أخبارثقافة

المدائح النبوية في شعر الإمارات في ندوة الثقافة والعلوم

دبى  الامارات العربيه  المتحدة 

متابعه سلام  محمد

احتفالاً بالمولد النبوي الشريف نظمت ندوة الثقافة والعلوم أمسية شارك فيها الكاتب عبدالغفار حسين بكلمة حول المدائح الشعر المدائح النبوية لدى شعراء الإمارات، وألقة سعادة إبراهيم بوملحة قصيدته البردة في حب الرسول وأنشدت فرقة الجسمي أبيات في مديح النبي.

حضر الاحتفال معالي محمد المر رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، والأستاذ عبدالغفار حسين، والمستشار إبراهيم بوملحه، مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الإنسانية والثقافية ونائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، والأستاذ بلال البدور رئيس مجلس الإدارة ود. صلاح القاسمي وعائشة سلطان وجمال الخياط ومريم ثاني أعضاء مجلس الإدارة، جمال بن حويرب المستشار الثقافي في حكومة دبي، أمين عام جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ، ود. سعيد حارب وسعادة عفراء البسطي ود. حصة لوتاه ود. منى البحر وجمع من المهتمين والمعنيين.

افتتحت الاحتفالية بتلاوة من آيات القرآن الكريم، واستعرض عبدالغفار حسين أن الأدب النبوي يشكل حيزاً واسعاً في الأدب العربي خاصة والأدب الإسلامي بصفة عامة.. فعندما نقول أن هناك أدب نبوي إسلامي لأننا نقرأ لشعراء من الفرس كسعدي الشيرازي مثلاً ونقرأ لشعراء هنود كمحمد إقبال، وأمثال هذين الشاعرين من البلاد الفارسية والهندية وغيرهما من بلاد المسلمين.

وليس صحيحاً ما تقوله الجماعة المتشددة أن شعر المدائح النبوية جاء بها المتأخرون من الشعراء وأن هذا النوع من الشعر لم يكن مألوفاً في العهد النبوي وفي الأيام الأولى للإسلام.. هناك قصائد لكعب بن زهير وحسان بن ثابت والمرثيات التي قيلت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة.

وأكد عبدالغفار حسين أن من يستعرض القصائد والمدائح التي قيلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مولده الشريف فإنه يجد بحراً زاخراً لا حد له وكماً هائلاً من الأشعار ومن النثر الفني التي قيلت في مثل هذه المناسبات.. ولخص الإمام البوصيري كل ما قيل وما سوف يقال في أبيات خالدة تجسد المشهد النبوي

دع ما ادعته النصارى في نبيهم

واحكم بما شئت فيه المدح واحتكم

وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف

 وانسب إلى فضله ما شئت من عظم

فإن فضل رسول الله ليس له

 حدٌ فيعرب عنه ناطق بفمِ

والذي يهمنا الإشارة إليه هو ما قيل من شعر المدائح النبوية في الإمارات وبالعربية الفصحى وليس بين يدي شعر قيل باللهجة الشعبية في مثل هذه المناسبات وقرأت أمس للسيد خلف الحبتور على موقعه الإلكتروني إشارة إلى قصيدة للمرحومة عائشة بنت خليفة السويدي في المدح النبوي هي بين الفصيحة والنبط وهي كما هو معروف كانت في رأس الشاعرات في الإمارات

وفي رأيي أن أول من نظم قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم فى الإمارات في الثلاثينات من القرن الماضي هو الشيخ عبد الرحمن بن حافظ. ولكن للأسف هذه القصيدة ضاعت مع كتب كثيرة للشيخ في حريق أصاب منزله في الباطنة بعمان وقد روى أحد تلاميذه وهو الشيخ محمد النقبي مطلعاً لهذه القصيدة التي يعارض فيها قصيدة البردة للإمام البوصيري ويقول مبتدئاً بالنسيب :

لا تطعني هند فالأنساب واحدة

 ونحن إن نختصم نرجع إلى حكم

وأضاف حسين، للأسف الشديد لا أحد يحفظ أبياتاً أخرى من هذه القصيدة.. وكان الشيخ بن حافظ كما هو معروف أول من ألف كتاباً في الفقه وسماه خلاصة الفقه وكان شاعراً مجيداً وقد روى لي المرحوم السيد هاشم الهاشمي بيتين من شعر بن حافظ يدلان على شاعرية جزلة ورقة في العاطفة يقول:

والطير فوق الغصن وهو من الهوى

 مع إلفه في عزة وشقاق

في الماء أبصر شخصه ويظنه

 شخص الرقيب فغاب في الأوراق

والمعروف أن المدائح النبوية سواء كانت شعراً أم نثراً تجعل الشاعر والكاتب يلج واحات خضراء شاسعة من الصفاء والروحانية وكلما توغلنا في هذا الميدان النبوي كلما دخلنا في عالم آخر من النقاء ليس فيه التكالب على الدنيوية

ونحن الآن نمر بالأيام المباركة ونستعرض شعر المدح النبوي الذي قاله شعراء من الإمارات وفي رأس هؤلاء الشيخ محمد بن راشد الذي سجل لنا قصيدة رائعة سميت بالمسكية في مدح خير البرية والتي يقول في مطلعها:

أَهدى إلي الشعر ريقه

 فجعلت لي في الشعر بستاناً

وغرست في مدح النبي شجاً

 وسقيته روحاً وريحاناً

ويقول

هو رحمة للناس أرسله

 رب العباد هدىً وتبياناً

يارب أكرم أمة شرفت

 بمحمد فضلاً وغفراناً

إلى آخر هذه القصيدة الجميلة..

ونأتي إلى قصيدة أخرى فيها معارضة لقصيدة البردة للشيخ البوصيري نظمها سالم بن علي العويس الذي عاش في النصف الأول من القرن الماضي وتنم هذه القصيدة عن شاعرية سلسة.. يقول فيها

يا سالف الدهر بين الحل والحرم

 لأنت أشهر من نار على علم

ماظن والليل ساج في غيابهه

 بفائق من ضياء الصبح مزدحم

حتى تكشف للأبصار عن كثب

 علمٌ يحير رأس العُرب والعجم

ويمضي العويس فيقول..

فردٌ ينازلهم في كل معركة

 بالباترات من الآيات والحكم

ونقف عند هذا البيت الجميل الذي أعتبره بيت القصيد في شعر سالم العويس إذ يقول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم دخل المعارك بالباترات من الآيات والحكم وليس بالسيف القاطع.

وتأتي قصيدة أخرى لعبد الله محمد الجلاف من الشندغة بدبي لتشكل معارضة أخرى لقصيدة البردة يقول فيها:

من لاعج الشوق دمع العين لم ينمِ

 جريح حب الهوى العذري في ألمِ

إلى آخر ما يقول:

رحماك يا رب مما جنته يدي

 تغفر ذنوبي بحق البيتِ والحرمِ

وهذه القصيدة أهداني إياها الأستاذ بلال البدور مشكوراً

وفي قصيدة للشاعر والباحث الكبير إبراهيم بوملحة نقرأ:

يارب صلي على النبي محمد

 ملء السما والأرض والأكوان

ويشير إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول:

لما أتيت إلى الوجود تعطرت

 أسماعه بتلاوة القرآن

نثرت يداك الخِصب في أرجائها

 فاخضل منها قفر كل مكان

وللاستاذ بوملحة قصائد كثيرة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وسوف يتحفنا في هذه الأمسية بقصيدة يشنف بها آذاننا إن شاء الله.. ونأتي إلى الشاعر الكبير الدكتور عارف الشيخ الذي له قصائد عدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ونعرج على قصيدته الطويلة والملحمية التي خمّس بها الميمية المشهورة للبوصيري وأصدر كتاباً سماه الوردة في تخميس اللامية وتشطير البردة، ولكي نقف على فائدة هذا الكتاب فإنه لا بد أن نقرأ القصيدة بالكامل ويستوقف القارىء في هذا التشطير الرائع للدكتور عارف شعره حيث يقول

يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به…………………

وهذا الشطر من البيت هو للإمام البوصيري

يقول الدكتور عارف في الشطر الآخر

……………………………… إلا الذي خلق الأكوان من عدم

وكان البوصيري يقول

يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به

 سواك عند حلول الحادث العمم

ويقول عارف

كلا ولا لي شفيع أرتجيه غداً……………..

ويأخذ من البوصيري

……………………..سواك عند حلول الحادث العمم

وعندي أن تشطير الدكتور عارف في هذه الأبيات قد خفف كثيرا من وطأة الغضب الذي أحس به المتشددون المبغضون لمن يتحدث عن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم وخاصة البوصيري وصاحب كتاب البرزجي وكتاب الشفاء للشيخ القاضي عياض المالكي رحمهم الله.

وختم عبد الغفار قائلاً: لا يسع المقام لإستعراض هذه القصيدة الجميلة الوردة في تخميس اللامية وتشطير البردة وأنصح محبي شعر المدائح النبوية أن يقرئوا القصيدة بالكامل.

ونأتي إلي الشاعر سيف المري في إستقبال المولد النبوي الشريف ونختتم به حديثنا هذا إذ يقول الأستاذ سيف المري

 

من مثل أحمد في عظيم صفاته

 في خلقه أو جوده وسخائِه

قد كان نوراً في جبين جدوده

 في السادة الأطهار من آبائِه

حملته آمنة المطهر حملها

 وتشرفت بجلاله وبهائه

حملت فما وجدت له ألماً

 ولا تعباً ولا كرباً لحين لقائه

 

 

وألقى المستشار إبراهيم بوملحة قصيدة “جائزة البردة” في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم قال فيها:

يارب صل على النبي محمد

         ملء السماء والأرض والأكوان

خير النبي الأولى أرسلتهم

             بالهدى والأخلاق والإيمان

لما أتيت إلى الوجود تعطرت

                   أسماعه بتلاوة القرآن

نثرت يداك الخصب في أرجائها

            فاخضل منها قفر كل مكان

أنت الدواء وأنت بلسم من إذا

             قد مسه شف من الأضغان

وختم قصيدته قائلاً:

سهم المحبة نافذ في مهجتي

                                في كل جزء عالق بكياني

لكنه مثل الزلال علي فمي

                                حلو كطعم الشهد للعطشان

لا لم أوف بعض حقك إنما

                                طفح الشعور وفاض فوق لساني

فقداك روحي والبنون وأمهم     

                                والمال والأهلون والثقلان

صلى عليك الله يا نور الدجى

                                ما هب نفح في الربى الفينان

وتوجت الاحتفالية بعرض للمالد لفرقة الجسمي للإنشاد ألقوا فيه باقات من الأشعار في مديح الرسول صلة الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى