أخبارتنميةثقافة

عناصر ومتطلبات السلوك الإبداعي في المؤسسات

طالب غلوم طالب مستشار إداري داخلي غير مقيم في مركز الإمارات للمعرفة والاستشارات بكلية محمد بن راشد للادارة الحكومية

أصبح الإبداع عنصراً أساسياً لوصول المؤسسات إلى ميزة تنافسية مستدامة ،إضافة إلى أنه وسيلة مهمة تضمن استمرارية الأعمال والمنافسة للمؤسسات ؛ إذ يتمتع الإبداع بأهمية كبيرة على مستوى المؤسسات فهو بمثابة القلب النابض لأنشطة وعمليات المؤسسة لما يحققه من امتداد دائم للموظفين والقيادات داخل المؤسسة في دعم قدراتهم على تطوير خدمات المؤسسة . فالإبداع يعتمد بالأساس على هجر ونفي ونبذ التقاليد الإدارية البالية والتعامل مع روح التغيير وإدارتها بنجاح حتى تتمكن من التصدي للتحديات وإضفاء حيوية للاستمرار بنجاح وبفكر حي مستدام .
كما أن سلوكيات الموظفين الإبداعية بالمؤسسة يعزز من أدائها بشكل عام ويضمن لها الاستمرارية ،فالأفكار الإبداعية التي يقدمها الموظفون في المؤسسة تعود على المؤسسات بالنفع والفوائد . فعلى سبيل المثال فإن اكتشاف أساليب وطرق جديدة لخفض التكاليف الإجمالية للعمليات للمؤسسة يساهم في خلق ميزة تنافسية للمؤسسة وفي نفس الوقت يعود بالفائدة على الموظفين المبدعين أنفسهم من خلال المكافآت التي يحصلون عليها باستمرار ، فالمؤسسات حينما تتشابه في إمكاناتها وأصولها المادية والمعرفية افإن سرّ تقدم بعضها عن الأخر يرجع إلى الاختلاف في المهارات التي يتميز بها الموظفون لكل منها.
عناصر السلوك الإبداعي :
للإبداع عناصر أساسية تظهر على سلوك الموظفين المبدعين حال تنميتها ومن دونها لا يمكن أن يكون هناك إبداع داخل المؤسسة وهي كالتالي: الطلاقة : وتعني استدعاء أكبر قدر من الأفكار في فترة زمنية قصيرة ، المرونة: وتعني التخلص من القيود الذهنية ومواكبة التغيرات التقنية والمعرفية ، الأصالة: وتعني القدرة على إنتاج أفكار جديدة وذات جدوى في أنشطة وعمليات المؤسسة ، الثبات: ويعني القدرة على تركيز الانتباه في المشكلة لفترات طويلة مهما كانت المشتتات بما يسهم في الوصول إلى حلول مناسبة لها ، التحليل: ويعني تفكيك المشكلة إلى أجزاء صغيرة بهدف الوصول إلى أحسن الحلول الناجعة ، المخاطرة: ويعني الأخذ بزمام المبادرة في تبني الأفكار والاستعداد لتحمل المخاطر الناتجة عن الأعمال التي يقوم بها والنتائج المترتبة عليها ، التفكير خارج الصندوق: يعني القدرة على التحرر من التراكمات التلقيدية والقدرة على التعامل مع مستجدات العمل وتطويعها لواقع العمل
متطلبات السلوك الإبداعي في المؤسسات :
إن السلوك الإبداعي يتطلب الوعي والمعرفة والاقتناع ويحتاج إلى إدراك سليم للأفكار والحاجة إلى المقدرة التحليلية والقابلية على القرار ، كما يتطلب استشعار المسئولية وفهم نظم العمل والإيمان بأهميته واتقانه، وحسن إدارة الوقت وتخصيص جزء منه للنشاط الإبداعي والابتكاري وامتلاك مهارات الاتصال الفعال والقدرة على التأثير واستخدام أدوات التمكين الوظيفي لتوفير الكفاءات من الموظفين ، وا لتعامل مع متطلبات التغيير ، والقدرة على التنبؤ وإجراء البحوث بما يحقق أعلى درجة من الكفاءة في إنجاز العمل وتحقيق أهداف المؤسسة الاستراتجية تحديدا .
لذا ينبغي على المؤسسات اتباع مجموعة من الإجراءات لدعم السلوك الإبداعي لدى موظفيها مثل : التأكيد على الأخلاقيات المهنية والسلوكية فى بيئة عمل المؤسسة، دعم المؤسسات بالتزام موظفيها بالسلوك الأخلاقى الراقى، تحقيق الانسيابية والتفاعل وتحسين واجهة التواصل بين الإدارات داخل المؤسسة ، تحقيق سرعة وفعالية الربط والتنسيق والأداء والإنجاز بين الإدارات للوصول إلى نتائج متميزة من الكفاءة السلوكية والإبداعية للموظفين ، تدريب الموظفين على المهارات السلوكية الإبداعية السليمة أثناء التعامل مع المتعاملين ومع زملائهم ، وضع خطة تدريبية شاملة لجميع جوانب المهارات السلوكية الإبداعية الإدارية والمهنية داخل المؤسسة ، ضمان توفير برامج تدريبية متخصصة فى تنمية كفاءات ومهارات السلوك الإبداعي لدى موظفيّ المؤسسات ، تقييم الكفاءات السلوكية الإبداعية لدى الموارد البشرية بالمؤسسة بصورة دورية بما يسهم فى تحقيق مستويات مرتفعة من الأداء الوظيفى للموظفين داخل المؤسسة أو خارجها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى