أخبارأخبار عالمية

حمدان بن راشد يفتتح المنتدى الدولي الثاني عشر للحوار

دبي الإمارات العربية المتحدة

سلام محمد

افتتح سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية الرئيس الأعلى لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، اليوم في فندق روضة البستان في دبي.. أعمال المنتدى الدولي الثاني عشر للحوار بشأن سياسات “مستقبل التعليم” الذي ينظمه فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين في إطار التعليم لعام 2030 . وقد استقطب المنتدى مشاركين من 70 دولة حول العالم.

نظم فريق العمل الدولي المنتدى بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة واللجنة الوطنية الإماراتية للتربية والثقافة والعلوم، تحت رعاية مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز بمشاركة ما يزيد عن 300 خبير تعليمي من بين وزراء التعليم وصانعي السياسات وقادة المدارس والمعلمين.

وناقش المشاركون في المنتدى تأثير الأهداف التعليمية الجديدة على إعداد المعلمين وتدريبهم، وسبل معالجة أوجه عدم المساواة والتنوع، بالإضافة الى آثار الابتكارات الجديدة على تأهيل المعلمين وتدريبهم. ويشهد المنتدى مشاركة وزراء التربية والتعليم وصناع السياسات وقادة القطاع التعليمي والمدرسين، وممثلي المنظمات غير الحكومية، والحكومية الدولية، والمنظمات المهنية والمؤسسات الخاصة.

وأكد معالي معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم إن دولة الامارات، وقد شيّدت حاضرها على أُسسٍ من القيم الانسانية النبيلة ورؤيةٍ حضاريةٍ طموحة ـ ، تتناغم في رؤاها معكم وتدرك جيدًا بأن مستقبل العالم أصبح مرهونًا بالمستوى التعليمي والثقافي والمعرفي لسكانه.. لذلك فهي توقن بإيمانٍ متأصل، بأن مستقبل البشرية يتوقف على منظومة قيمية تراعي حقوق الانسان وخصوصية الثقافات، وتحترم التنوع الثقافي وتتيح المعرفة وتنشر التعليم الجيد وتحقق التوازن وتستثمر معطيات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لغايات الحلول المستدامة ورفاهية البشرية ، وهو ما يستدعي مراكز القوة والريادة في العالم من دولٍ ومنظماتٍ أن تتكاتف وتتعاضد، وأن تسابق الزمن في العمل على احتواء المشكلات الناجمة عن الجهل والتخلف والفقر، وأن تسّرع من وتيرة العمل في اتجاه استدامة التعليم وتمكين مقومات اقتصاد المعرفة وتعزيز قيمة انتماء الانسان لمجتمعه، إننا بحاجة إلى حيّز يجدد التفكير بالتزاماتنا ببذل جهود شاملة تجاه التعليم .

وقال: “في هذه البقعة من عالمنا الشاسع، عملنا في دولة الامارات من أجل حياة أفضل وكرّسنا جُلّ وقتنا ومواردنا لأجل بناء الانسان والتنمية المستدامة فاستطعنا تقديم نموذجٍ ناجحٍ للمجتمع ، ارتكز على سعادة الانسان ، مختزلاً كل ما يمكن تخيله من إنجازات على كافة الأصعدة ، وكان التعليم هو المحور الذي أولته قيادتنا الرشيدة النصيب الأكبر من الاهتمام، لنصنع بذلك واقعًا ندرك فيه أهمية التعليم لبناء وتمكين الإنسان، فانطلقنا على إثره بكل شجاعةٍ وجدية في سباق لا خط نهاية له ، سباق مع التميز والريادة تغذيه المعرفة والخبرة والشراكات الدولية الفاعلة في مختلف المجالات والاختصاصات، لنكون ضمن أفضل الدول خدمةً للإنسان والبيئة والعالم” .

وأكد معاليه أن القوى الوطنية عملت مع بيوت خبرة عالمية في تشييد قواعد المنظومة التعليمية المتمثلة في المدرسة الاماراتية، هذه المنظومة المتكاملة والشمولية التي ترتكز في رؤيتها وفلسفتها على إيلاء اتجاهات الطالب وميوله وقدراته رعاية فائقة، منظومة يتجانس فيها الفكر مع السلوك ، وتترابط فيها المهارات المعرفية النظرية مع التطبيقية ، فأصبح الطالب مرتبطًا بمستجدات التكنولوجيا وأدواته ، مسخرًا الذكاء الاصطناعي متمكنًا من العلوم المعاصرة ومؤهلا للمنافسة في تحقيق مراتب متقدمة على المستوى الدولي ، ومستوعبًا متطلبات القرن الحادي والعشرين.

ونوه الحمادي بأن منظومة المدرسة الإماراتية لامست المحاور الثلاثة التي يتناولها هذا المنتدى “المعلمون واعدادهم في القرن الحادي والعشرين وتقديم فرص متكافئة ومعالجة أوجه عدم المساواة والابتكار في التعليم”.

وأضاف: “لأننا ندرك جيدًا أهمية دور المعلم، فإننا نعمل على استراتيجية التدريب المستمر والتأهيل الجيد المستجيب لمتطلبات التعليم ومن أجل ذلك أنشأنا مراكز لتدريب المعلمين أثناء المهنة ، وقد وضعنا برنامجًا لرخصة التعليم بحيث سيكون جميع العاملين في التعليم من الحاصلين على هذه الرخصة بدءًا من العام الدراسي القادم, وأطلقنا منحة معلم المستقبل بالتعاون و التنسيق مع الجامعات المحلية وأطلقنا تعلم في الإمارات لاستقطاب الطلاب الدوليين للدراسة في جامعاتنا البحثية لنساهم و بكل إصرار في بناء الإنسان المتسلح بالعلم و المهارة.

وتابع: إننا مستمرون في مواكبة التحديات المعاصرة ومصّرون على بلوغ أفضل المراكز في التنافسية الدولية وخاصة التنمية البشرية”.

وأكد أن اجتماع اليوم يمثل ثمرةً للتعاون البنّاء بيننا في إطار الشراكة مع منظمة اليونسكو والتي تُعد من النماذج الرائعة في التعاون والتآزر وأيضًا التمكين الذي يترجم الرؤى ويحول الأفكار والسياسات إلى برامج ومشروعات تسهم في دعم التعليم على المستوى العالمي وتعزز من فرص تحسين أدائه وجودته..

من جانبه أكد الدكتور جمال المهيري، نائب رئيس مجلس الأمناء وأمين عام جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز أن عالمنا الشاسع المترامي الأطراف لم يعد كما كان، بل أصبح صغيرًا جدًا، وباتت الشعوب متقاربة الى المستوى الذي صارت فيه التحديات قاسمًا مشتركًا بين جميع سكان الارض؟ أزمة الاقتصاد.. الحفاظ على البيئة.. الانفجار السكاني..

الصراعات.. الفقر.. الكوارث الطبيعية.. البطالة.. التطرف.. أزمة التعليم وغيرها الكثير، كلها غدت مشكلات عالمية مؤرقّة للإنسان في كل بقعة من كوكبنا.. في آسيا، في أفريقيا، في أوروبا، في الأمريكيتين، في استراليا، وحتى انتاركتيكا.

وقال المهيري: “إنها هواجس الجميع ، ولعلي استعنت بهذا المشهد مدخلا لكلمتي نظرًا لعظم دوركم في هذا المشهد وأنتم مضطلعون بأهم مسؤولية فيه وهو التعليم ، هذا الواجب الذي نتقاسم فيه معكم في مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز بإيمان راسخ مستمدٍ من القيم الاماراتية الأصيلة والتي تولي التعليم والمعرفة والحكمة أعلى درجات الاهتمام ، وتسير بكل إمكاناتها تجاه مساندة التربية والتعليم ودفع جهود تطويره وتحسينه لتمضي قُدُمًا ، وقد قدمت مبادرات جليلة في تميز الأداء التعليمي ورعاية الموهوبين والمبتكرين وفق أعلى المعايير الدولية بين جوائز تحفيزية سخية ، وبرامج وخدمات تعليمية نوعية”.

وأشار المهيري انه ومنذ نشأتها في عام 1998 استطاعت مؤسسة حمدان صناعة فرص جديرة لعناصر المنظومة التعليمية لبلوغ آفاق الجودة والامتياز فهي من أكثر المؤسسات المانحة للجوائز التحفيزية على مستوى المنطقة حيث تغطي النطاق المحلي بمجموع 12 جائزة وتشمل كافة الفئات المرتبطة بالتعليم كما خصصت 3 جوائز تعنى بالطالب والمعلم والادارة المدرسية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي إضافةً إلى جائزةٍ للبحث التربوي على مستوى الدول العربية وجائزة للمتطوعين في دعم التعليم على مستوى الدول الإسلامية ، وتوجت هذا الجانب بجائزة حمدان اليونسكو لمكافأة الممارسات والجهود المتميزة لتحسين أداء المعلمين ، ويبلغ مجموع قيمة هذه الجوائز ما يقارب 3 ملايين دولار أمريكي .

، وبموازاة ذلك عملت مؤسسة حمدان على تقديم مبادرات نوعية منحت بموجبها النظام التعليمي مساندةً قيّمة تجاه التطوير ، منها إنشاء مركز حمدان للموهبة والابتكار والذي يتضمن أول مركز فاب لاب في الامارات ، حيث يقوم هذا المركز بتقديم خدمات تعليمية للمجتمع في مجال التصنيع الرقمي والابتكار ويعنى باكتشاف ورعاية الطلبة الموهوبين وفق أول حقيبة اكتشاف مقننة علميًا يتم إنجازها في الدولة بمعايير عالمية.

وأشار المهيري ان المؤسسة تعمل الآن على إنشاء أول مركز عالمي افتراضي للموهوبين على منصة رقمية بالتعاون مع مراكز عالمية متخصصة والذي نتوقع أن يكون الحدث الأبرز في العام القادم ، كما أننا نجحنا مؤخرًا في تتويج تعاوننا مع المنظمة الأوروبية للجودة بالإعلان عن نموذج حمدان EFQM التعليمي والذي سيكون متاحًا على المستوى الدولي كأداة قياس لجودة المدارس.

وقال: هذه الشواهد توحي بالجهود الكبيرة والتمويل المساند من سمو الرئيس الأعلى للمؤسسة ، والتي مكنت من نجاحنا في الإسهام في إيجاد فرص واعدة في منظومة التعليم وتمكين الطلبة والمعلمين والمربين من استثمارها لتحقيق المكتسبات المتوقعة ، وعلى الصعيد المؤسسي ارتبطت مؤسسة حمدان بشراكاتٍ وعضوياتٍ محلية واقليمية ودولية كان لها الأثر الجلي في الوفاء بالتزاماتها الوطنية والعالمية ، وتأتي منظمة اليونسكو على رأس الهرم في تلك الشراكات والتي حققت مساهمة قيّمة للتعليم في المناطق النائية والمهمشة من خلال البرامج المشتركة بين الطرفين والتي تحظى برعاية فائقة من المنظمة الدولية .

وبعد حفل الافتتاح، شهد المنتدى عقد اجتماع الطاولة المستديرة الوزاري واجتماع “الأفرقة المواضيعية”، بالإضافة إلى جلسات عامة حول مناهج التدريس، وطرق معالجة أوجه عدم المساواة، والعديد من الفعاليات الجانبية التي تركز على مستقبل التعليم، والمقاييس العالمية للمعلمين ومراجعة دليل سياسات المعلمين.

ويأتي المنتدى في وقت يواجه فيه المعلمون تحديات متزايدة، بما في ذلك ظروف العمل الصعبة، وقلة الدعم والتدريب. وفقًا للأرقام التي نشرها تقرير مراقبة التعليم العالمي لعام 2019، فقد تدرب 85٪ فقط من المعلمين في جميع أنحاء العالم وفقًا للمعايير الوطنية. بالإضافة الى ذلك، يقدر معهد اليونسكو للإحصاء أن 55٪ من الأطفال والمراهقين في سن التعليم الابتدائي والثانوي لا يحققون الحد الأدنى من مستويات الكفاءة في القراءة و60٪ لا يكتسبون مهارات حاسمة في الرياضيات.

ويركز اجتماع هذا العام على هذه التحديات حيث يناقش المشاركون الحاجة إلى تزويد الطلاب بمجموعة واسعة من المهارات، وليس فقط المعرفة الأكاديمية، كما يتم التطرق الى آلية تعامل نظام التعليم، وخاصة التعليم العام، مع مناهج التعليم والتدريس المبتكرة والتطورات التكنولوجية السريعة. ويبحث المشاركون ايضاً أهمية ممارسات التدريس الحالية والموجهة نحو المستقبل، وإعادة النظر في الافتراضات السابقة، وتحديد الثغرات في سياسات المعلمين والإصلاحات، واقتراح الأفكار لمعالجة القضايا الملحة.

ويضم فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين في إطار التعليم لعام 2030، والذي يعد مثالاً مميزاً على الشراكة الناجحة بين أصحاب المصلحة المتعددين، 143 عضوًا من 91 حكومة بالإضافة إلى منظمات حكومية دولية على المستويات العالمية أو الإقليمية أو دون الإقليمية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات المعلمين العالمية. ووكالات التنمية الدولية الثنائية والمتعددة الأطراف ومنظمات ومؤسسات القطاع الخاص العالمية، ويتلقى الفريق الدعم المادي من العديد من الأعضاء والمنظمات الشريكة، بما في ذلك المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي وإندونيسيا والنرويج ومؤسسة حمدان. وتستضيف اليونسكو امانة الفريق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى