أخصائيّات: الطفولة المبكرة مفصليّة في بناء الشخصيّة السليمة
خلال جلسة في "الشارقة القرائي للطفل" أثرتها تساؤلات الأمّهات
الشارقة الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
شدّدت أخصائيات في علم النفس على أهميّة مرحلة الطفولة في بناء وتكوين شخصيّة سليمة، وتحديداً الفترة الأولى وصولاً إلى سنّ الخامسة، إذ تعدّ هذه المرحلة محفوفة بالتعقيدات والمحفّزات على حدّ سواء، واستعرضن خلال جلسة متخصصة بعنوان “ماذا تصنع التنمية المرحلية للوعي عند الطفل”، ضمن برنامج “مهرجان الشارقة القرائي للطفل” الـ13، أنواع وطرق التربية الصحيحة، ومراحل النموّ التي يمرّ بها الطفل.
وخلال الجلسة، التي نظّمها “المنتدى الإسلامي” بالتعاون مع “هيئة الشارقة للكتاب”، شاركت كلّ من الدكتورة بشرى أحمد جاسم، أستاذة علم النفس ورئيسة قسم التربية في جامعة الشارقة، والدكتورة سامية محمد صالح، أخصائية نفسية في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، خبرتيهما في هذا المجال، برفقة المُحاور محمد نور الدين الأنيس، وحضور لفيف من أولياء الأمور، أغلبهن أمهات أثرين الجلسة بتساؤلاتهن.
وتحدّثت الدكتورة بشرى جاسم عن مرحلة الطفولة وخطورتها وضرورة التعامل السليم معها حتى يبلغ الأطفال سنّ الرشد، لأهميتها في بناء شخصية سليمة، نافعة للأسرة والمجتمع، مشيرةً إلى أنّ رأس المال الحقيقي هو الأسرة، لذلك تكوين الفرد، الذي هو نواة الأسرة، يعدّ أمراً في غاية الأهميّة.
وفصّلت مراحل الطفولة إلى طفولة مبكرة «من 3 الى 6 سنوات» ومتوسطة «من 6 إلى 9 سنوات»، ومتأخرة «من 9 حتى 12 سنة»، ويتم التصنيف أساساً بناءً على النمو الجسمي، وما يصاحبه من مهارات أخرى، ونمو معرفي، من تفكير فطري إلى حسّي ثم مادي إلى التفكير المنطقي.
وأوضحت الدكتورة بشرى أنواع الأساليب في التربية، مثل التربية المتسلطة التي تجعل من الطفل القيادي غير مبادر، والتربية المتساهلة التي تصنع طفلاً متمرداً أو أنانياً أو عنيداً، مطالبةً بالتربية المتوازنة المعتمدة على نموذج القدوة وأسلوب الملاحظة، والتربية بالعادة ما يجعل الأطفال يكتشفون الأشياء بالتكرار، وكذلك التربية بالإشارة التي لها إيقاع قوي في نفس الطفل ولا تخدش ذاته أمام الآخرين.
بدورها تناولت الدكتورة سامية محمد صالح، في مداخلتها تعريفات علم النفس للطفولة وأهمية السنين الخمس الأولى في التنشئة السليمة، حيث تتضمن هذه الفترة مراحل معقدة من التعلم والمحفزات، إذ يتكيف الطفل مع العالم الذي يحيط به، وينطلق هذا التكيف من تعلم المهارات الحركية والمعرفية والعاطفية والنفسية، وصولاً إلى القدرة على التعبير عن هذه المهارات.
وفصّلت الدكتورة سامية في أنواع النمو التي يمر بها الطفل، من النمو الجسمي إلى النمو العقلي ومرحلة السؤال والنمو الحركي والنمو الحسي والنمو الاجتماعي والنمو الانفعالي، وهو الوجه الرئيسي للسلوك الإنساني، وأحد الأسس التي تعمل على بناء الشخصية السوية، كما تحدثت عن أنواع التعلم، من التعلم الاجتماعي إلى التعلم من خلال اللعب، والتعلم بالملاحظة والاستنتاج، داعيةً الأمهات والآباء إلى إدراك حاجات الأطفال وميولهم، وتركهم يعيشون كل مرحلة بكل تفاصيلها دون قلق زائد، لأن عدم إشباع هذه الحاجات قد يخلق اضطرابات نفسية أو سلوكية في مراحل لاحقة.