أخبارأخبار عالميةثقافة

انطلاق فعاليات الدورة الـ 24 من مؤتمر ومجمع الفقه الإسلامي الدولي 2019 في دبي

دبي الإمارات العربية المتحدة

سلام محمد

 

انطلقت اليوم في دبي الدورة الـ 24 من فعاليات مؤتمر ومجمع الفقه الإسلامي الدولي الذي تنظمه وتستضيفه دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بحضور معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد رئيس مجلس ادارة مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي وسعادة الدكتور حمد بن الشيخ أحمد الشيباني مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي.

كما حضر المؤتمر معالي الأستاذ الدكتور عبد السلام داوود العبادي أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي ومعالي الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي ومعالي الدكتور يوسف العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إلى جانب نخبة من العلماء والباحثين وقادة الرأي والفكر والخبراء من العالمين العربي والإسلامي.

ورحب معالي سلطان بن سعيد المنصوري في كلمته خلال حفل الافتتاح الرسمي بالحضور، مشيدا بجهودهم لمواكبة تطورات الحياة المعاصرة استرشاداً بتعاليم عقيدتنا السمحة، وشدد على أهمية ترسيخ مكانة الاقتصاد الإسلامي وتطويره باعتباره عاملا حاسما ومؤثرا في أغلب القضايا التي يواجهها عالمنا الإسلامي، وأكد على توفر الحلول الاقتصادية الأخلاقية لتلك القضايا بين طيات المصحف الشريف والسنة النبوية.

وتحدث معاليه عن النمو المتسارع الذي يشهده الاقتصاد الإسلامي على مستوى العالم وعن تنامي تأثير وحجم قطاع التمويل الإسلامي وانتشار البنوك الإسلامية وحقيقة استقطاب التمويل الإسلامي لدول جديدة من شرق أفريقيا وآسيا الوسطى ..منوها بأهمية الاستعداد للمرحلة المقبلة من النمو والتوسع في الاقتصاد الإسلامي على مستوى المنطقة والعالم والحاجة إلى العمل لتوحيد المرجعيات التشريعية والمعرفية للاقتصاد السلامي عبر التعاون بين كبار علماء الدين الإسلامي المتواجدين في هذا الحدث المهم والاهتمام بتطوير البيئة التشريعية والقانونية الخاصة بالاقتصاد الإسلامي باعتباره الملاذ الآمن للنمو المستدام تنفيذا لرؤى وتوجهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” بالعمل على ترسيخ مكانة دبي عاصمةً عالميةً للاقتصاد الإسلامي.

من جانبه أكد سعادة الدكتور حمد بن الشيخ أحمد الشيباني رئيس اللجنة العليا للمؤتمر مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي في كلمته على أهمية فترة انعقاد المجمع بالتزامن مع اليوبيل الذهبي على إنشاء منظمة التعاون الإسلامي وبعد مرور 14 عاما على انعقاد الدورة الـ 16 للمجمع في دبي ..لافتا إلى الحاجة الماسة لبحث قضايا ومسائل فقهية مهمة تستشرف المستقبل وتعالج الحاضر من قبل خيرة علماء الأمة والفقهاء المتخصصين في القضايا المطروحة لما لها من نفع للمسلمين ببيان الأحكام الشرعية المعاصرة وللدور الرائد لدبي في الصناعة المصرفية الإسلامية.

وأعرب عن شكره لمقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” على اهتمام سموهما بالعلم والعلماء ورعايتهما لهذه الأنشطة العلمية المباركة مبديا تقديره لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي على متابعته وتشجيعه للمبادرات التي تحقق النفع للبشرية وتساهم في تطوير الاقتصاد الإسلامي.

من جهته وجه معالي الأستاذ الدكتور عبدالسلام داوود العبادي أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي شكره لدولة الإمارات وإمارة دبي حكومة وشعبا على الاستضافة والحفاوة والتكريم الذي ناله المجمع وأعضاؤه وخبراؤه.

واستعرض العبادي في كلمته مقررات اجتماع هيئة مكتب المجتمع على ضوء القضايا المدرجة على جدول أعمال الهيئة ونتائج الجلسة الإجرائية لاختيار المقرر العام للدورة واختيار لجنة للصياغة العامة وتحدث عن الجلسات والموضوعات المختلفة التي ستتم مناقشتها على مدار فترة المؤتمر.

من ناحيته أشاد معالي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي بالحضور تعزيزا للعلم الشرعي ودعماً للاجتهاد الجماعي في هذه الربوع العامرة ربوع المجد والفخر ..مؤكدا على دور المجمع في دراسة النوازل والمستجدات اجتهادا جماعيا معتمدا على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم سالكا في سبيل تحقيق ذلك مسلك الاعتدال والوسطية وتحقيق مقاصد شريعة الحق والعدل بعيداً عن مسالك التشدد ليشارك في رسم جادة التوافق والاجتماع بين العلماء في بقاع العالم الإسلامي كافة وبلاد الأقليات وليرسخ الانتماء والهوية للأقليات الإسلامية في ديار العمل ودول المهجر وليظهر الشواهد على النية الصادقة والإرادة المخلصة وعلى نبذ المذموم من الخلاف ونشر روح الائتلاف في المضامين والمواقف والسلوك وليسهم في المحافظة على اجتماع المسلمين ووحدتهم.

وأكد معالي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي على أهمية مجمع الفقه الإسلامي الدولي باعتباره أهم الأجهزة المتفرعة لمنظمة التعاون الإسلامي نظرا لدوره في توحيد المسلمين وتقريب مقارباتهم الفقهية والفكرية في سبيل تحقيق الوحدة والتقارب بين المسلمين والتضامن السياسي والاقتصادي بين الدول الأعضاء الأمر الذي سيتحقق عند توفر الفكرة الدينية المتزنة والمتقاربة التي يعمل المجتمع على توفيرها.

وأوضح معاليه أن المجمع تأسس في ضوء الحاجة الملحة إلى توحيد جهود المسلمين في مسائل الاجتهاد والفتوى للإرساء على بر الوحدة والاعتدال والوسطية والحماية من التطرف والتشتت والغلو والضياع.

وتحدث العثيمين عن مساهمة التكنولوجيا الحديثة بإتاحة الفرصة أمام تجار الدين لملىء الفضاء الإلكتروني بالآلاف من الفتاوى والآراء التي لا تعبر عن وسطية الإسلام وتخدم الفتنة والبلبلة في أوساط المسلمين وتعمل إلى إثارة بعض القضايا الفقهية القديمة وتوظيفها في أجندتهم الفكرية الهدامة وشدد على أهمية دور المجمع في التصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف لصياغة مفاهيم أصيلة ومستجدة تتماشى مع ثقافة العصر الحديث وتضرب بجذورها في عمق التراث الإسلامي ومقاصد الشرع الحكيم.

وفي ختام حفل الافتتاح قدم مجمع الفقه الإسلامي الدولي درعا لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” تثمينا لجهود سموه في احتضان العلم والعلماء حيث قام معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد بتسليم الدرع لمعالي سلطان بن سعيد المنصوري بالنيابة عن سموه كما كرم رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي سعادة الدكتور حمد بن الشيخ أحمد الشيباني تقديراً لجهوده في استضافة الدورة 24 من المجمع.

ويشهد اليوم الأول من المؤتمر ثلاث جلسات تتناول مسألة العقود الذكية وكيفية تفعيلها والإقالة منها وذلك في ظل التطورات السريعة التي يشهدها فقه المعاملات وتسارع وتيرة التطورات العلمية والتكنولوجية والسعي للبحث عن الصيغ الجديدة للعقود التي تسهل على الناس حياتهم وأعمالهم وبما يحقق لهم المكاسب ويدرأ عنهم المفاسد بالإضافة مسألة التضخم النقدي وتغيير قيمة العملة لما لها من تأثيرات سلبية حادة على مختلف المستويات الفردية والجماعية والدولية.

وستركز فعاليات اليومين الثاني والثالث على جملة من الموضوعات الأخرى مثل عقود الانشاءات الهندسية “الفيديك” وموضوع التسامح في الإسلام وضرورته المجتمعية والدولية وآثاره في جميع المجالات في العبادات والمعاملات والسلوكيات باعتباره الأساس في التعامل بين الناس مسلمين كانوا أو غير مسلمين وباعتباره مكرمة رئيسية من مكارم الأخلاق ..

كما سيولي المؤتمر اهتماماً بموضوع تحقيق الأمن الغذائي والمائي كواحدة من أهم المشكلات التي تواجهها الدول الإسلامية بالإضافة إلى مواضيع الجينوم البشري والهندسة الحيوية المستقبلية.

وتقام فعاليات الدورة 24 من فعاليات مؤتمر ومجمع الفقه الإسلامي الدولي خلال الفترة من 4 ولغاية 6 نوفمبر في فندق إنتركونتيننتال – دبي فيستيفال سنتر بمشاركة 137 مشاركا منهم 37 من أعضاء المجمع المنتدبين و10 مشاركين من الأعضاء المعنيين و50 مشاركا من الخبراء و8 مشاركات من الخبيرات إلى جانب 30 مشاركة لكبار الشخصيات إضافة إلى الأساتذة والمختصين والطلاب من ذوي الاختصاص علما بأن أهم المواضيع ستتم مناقشتها من كبار العلماء والمختصين وذلك للخروج بتوصيات وقرارات تخدم الجميع من خلال منهج الوسطية والاعتدال والتسامح التي تعد الروح التي سيعقد في ظلالها المؤتمر تزامنا مع عام التسامح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى