أخبارأخبار عالميةإقتصاد

حضور سعودي لافت في مؤتمر الشرق الأوسط للحديد والصلب يسطر الدور الريادي للمملكة بالمنطقة

دبى  الامارات العربيه المتحده

متابعه  سلام محمد

سجلت المشاركة السعودية في مؤتمر الشرق الأوسط الحديد والصلب، الأضخم والأشهر على مستوى المنطقة، والذي أقيم بمدينة دبي بالإمارات للفترة ١٠ – ١٢ ديسمبر ، حضوراً لافتاً لممثلي صناعة الحديد والصلب في المملكة تمثل في مشاركة اللجنة الوطنية لصناعة الحديد ممثلة برئيسها م. رائد العجاجي ونائبي الرئيس المستشار محمد الجبر وعبدالعزيز الهديب، وبحضور ومساندة كبيرة من قبل عدد كبير من المسؤولين الحكوميين من قطاع صناعة المعادن ببرنامج التجمعات الصناعية ووزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية. وقد ألقى وكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط للشؤون الاقتصادية عبدالعزيز الرشيد كلمة في افتتاحية المؤتمر أكد فيها على أهمية صناعة الحديد والصلب في المملكة العربية السعودية باعتبارها صناعة وطنية استراتيجية، يُنتظر منها أن تساهم بشكل فاعل في دفع عجلة التنمية الاقتصادية السعودية، ويُعوّل عليها أن تلعب دورا أساسياً في تحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠.

وأكد سعيد غمران الرميثي الرئيس التنفيذي لشركة حديد الإمارات أهمية هذه الفعالية في قطاع الحديد والصلب، وهو ما حفّز الشركة لتكون الراعي البلاتيني، حيث ستسلط الشركة الضوء على دورها المتواصل في دعم القطاع الصناعي بما يتماشى مع المكانة التي حققتها باعتبارها شركة عالمية رائدة تتميز بمنتجاتها المبتكرة وعالية الجودة.

وقال الرميثي: «تهدف شركة حديد الإمارات من مشاركتها في الدورة الثانية والعشرين من مؤتمر الشرق الأوسط للحديد والصلب، والذي يعقد سنوياً، إلى بحث الاتجاهات الحالية للقطاع ومناقشة آفاقه المستقبلية»

وفيما حضر المؤتمر ممثلون من السلك الدبلوماسي بقنصلية المملكة بدبي، صرّح المسؤول الإعلامي بالقنصلية بأن حضور السلك الدبلوماسي جاء عملاً بتوجيهات القيادة الرشيدة لدعم المشاركات السعودية في المحافل الدولية، ولإظهار المكانة الحقيقية للمملكة. كما وحضر المؤتمر ممثلون عن مكتب الأمانة الفنية لمكافحة الممارسات الضارة في التجارة الدولية بمجلس التعاون لدول الخليج العربي، وممثلين عن وحدة استثمار المعادن في شركة دُسر التي ينصب اهتمامها على تنمية وتطوير الاستثمار في قطاع المعادن بالسعودية.

يشار إلى أن اللجنة الوطنية لصناعة الحديد، بالإضافة إلى رعايتها الذهبية للمؤتمر، فقد شارك رئيسها م. رائد العجاجي بجلسة الحوار الافتتاحية للمؤتمر، ألقى الضوء فيها على واقع وتحديات وفرص نمو وتطور صناعة الحديد السعودية. وقال العجاجي أن صناعة الحديد والصلب في المنطقة عموماً، وفي السعودية خصوصاً تعاني في السنوات الأخيرة من صعوبات جمة بسبب المنافسة غير العادلة التي فُرضت عليها من المنتجات الأجنبية في ظل غياب التطبيقات الوقائية والحمائية المشروعة والمباحة بموجب التشريعات وقوانين التجارة الدولية. وأشار العجاجي إلى أن ما زاد من الصعوبات التي تواجهها صناعة الحديد والصلب هي الحرب التجارية الدولية المستعرة مؤخراً، والتي بدأت شرارتها بفرض الولايات المتحدة رسوم وقاية بنسبة 25% على وارداتها، وتبعها في ذلك الاتحاد الأوروبي ثم مجموعة من الدول مثل كندا، تركيا، روسيا، الهند، أرمينيا، كازاخستان، وأن الأمر مرشح للجوء المزيد من الدول لإجراءات الوقاية. وقال العجاجي إن هذه الإجراءات الحمائية الدولية ستدفع المصدرين للبحث عن أسواق بديلة لتصريف فوائض إنتاجها، وأنها ستجد ضالتها في أسواقنا التي تفتقد للحماية، مما سيصيب صناعة الحديد والصلب السعودية في مقتل في حالة استمر التباطؤ في اتخاذ إجراءات فاعلة لمواجهة هذا لخطر. وأشار العجاجي إلى أن صادرات دولة الصين الشعبية من بعض منتجات الحديد مثل مسطحات الحديد الملونة بكميات هائلة وبأسعار متدنية جداً شارفت على التسبب في انهيار هذه الصناعة السعودية، وأنه يضاف لذلك صادرات مجموعة دول أخرى مثل الهند، كوريا الجنوبية، فيتنام، تركيا، ودول أخرى أصبحت تشكل معوقات حقيقية ليس فقط أمام نمو وتطور الصناعة السعودية، بل حتى أمام صمودها وبقائها واستمرارها.

وضمن إطار الآثار السلبية للممارسات الضارة في التجارة الدولية على صناعة الحديد والصلب السعودية التي انخفض تشغيل مصانعها إلى نسب أقل ما يقال عنها بأنها كارثية، قال العجاجي أن أحد أهم أسباب ذلك يكمن في الإغراء المتمثل في انخفاض نسبة الرسوم الجمركية المطبقة في السعودية والتي تبلغ 5% مما دفع المصدرين لاستهداف سوقها بكميات هائلة. وقال إنه في اتفاقية انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية WTO تم تحديد الحدود القصوى للرسوم الجمركية المتاح للمملكة تطبيقها وهي ما بين 10% و 20% لمنتجات الحديد، وأن قيام المملكة بتطبيق هذه الحدود القصوى أصبح مطلباً ملحاً يجب القيام به على وجه السرعة وبدون تأخير، لكون ذلك سيسمح لصناعة الحديد والصلب السعودية بتنفس الصعداء ولو قليلاً، واستعادة بعضاً من توازنها التنافسي، إذ لا يُعقل أن دولاً تفرض على منتجات الحديد السعودية رسوماً تصل إلى 25% في حين تستقبل السعودية منتجات هذه الدول برسوم جمركية قدرها 5%.

وفي جلسة نقاش خصصت في المؤتمر لممثلي صناعة الحديد والصلب السعودية المنضوين تحت عضوية اللجنة الوطنية لصناعة الحديد، شارك فيها نائب رئيس اللجنة المستشار محمد الجبر، ورؤساء خمس وحدات عمل منبثقة عنها، استعرض الفريق نبذة عن اللجنة وتشكيلها وأعضائها وأهدافها، وما حققته اللجنة من إنجازات مرحلية، مع إلقاء الضوء على بعض خططها المستقبلية بما فيها الإعداد لتنظيم المؤتمر السعودي الأول للحديد والصلب المزمع إقامته في مدينة الرياض في شهر سبتمبر 2019، حيث سيكون الأول على مستوى السعودية، ومن المتوقع أن يشارك به 600 – 800 شخص من بينهم نخبة قيادات صناعة الحديد والصلب السعودية والإقليمية والعالمية، تجار ومصانع الحديد التحويلية، هيئات علمية وبحثية، اختصاصيو مختبرات، وهيئات إعلامية محلية وإقليمية ودولية. وقال المستشار محمد الجبر، نائب رئيس اللجنة الوطنية لصناعة الحديد: “نهدف في اللجنة الوطنية لصناعة الحديد ومجلس الغرف السعودية إلى العمل مع شركائنا الحكوميين لتفعيل وتطبيق المعايير والقواعد المشتركة التي تُساعد على ضمان المنافسة في السوق السعودية بشكل عادل ومتوازن يعكس أفضل الممارسات ضمن الأطر الدولية المشروعة التي وضعتها منظمة التجارة العالمية، وتعميم تطبيقها في جميع القطاعات الاقتصادية السعودية”.

تجدر الإشارة إلى أن اللجنة الوطنية لصناعة الحديد هي منظمة غير ربحية تضطلع بمهمة مواجهة تحديات تطوير وتنمية قطاع صناعة الحديد بهدف تحقيق رؤية السعودية 2030. وهي مسؤولة عن خلق بيئة جاذبة للاستثمار والعمالة، وتطوير ثقافة المسؤولية الصناعية والمجتمعية، والعمل مع أعضاء الصناعة للتصدي للتحديات التي تواجههم ومناصرتهم لتحقيق تنميتهم وتطوّرهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى