أخبارأخبار عالميةثقافة

منافسات مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم تتواصل لليوم الرابع ومستويات متميزة

دبي الإمارات العربية المتحدة 

سلام محمد 

تواصلت لليوم الرابع على التوالي منافسات الدورة الخامسة لمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم التي تنظمها جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم حيث واصلت لجنة التحكيم الدولية الاستماع لمجموعة من المتسابقات الحافظات لكتاب الله العزيز، بحضور المستشار إبراهيم محمد بو ملحه مستشار صاحب السمو حاكم دبي رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، واعضاء اللجنة المنظمة للجائزة وجمهور من متابعي المسابقات القرآنية.

وافتتح فضيلة الشيخ الدكتور علي بن محمد بن علي عطيف رئيس لجنة التحكيم الجلسة الثالثة، وتولى فضيلة الشيخ د.محمود زكي عضو لجنة التحكيم طرح الاسئلة على المتسابقات، فيما تولى فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله محمد الأنصاري تصحيح الاخطاء والفتح على المتسابقات .

وصعدت منصة الاختبار المتسابقات سعدية عمر أبكر من الكاميرون، وآسية علي أحمد من نيجيريا قرأتا برواية ورش، وحنيفة عبد الناصر معلم أحمد من المملكة المتحدة، وإيمان أحمد محمد أبوعليقة من الأردن، ومنى عبدي فاتار عبدي فرح من كينيا، وأميرة عدنان من جمهورية القمرالمتحدة قرأن برواية حفص.

وفي لقاء مع المتسابقات ذكرت المتسابقة سعدية عمر أبكر ممثلة الكاميرون أنها طالبة جامعية في السنة الأولى تخصص لغة عربية، حفظت القرآن الكريم على يد والدها في البيت وبدأت الحفظ بسن السابعة واستغرقت أربع سنوات لختمه، وهي تُرجع فضل حفظها للقرآن بعد الله تعالى لوالدها الذي عكف على تحفيظها وإخوتها الذين يبلغ عددهم عشرون أخًا وأختًا، ختم خمسة منهم الحفظ، فيما يستمر والدها في تحفيظ البقية لأنهم صغار، وقالت: كان والدي حريصًا على تحفيظنا حتى أنه عندما يكون متعبًا يحضرلنا شخصًا آخر ليحفظنا حتى لا يمر يوم علينا دون تحفيظ ، بدأت في المشاركة في المسابقات القرآنية بمجرد أن ختمت القرآن، فشاركت في مسابقات محلية كثيرة، ثم دولية مثل مسابقة السودان، وغيرها ، وأشكر الله الذي منّ علي بحفظ القرآن الكريم، ووالدي الذي حفّظني، ووالدتي التي كانت تعتني بي، ولجميع المشاركات ، كما أشكر كلّ القائمين على هذه المسابقة القرآنية ومؤسسها وراعيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظه الله وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك حفظها الله.

أما المتسابقة إيمان أحمد محمد أبو عليقة ممثلة الأردن فهي طالبة طب في السنة السادسة، بدأت حفظ القرآن الكريم بسن الرابعة عشر، وختمته في سنتين، وعن سر سرعة حفظها قالت: كنت أشهد تخريج أفواج من الحفظة في مراكز التحفيظ فتأثّرت بهم، وتمنّيت أن أكون منهم، حتى أنّ أغلب المتسابقات اللواتي شاركن في الدورات السابقة لمسابقة الشيخة فاطمة كنّ من منطقتي، فجانب البيئة القرآنية كان واحدًا من أهم الأسباب التي شجعتني على الحفظ، إضافة إلى حرص والديّ وتشجيعهما، ثم بشارة الرؤيا التي رأيتها ، فقد حفظت في السنة الأولى خمسة عشر جزءًا، ثم رأيت في المنام أني أسمع التوراة غير محرّفة فقررت في المنام أن أنهي ما بقي لي من القرآن لأعود لحفظها، فأوّلنا ذلك المنام بأني سأحفظ القرآن الكريم ويليه القراءات، وهذا ما حصل فقد ختمت ما بقي لي من نصف القرآن في شهرين فقط ، وفي المنام نفسه رأيت أني أشرح سورة الحج لأخي الصغير، وأحاول ربط آياتها لأسهّل على أخي حفظها، وكانت الآيات تتمثّل أمامي كمشهد، فأوّلنا الرؤيا بأنه سيحفظ القرآن، وهذا ما حصل فقد حفظه في سنتين ، شاركت في مسابقات محلية كثيرة في كافة مستويات القرآن الكريم، وهذه أول مسابقة دولية أشارك فيها ، وأضافت: الحياة قرآن، وإنه عندما تعيش مع القرآن تتغير كل حياتك من جميع النواحي، أذكر أني كنت أستصعب سورة الأنعام، فكنت أحبّب نفسي فيها، فقرأت عن تفسيرها ومعانيها ونزولها، وكل شيء عنها، فأحببتها، وسبحان الله، حفظتها في يومين، وصارت أحبّ السور إلى قلبي ، وعليه فإنّ القرآن هو سبب التوفيق والبركة، وأكبر دليل أني دخلت كلية الطب ببركة القرآن، وعهدي أن لا أبرح حتى أتقن الثلاثين نورًا (الثلاثين جزءًا) علمًا وعملًا وتعليمًا.

فيما عبّرت المتسابقة آسية علي أحمد ممثلة نيجيريا عن إعجابها الكبير بهذه المسابقة، وما لقيته من اهتمام، وبجميع المتسابقات الحافظات معها، وقالت: أنا طالبة جامعية في السنة الأولى تخصص هندسة البرمجيات، بدأت حفظ القرآن الكريم بعمر السابعة وختمته بعد أربع سنوات، وقد تأخرت في ختمه بسبب تغيير بيتنا مرتين ، شجّعني والداي على الحفظ، ويعدّ أخي الأكبر المعلم الأول لي، فقد بدأت حفظ القرآن على يديه، لأني أصغرإخوتي الأربعة الحافظين ، عندما بدأت الحفظ كنت أحفظ نصف صفحة في اليوم، ومع الوقت وصلت إلى حفظ عشرين صفحة في اليوم بفضل الله ، ومررت بصعوبات كثيرة كنت أصل معها إلى العجز والاستسلام إلا أن تشجيع والداي جعلاني أكمل الحفظ، وها أنا الآن أشارك في هذه المسابقة التي كنت أصلي وأدعو الله بأن يرزقني شرف المشاركة فيها، فهي تشجّع البنات على الحفظ والمراجعة.

أما المتسابقة الزينة الشواف من موريتانيا التى قرأت برواية قالون قالت أنها حصلت على الليسانس في الفقه الإسلامي، وتحضر لاستكمال دراساتها العليا (الماجستير) في الدراسات القرآنية، بدأت حفظ القرآن الكريم في البيت مع والدها المحفظ بسن الحادية عشر، وختمته خلال سبع سنوات، وهي أكبر اشقائها الأربع الذين يحفظون القرآن الكريم كلهم ، وعن طريقة الحفظ ذكرت أنها حفظت بطريقة اللوح، إذ يكتبون الثمن على اللوح ثم يحفظونه ، شاركت في مسابقات محلية كثيرة كانت تحصل فيها على المراكز الأولى، ومسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقران الكريم هي أول مسابقة دولية تشارك فيها.

أمّا الحافظة ندى زينب نغوم ممثلة السنغال، فذكرت أنها ليست أول من تشارك في هذه المسابقة القرآنية من بيتها فقد شاركت أختها في الدورة الأولى، وكلاهما حفظتا القرآن على يد والدهما الذي يملك مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، يحفّظ فيها القرآن لأولاده البالغ عددهم خمسة عشر ولدًا وبنتًا، يحفظ أغلبهم القرآن الكريم، كما يحفّظ في هذه المدرسة القرآن لأولاد المسلمين ممّن وثقوا به وبعلمه ، بدأت ندى حفظ القرآن الكريم بسن الخامسة وختمته وهي بسن الحادية عشر، شاركت في مسابقات محلية كثيرة كانت تحرز في أغلبها على المركز الأول، وهذه أول مسابقة دولية تشارك فيها ، ثم قالت: وجدت هذه المسابقة فريدة من نوعها،وأستشعر كيف يُعنى بالقرآن الكريم وأهله في هذا البلد، ما لم أره في دول أخرى ، أشكركم على مجهوداتكم التي تبذلونها لأهل القرآن، وأدعو الله أن يطيل بقاء كل من كان سببًا في بقاء هذه المسابقة، وكل من شارك في نجاح هذه المسابقة، كما أدعو لسموالشيخة فاطمة بنت مبارك أن يتقبل الله جهودها واعمالها الصالحة التي تبذلها في كل بقاع المعمورة .

فيما ذكرت المتسابقة سحر وليد مكداش ممثلة لبنان البالغة من العمر سبعة عشر ربيعًا، والطالبة في السنة الثانية ثانوي تخصص أدبي أنها: بدأت حفظ القرآن الكريم بسن السابعة وختمته بسن الثالثة عشر، والدتي مجازة ومحفظة للقرآن الكريم في إحدى مساجد بيروت، ولي ستة من الإخوة اثنان منهما يشرفان على ختم القرآن قريبًا ، ساهمت كل من الأسرة – فوالدتي ربّتنا على حبّ المساجد-، والمسجد -فمحفظتي كانت تشجعني كثيرًا- في حبي للقرآن الكريم والرغبة في حفظه، وأصدق القول عندما كنت صغيرة لم أكن أفهم اندفاع أمي وغيرتها على القرآن إلا أني أتفهم الآن سبب ذلك، لقد كانت تجبرنا على الحفظ، وتحبّب القرآن إلينا بالتشجيع والتحفيز بالجوائز، لغاية عظيمة، هي ما أنا فيه الآن ، لقد كانت تخصّص لنا جوائز ومكافآت للخروج واللعب، وكان شغلها الشاغل أن تحبّبنا في القرآن الكريم، وهذا ما أوصلنا إلى هذه المرحلة، ففي سن الثانية عشر كنت أحفظ بالسماع، وما كنت أنام إلا والقرآن يشتغل، فكنّا نسمع القرآن في كل الأوقات، وكنا نحفظ من الفجر إلى الشروق، لبركة هذا الوقت ، وأول ما ختمت ختمتي الأولى بسن الرابعة عشر بدأت تحفيظ البنات ، نصيحتي للأمهات قبل البنات؛ أنصح الأمهات بالاعتناء بتحبيب القرآن لأولادهن، فقد مرّت عليّ فترة كنت أتضايق من أمي، لكني الآن لا أترك سجدة إلا وأدعو فيها الله على ما بذلت لنا، وعلى ما صبرت عليه لأجل تحفيظنا ، وأطلب من كل الأمهات أن يدخلوا أولادهم إلى مراكز التحفيظ لأنّ الوقت الذي لا يستخدم للقرآن سيستخدم لأيّ شيء آخر ، وإنّ الهمة تفتر وفي حلقات التحفيظ تشحذ الهمم ، أمّا بالنسبة للبنات فأنصحهم بإيجاد رفيقة تعينهم لأنّ الله مع الجماعة، ومرافقة الحافظة والمثابرة وسماع كلمة أهلهم ومشايخهم لأنّ لديهم الخبرة والعلم ، ونحن نستغني عن أشياء في مقابل شيء أكبر ، وختمت بقولها: أشكركم على هذه المسابقة وعلى تكريم أهل القرآن، والمعاملة الطيبة في كل مكان، من الاستقبال إلى الفندق ، ولعل الكرم أهم ما لفت انتباهي، فالحمد لله على وجود من يشجع القرآن وأهله، وجزاهم الله أجرًا عظيمًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى