أخبارأخبار عالميةثقافة

مواكبة لمعاهدة السلام عبر شاشة تلفزيون دبي: في ثالث حلقات (الإمارات رسالة سلام)

الإمارات أوقفت خطة الضم الإسرائيلية التي كانت ستقوض أي أمل بحل الدولتين

معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية جسر عبور إلى مستقبل أفضل للمنطقة

 

دبي، الإمارات العربية المتحدة

سلام محمد

في إطار مواكبته الإعلامية لمعاهدة السلام بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، استضاف برنامج (الإمارات رسالة سلام) في حلقته الثالثة مساء (الخميس 20 أغسطس) على شاشة تلفزيون دبي، كلا من: الدكتور علي راشد النعيمي رئيس لجنة الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي، وسعادة حمد الزعابي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية باكستان الإسلامية، والكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون الأميركية والشرق الأوسط، إيهاب عباس من واشنطن.

وقال الإعلامي الإماراتي محمد الكعبي مقدم الحلقة الثالثة من البرنامج “للإمارات دبلوماسية هادئة وأفق واسعة وصدر رحب، لا ترد السيئة بالسيئة، لأنها بلد الكرام، لكنها لم ولن تكون في موقف ضعف، تسمع أصواتاً ترتفع هنا وصراخاً يتردد هناك، فترد بحلم وصبر لدولة السيادة وإقامة علاقات مع إسرائيل قرار سيادي يعود إلى كل دولة ما دامت لا تنوب عن الفلسطينيين ولا تتحدث باسم أحد، وليس سراً أن الإمارات شعرت أن سياسة القطيعة والمقاطعة لم تحقق لا مصلحة الفلسطينيين ولا مصلحة العرب، ولهذا اختارت مقاربة تقوم على السلام لطرح المشكلات العالقة في مناخ مختلف، وصحيح أن الإمارات أوقفت قرار الضم لكنها تنبه الفلسطينيين، فإضاعة مزيد من الوقت قد يؤدي بالنتيجة إلى إضاعة مزيد من الأرض”، مضيفاً “في شهر يوليو الماضي، حذرت الإمارات من أي قرار أحادي لضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وأن ذلك سيمثل انتكاسة خطيرة لعملية السلام في الشرق الأوسط وسيقوض حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وخلال شهرين فقط استغلتهما الإمارات للعمل بجد وصمت، فأنتج جهدها اختراقاً في أخطر ملف كان يهدد حلم الدولة الفلسطينية من أساسه عبر خطة الضم الإسرائيلية”

ـ زلزال جيوسياسي ـ

وحول توصيف الكاتب والصحفي الأميركي “فيردمان” في صحيفة “نيويورك تايمز” أن اتفاق السلام الموقع بين الإمارات وإسرائيل سيمتد تأثيره إلى المنطقة بأكملها، وسيؤثر على كل اللاعبين الأساسين فيها كزلزال جيوسياسي، قال د. علي راشد النعيمي “أن ما تم هو بالفعل زلزال غير مسبوق على المنطقة، ويخالف ما اعتاده الناس من ناحية الأدوات والآليات والطرح السياسي الذي ألفت الأجيال الموجودة في هذه المنطقة على مدى 70 عاماً، وما قامت به الإمارات هو نوع من الصدمة، وهنا أقول بكل فخر أن القيادة الإماراتية كانت لديها رؤية استشرافية وتتطلع للسعي إلى الأفضل وصناعة مستقبل أفضل”،  وأضاف “أتذكر هنا كلمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قالها في أول قمة حكومية مخاطباً الحكام العرب إما أن تتغيروا أو سيتم تغيركم، ونحن اليوم في نفس الموقف عندما أخذ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قراراً شجاعاً لم يستوعبه البعض لكن بعد فترة أنا على يقين أنه سيتم استيعابه”.

وأضاف “ما قامت به الإمارات هو تقييم على مدى 70 عاماً، من ناحية القضايا والتحديات التي واجهت القضية الفلسطينية والمنطقة العربية ومنطق الحرب والعداء والتعامل برؤية أن هناك أزمة ويجب أن تبقى هذه الأزمة وأن نتعامل معها بنفس الآليات التي اعتدنا عليها… في الوقت الذي قامت القيادة الإماراتية بتقييم كل هذا، ووجدت أن البعض يتحدث عن عملية سلام، لكن لا توجد عملية سلام حقيقية، حيث سدت أبواب عملية السلام ودخلت في طريق مسدود لهذا كان لابد من استخدام طرح جديد يعيد بناء الجسور والنظر إلى المنطقة بالأفق والمنطق الذي يفتح القلوب ويعيد الحقوق هو منطق السلام”.

وحول تأثير معاهدة السلام، أكد د. النعيمي أن ما قامت به دولة الإمارات يسمى “إعادة تموضع” كقوة إقليمية لها تقدير ومكانة على الساحة العالمية، موضحاً “في الوقت الذي وجدت مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله، مباركة من جميع دول العالم العربي دون استثناء ما عدا النظام القطري، كما وجدت مباركة من كل دول العالم الإسلامي ما عدا النظام التركي والإيراني، إلى جانب المباركة من كافة القيادات الفاعلة في المجتمع الدولي، ونحن نتوقع الآن أن هذه المبادرة ستفتح للإمارات آفاقاً جديدة في مختلف القطاعات، ومجالات صناعة مستقبل على صعيد الأمن والاستقرار والرفاهية والازدهار لكل المنطقة، كما يمكن اعتبار الإمارات نموذجاً للشباب العربي والإسرائيلي، نريد أن يتكرر ويؤخذ في المنطقة ككل”.

وختم د. النعيمي حديثه قائلاً “معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية هي جسر عبور للمنطقة كلها إلى مستقبل أفضل، وهي الجسر الوحيد الذي يمكن أن يوصلنا إلى استقرار وازدهار للجميع في المنطقة، وأعتقد أن هذا الأمر يسمى انجاز اتاريخيا، وبالنسبة لنا في الامارات وللعرب هو خيار استراتيجي يجب أن نوظفه التوظيف الصحيح، وألا نتردد في اقتناص الفرص التي سيوفرها لنا في هذا الإطار”.

ـ قبول الآخر ـ

ورداَ على سؤال، هل يمكن اعتبار معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، مبادرة سلام فلسطينية إسرائيلية، قال سعادة حمد الزعابي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية باكستان الإسلامية “أعتقد أن المسؤولية تقع اليوم على عاتق الإسرائيليين والفلسطينيين في الوصول على اتفاق مناسب حسب تصورهم وأولوياتهم، في الوقت الذي وفرت معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، فرصة سانحة وأرضية أكثر خصوبة عن الماضي في بناء سلام دائم وشامل في المنطقة، وهذا الانجاز التاريخي الذي تحقق من خلال المعاهدة أعتقد أنه سيخلق فرصة جديدة في المنطقة حيث ستتوفر فيها فرص كثيرة لتحقيق التعايش السلمي في المنطقة”، وأضاف حمد الزعابي “أتصور أن القطيعة على مر السنوات الماضية أثبتت فشلها، وعدم وجود قنوات تواصل واتصال بين الجانب العربي وإسرائيل عمق المشكلة والتباعد الكبير الذي حدث في السنوات الماضية”، مضيفاً “يجب أن تتوفر الإرادة السياسية والأرضية الخصبة في خلق سلام شامل ودائم في المنطقة لأن هذا هو الأساس في بناء علاقات مبنية على الثقة والاحترام وقبول الآخر”.

ـ البوابة الكبيرة ـ

وحول الأدوات التي يمكن أن تستغلها “رام الله” لمباشرة السلام في ظل التأييد الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني، قال الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون الأميركية والشرق الأوسط إيهاب عباس من واشنطن “نحن الآن أمام مفرق طرق كبير ومهم جداً، فقد سبق هذا المفرق فرص عديدة في السنوات السابقة عندما تم توقيع اتفاق سلام بين إسرائيل وبعض الدول العربية، وفي كل مرة كان الجانب الفلسطيني لا يكون حاضاً وهو الجانب الأهم في هذا الموضوع، وفي هذه المرة يبدو أن الفلسطينيين قرروا ألا يسجلوا حضوراً في هذا المفرق المهم، وربما يقررون الاتجاه بشكل معاكس، وهذا أمر يثير الدهشة”، موضحاَ أن القرار (242) الذي صدر في العام 1967، لم يكن قراراً ملزماً للجانب الإٍسرائيلي لأنه بني على المادة السادسة من ميثاق الأمم المتحدة وليس المادة السابعة، حيث كان من الممكن أن يكون ملزماً لإسرائيل إعادة الأراضي الفلسطينية المحتلة” مؤكداً “يتوجب على القيادة الفلسطينية أن تكون  واضحة ومحددة، لكن يبدو أنها اختارت أن تلعب دور الممانعة وتتهم بعض الدول بأنها اتجهت في الاتجاه الخاطئ”، متسائلاً “لماذا لا تكون هناك فرصة لمثل هذه البوابة الكبيرة التي فتحت لتدخل القيادة الفلسطينية وتتقدم فيها، وتكون ربما هي القاعدة التي يبنى عليها الكثير من إعادة الحقوق للجانب الفلسطيني” وأضاف “يعلم الفلسطينيون أن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي لا يقوم الأسس الثابتة للقضية الفلسطينية وإنما هو يقوم لإعطاء زخم وفرصة لكل ما توفر خلال الفترة الماضية من محادثات سلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كي يبنى عليهما من جديد وتكون نقطة انطلاق جديدة”، مختتماً حديثه بالقول “هذه علامة استفهام كبيرة يجب أن تتنبه إليها القيادة الفلسطينية، وإلا سيكون هناك مفترق طرق جديد خلال الفترة القادمة مع دولة عربية أخرى تضيع فيه القيادة الفلسطينية الفرص مرة أخرى”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى