أخبارأخبار عالميةثقافة

عالمة النفس ديفيا آهوجا: تثقيف أولياء الأمور والمعلمين بالتنمر حاجة ملحة لحماية الصغار

خلال جلسة التواصل الاجتماعي في "الشارقة الدولي للكتاب"

 

الشارقة الإمارات العربية المتحدة 

سلام محمد 

أكدت عالمة النفس الهندية ديفيا آهوجا أن التنمر إحدى أخطر المشكلات الاجتماعية التي بدأت تنتشر على الفضاء الرقمي، وأشارت إلى أن “استبيان السلوكيات الخطرة”، الذي أجرته “مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها” (سي دي سي) العام الماضي، أظهر أن 17.5% من طلاب المدارس في المرحلة الثانوية تعرضوا للتنمر الإلكتروني خلال الأشهر الـ12 التي سبقت إجراء الاستبيان.

جاء ذلك خلال جلسة أقيمت عن بُعد على منصة )الشارقة تقرأ( الافتراضية ضمن فعاليات منصة التواصل الاجتماعي في الدورة الـ 39 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث شددت آهوجا على الحاجة الملحة لتثقيف الآباء والأمهات والمعلمين حول كيفيّة مساعدة الأطفال على التعامل مع ممارسات ظاهرة “التنمر الإلكتروني”.

وأشارت آهوجا إلى أن التنمر الإلكتروني يشمل إرسال أو نشر أو مشاركة محتويات سلبية أو مسيئة أو مضرة حول شخص ما دون موافقته، بما في ذلك مشاركة المعلومات الخاصة والشخصية التي تسبب الإحراج أو الإهانة، وتصل بعض ممارسات هذه الظاهرة السلبية إلى حد السلوكيات الإجرامية التي يعاقب عليها القانون.

وأوضحت أن مخاطر ممارسات التنمر الإلكتروني كبيرة نظراً لأنها تقوم على إيذاء الآخرين بطريقة متعمدة ومتكررة، ومن شأنها أن تدمر حياة الأطفال، وتمنعهم من استخدام الإنترنت، وقالت: “معظم المعلومات التي تتم مشاركتها من قبل المتنمرين ستبقى دائمة وعلنية في حالة عدم الإبلاغ عنها وإزالتها، ويمكن أن تطال تأثيرات السمعة السلبية للأشخاص على الإنترنت قرارات القبول في الجامعات أو التوظيف أو غيرها من مجالات الحياة وجوانبها المختلفة”.

وأضافت: “إن ما يجعل التعرف على التنمر الإلكتروني أمراً صعباً هو عدم علم المعلمين وأولياء الأمور بممارسات التنمر، ولهذا يتوجب عليهم أن يكسبوا ثقة الأطفال، وفي حالة ملاحظة أي تغييرات في سلوكياتهم، مثل الأرق أو عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، أو إخفاء هواتفهم وأجهزتهم، فينبغي التودد إليهم وسؤالهم بهدوء وتشجيعهم على مناقشة ما يؤرقهم”.

وتوجهت لأولياء الأمور والمعلمين بالنصيحة حول أهمية العمل مع الطفل للوصول إلى حل، بقولها: “من الضروري أن يشترك الطفل في إيجاد الحلول التي تساعده على إيقاف الممارسات المتنمرة تجاهه، وينبغي الاستجابة للموقف بعناية فائقة، لأن ردود الأفعال المتهورة ستزيد تعقيد المشكلة عوضاً عن حلها، ولهذا يتوجب تخصيص وقت للاستماع للأطفال وبشكل خاص عندما يطلبون المساعدة”.

وأوصت آهوجا بتثقيف الأطفال وتنبيههم إلى عدم التفاعل والاستجابة للتنمر الإلكتروني أو الرد عليه لأن ذلك يفاقم المشكلة ويمكن أن يسهم باستفزاز المتنمر، وشددت على أهمية تثقيف الأطفال حول قدرتهم على التحكم في الموقف والسيطرة عليه من خلال حظر المتنمر، مع الاحتفاظ بدليل على عملية التنمر لاستخدامها عند الحاجة في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى