أخبارأخبار عالميةتنميةثقافة

برنامج دبي للعطاء في باكستان يحقق نقلة نوعية من خلال زيادة نسبة الالتحاق بالتعليم ما قبل الأساسي إلى %55 والانتقال إلى المرحلة الأساسية إلى %61

  • يستفيد من البرنامج الذي تصل قيمته إلى 19.7 مليون درهم إماراتي (5.3 مليون دولار أمريكي) 431,372 طالب في 438 مدرسة في 3 محافظات
  • دبي العطاء تقدم الدعم لبحث جديد يهدف إلى معالجة البطالة بين الشابات والنقص في خدمات رعاية الطفولة المبكرة

 

دبي، الإمارات العربية المتحدة 

متابعة  سلام  محمد 

استكملت دبي العطاء، جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بنجاح برنامجاً مدته 3 سنوات في باكستان ساهم في تحقيق تحسناً كبيراً في نتائج التعلم والالتحاق بالمدرسة والانتقال من مرحلة ما قبل التعليم الأساسي إلى مرحلة التعليم الأساسي لـ431,372  طالب وطالبة. وتم تنفيذ البرنامج الذي تصل قيمته إلى 19,780,082 درهم إماراتي (5,384,533 دولاراً أمريكياً) في محافظات البنجاب والسند وبلوشستان بالشراكة مع مؤسسة إدارة التعليم والوعي (ITA).

وركز البرنامج على ترسيخ مفهوم تعليم الطفولة المبكرة في المدارس الحكومية وتوفير التعليم المسرّع والدعم للأطفال غير الملتحقين بالمدارس، بهدف تمكين الأطفال من الحصول على التعلم التجريبي الشامل، وتشجيع انتقالهم من مرحلة التعليم ما قبل الأساسي إلى التعليم الأساسي. علاوة على ذلك، ركز البرنامج على نشر ثقافة القراءة بين الأطفال لتحسين التعلم والمواطنة عبر المدارس في باكستان. كما سلط البرنامج الضوء على بناء قدرات المعلمين في المناطق التي يصعب الوصول إليها من خلال نموذج “معلمون بلا حدود”، والتأثير على السياسة العامة للتعليم وحق الفتيات في الحصول على التعليم.

وفي سياق تعليقها على البرنامج وما حققه من نتائج، قالت أنينا ماتسون، رئيسة إدارة البرامج في دبي العطاء: “لوحظ في المقاطعات الثلاث في باكستان حيث جرى تنفيذ البرنامج أن %58 من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 سنة لم يتمكنوا من قراءة حرف واحد أو كلمة إنجليزية واحدة، ولكن في نهاية فترة البرنامج، أصبح بمقدور %70 من الأطفال المشاركين قراءة الكلمات أو الجمل أو حتى القصص. وبالتالي، نحن فخورون للغاية بما حققناه من خلال هذا البرنامج، خصوصاً فيما يتعلق بالتجارب الإيجابية التي أحدثت تغييراً في حياة أولئك الأطفال نتيجة لمكوناته وأنشطته المختلفة، مثل اكتساب مهارات التعلم التأسيسية وتطوير بيئة مناسبة لمتابعة التعليم. لقد أحدث برنامجنا بالشراكة مع مؤسسة إدارة التعليم والوعي تأثيراً ملحوظاً وإيجابياً على نتائج تعلم الأطفال ومعدلات الالتحاق بالمدرسة، ومهّد لهم الطريق للازدهار طوال رحلتهم التعليمية.”

وقد أظهر تقييم مستقل لبرنامج دبي العطاء في باكستان، أجرته مؤخراً مجموعة “ألتامونت”، زيادة في معدل الالتحاق بمدارس التعليم ما قبل الأساسي بنسبة %55 في 438 مدرسة، وارتفاع في معدل انتقال الأطفال من مرحلة التعليم ما قبل الأساسي إلى التعليم الأساسي بنسبة %61. كما أشار التقييم إلى التأثير الكبير الذي أحدثه البرنامج لدى الأطفال خارج المدرسة في باكستان من خلال معسكر “التعلم من أجل العمل”، الذي تم تنظيمه في 556 مدرسة والذي قدم دعماً لتطوير مهارات القراءة والكتابة والحساب لـ 21,719 من الأطفال ممن هم خارج المدرسة و13,541 من الطلاب المعرضين للخطر (أكثر بقليل من نصفهم هم من الفتيات). وفيما يتعلق بالحساب، أظهر التقييم أن %19 فقط من الأطفال غير الملتحقين بالمدارس تمكنوا من تحديد الأرقام حتى 99 عند بداية البرنامج، وارتفعت هذه النسبة إلى %35 عند نهايته؛ كما أن %1 من الأطفال غير الملتحقين بالمدرسة كان لديهم القدرة على إجراء عملية حسابية بسيطة قبل البرنامج، وارتفعت هذه النسبة لتصل إلى %31 عقب تنفيذ البرنامج. وتم من خلال البرنامج دمج العديد من الأطفال في المدارس، وأفادت تقارير مؤسسة إدارة التعليم والوعي عن اتجاه تصاعدي بنسبة %55 في الالتحاق في المدارس المدعومة من قبل دبي العطاء.

وفي هذا الصدد، قالت بيلا رضا جميل، الرئيس التنفيذي لـمؤسسة إدارة التعليم والوعي: “لقد كان الدعم الذي قدمته دبي العطاء لباكستان استراتيجياً وهاماً في الإرتقاء بالمشهد التعليمي للبلاد. وقد جاء البرنامج متوافقاًً بشكل جيد مع الأولويات الوطنية والإقليمية على النحو المبين في مخططات القطاع لتنمية الطفولة المبكرة فيما يتعلق بالاستعداد المبكر للتعلم، وتسريع فرص التعلم للأطفال غير الملتحقين بالمدارس، ودعم المرافق التعليمية، وتدريب المعلمين، بما في ذلك التطوير المهني المختلط والمهرجانات الأدبية المبتكرة للأطفال في المناطق التي يصعب الوصول إليها. كما ساهم البرنامج في الجهود الرامية لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وصون حق الأطفال في الحصول على التعليم حسب ما ينص عليه الدستور. ونتوجه بالشكر إلى دبي العطاء على دعمها السخي ونتطلع إلى العمل معاً في المستقبل القريب.”

كما أعلنت دبي العطاء التزامها بتقديم مبلغ  7,714,350درهم إماراتي (2,100,000 دولار أمريكي) على مدى ثلاث سنوات من أجل إجراء بحث لتقييم برنامج خاص بالرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة وتنمية مهارات الفتيات في باكستان يعرف بإسم (LEAPS) ويرمز إلى تعزيز إمكانات القادة الشباب لمرحلة الطفولة المبكرة لضمان إعداد الأطفال للمدرسة. وقد تم تطوير البرنامج وتجريبه من قبل جامعة هارفارد TH مدرسة تشان للصحة العامة بالشراكة مع اللجنة الوطنية للتنمية البشرية (NCHD). وسيوفر دعم دبي العطاء للبحث الأدلة على تأثير تنفيذ نموذج (LEAPS) على نطاق واسع على جاهزية الأطفال للمدرسة وتنمية الشابات. علاوة على ذلك، سيقيّم البحث جدوى نموذج (LEAPS) وجودته وفعاليته من حيث التكلفة، فضلاً عن مدى استعداد اللجنة الوطنية للتنمية البشرية للإرتقاء به من أجل تحقيق الاستدامة وتكرار البرنامج في مقاطعات أخرى في باكستان. كما ستوفر نتائج البحث المعلومات لحكومة باكستان حول كيفية تعزيز تنمية ورعاية الطفولة المبكرة في المجتمعات المحلية، وتعزيز نظم التدريب المهني للشباب في الوقت نفسه.

وتعليقاً على هذا الدعم، قالت ماتسون: “يعكس هذا الاستثمار التزامنا بدعم قطاع التعليم في باكستان لإعداد الجيل القادم ومدهم بالمعرفة والمهارات للمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لبلادهم.  وسيوفر هذا البحث دليلاً واضحاً وتوجيهاً مهماً لتطبيق استراتيجيات تنمية الطفولة المبكرة وتعزيز قدرات الشابات في باكستان على نطاق أوسع.”

يُشار إلى أن باكستان لا تزال بعيدة عن تحقيق أهداف التعليم المحددة ضمن إطار أهداف التنمية المستدامة، التي ، لاالتزمت بها إلى جانب بلدان أخرى، لضمان التعليم الشامل والسليم للجميع، وتعزيز الوصول إلى التعلم مدى الحياة. ووفقاً لوثيقة البرمجة الخاصة بباكستان الصادرة عن اليونيسكو للفترة 20132017، لا تزال باكستان تعاني وبشكل واضح من فوارق جنسية في التعليم، حيث يذهب أقل من نصف الإناث في البلاد إلى المدرسة. ويحدث هذا التباين بسبب العادات المجتمعية التي تمنع الفتيات من مغادرة منازلهن، إلى جانب قلة المدارس والكليات الخاصة بهن، والزواج المبكر ونقص فرص العمل للنساء بعد التعليم. وعلاوة على ذلك، توجد تباينات كبيرة في الحصول على تعليم سليم بين المقاطعات والمناطق الريفية نتيجة لتردي الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات المحلية. وتواجه الفتيات والأطفال الذين يعيشون في المجتمعات الريفية وأولئك من الأسر الفقيرة في باكستان العديد من التحديات التي تحول دون حصولهم على خدمات رعاية وتنمية مرحلة الطفولة المبكرة. وتتفاقم النسبة المتدنية للحصول على خدمات رعاية وتنمية مرحلة الطفولة المبكرة وجودتها بسبب النقص الحاد في اليد العاملة الماهرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى