هذا ما كُتب على الغلاف الخلفي لكتاب “الرجل الذي يعرف الإنجليزية”، لمؤلّفه الإماراتي أحمد أميري، الصادر عن دار روايات، إحدى شركات لمجموعة كلمات المتخصصة بنشر الأعمال الأدبية العربية والمترجمة، ذي التصميم الجاذب على رفوف الدار المشاركة في الدورة الـ39 من معرض الشارقة الدولي للكتاب.

 

يروي أميري في كتابه سيرة ذاتية خاصة سرد خلالها رحلته في تعلّم اللغة الإنجليزية، التي صادف خلالها الكثير من المواقف الطريفة والحاسمة التي وثّقها في هذا الكتاب الواقع في 214 صفحة من القطع المتوسط، والغلاف السميك، حيث يقول في مقدمة كتابه: ” إن ما حدث قد حدث، سواء أكان الأمر الذي أخفيته طويلاً أم الكتابة عنه بكل تفاصيله. وهو الآن بين يديك عزيزي القارئ، أو بالأحرى أنا أجلس أمامك، وأحكي لك حكايتي منذ البداية، فيما يوصف أدبيّاً بالسيرة الروائية. حكايتي مع لغةٍ فعلتُ كل ما لا فائدة منه لتعلمها، ورغم ذلك لم أنجح في التمكن منها، وربما نجحت في الواقع، لكنني غير مقتنع بهذا النجاح؛ لأن معاييري عالية أكثر بكثير من اللازم”.

ريم الكمالي.. خريطة واسعة من الكلمات

أما الإصدار الثاني، “تمثال دلما”، فيروي حكاية شاب ذي قدرات خلّاقة في دراسة الكهانة، يسرد رحلة عودته إلى جزيرته دلما – جزيرة في الخليج العربية تابعة لدولة الإمارات، تطواف باذخ تأخذ فيه الكاتبة الإماراتية ريم الكمالي القارئ لتعرفه على عالم الخليج وسواحله قبل الأديان، في مشوار يمتد إلى نهايات العهد السومري، وبدايات الفترة الأكدية، من جنوب العراق، مروراً بالخليج، ومضيق باب المندب، وصولاً إلى صور ماجان الساحلية، فكيف ستكون نهاية هذه الرحلة؟

 

وبشكل لافت تتصدّر رواية الكمالي خريطة المنطقة التي تدور فيها الأحداث، فالقارئ سيكون أمام رحلة حقيقية، قوامها خريطة تشرح الخطّ الزمني والمكاني للأحداث والشخصيات، لتفتح الباب أمام القرّاء في مقدمة تقول فيها: “لأننا على امتداد عمرنا القصير رأينا كيف هي الطبيعة شهوانية معنا، تميل ولا تستقيم، تُربكنا بمزاجها، وتؤرقُنا بجنونها، فإنه لا ضمان إلا بالتشابك معها أو ترويضها، والصواب أننا نحن من نروّض أنفسنا معها، وبذلك تضمن الطبيعة وجودَها فلا تحضر هي، بل نحن”.

 

الرواية الواقعة في 381 صفحة تتوفر في دار روايات في المعرض – في القاعة 2، جناح B32، حيث يمكن للقارئ اكتشاف هذه الرحلة والإبحار صوب تاريخ عريق شكّل تفاصيل كثيرة من المنطقة، حيث سيكون في الكتاب أمام مشاهد كثيرة، مليئة بالمفردات والتصاوير التي ضمّنتها الكمالي بلغة شاعرية قوية وواضحة، تقول منها: “كم أنا مرتبك ومنزعج.. يزدحم الهواء في أنفي ورأسي بما يحمل، أهرول نحو الجمر، أوقِدهُ لأزيد من حماس اشتعاله، وأضمرُ الحرمل فألهبه فوق لهيبه.. اهتاجَ الهواء والتهَب حتى هزمته بعد أن أحرقتُ كلّ ما حمله لي، فكم يغيرنا الهواء بعد أن يضمّ روائح اليابس والبحر وأمزجتهما أينما هبّ.. لا حلّ الآن سوى العودة لتمثالي لتختلف رؤيتي في النقاء”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى