أدباء ومفكرون إماراتيون يوصون بضرورة وجود مؤسسات لتدريب الكتّاب المبدعين
خلال جلسة حوارية ضمن "مهرجان الشارقة القرائي للطفل" وبالتزامن مع يوم الكاتب الإماراتي
الشارقة الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
أوصى عدد من الكتّاب ومفكرين الإماراتيين بضرورة إيجاد مؤسسات لتدريب ورعاية الكتّاب المبدعين، تسهم في توجيههم نحو تقديم مضامين تربط القارئ بثقافته ومحيطه، وتعزز فكره، ومعارفه، وفي الوقت ذاته دعا الكتّاب إلى ضرورة ترسيخ ثقافة النقد الأدبي للأعمال ومتابعتها بعين الناقد قبل توزيعها للقرّاء، وأهمية وضع آلية تسويق ناجحة تضمن التعريف بالمنجز المحليّ وايصاله للقرّاء عربياً وعالمياً.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان “الكتاب الإماراتي: الواقع والمأمولات”، أقيمت مساء أمس (الخميس) بالتزامن مع يوم الكاتب الإماراتي، ضمن فعاليات الدورة الـ12 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، بحضور سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، واستضافت فيها المؤلفة والناشرة صالحة غابش، أمين السرّ العامّ لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، والشاعر عبدالله الهدية، والدكتور علي عبد القادر الحمادي، مدير جمعية حماية اللغة بالشارقة، والروائية فتحية النمر، والكاتبة والأكاديمية عائشة عبدالله، والكاتب والباحث علي العبدان، وأدارتها الشاعرة والإعلامية شيخة المطيري.
وخلال الجلسة قالت الروائية والناشرة صالحة غابش، أمين السرّ العامّ لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات: “الكتابة بدون النقد لا يمكن أن تحقق ثمارها، أو تثري ساحة الثقافة في أي مجتمع، لهذا يجب على الناشر أن يلتزم بمسؤولية عرض المنتجات على النقّاد قبل نشرها، ويقرأها بعين المكتشف ليرى هل تتوازى بمستواها مع ما وصلنا له من تقدم على صعيد التأليف الإبداعي”.
من جهته قال الشاعر عبدالله الهدية حديثه في الجلسة:”يحظى الكاتب والمثقف في دولة الإمارات بدعم واهتمام كبير، لكن عليه أن يجتهد في الاهتمام بمشروعه الخاص، وألا يتشتت في الحقول الإبداعية ليصنع هويته الثقافية ويصقلها بالتجريب والمهارة”، مشيراً إلى الكثير من الكتّاب ودور النشر لا يهتمون سوى بالجانب المادي، في الوقت الذي يجب على كلا الطرفين أن يحافظوا على جودة المحتوى المكتوب.
من جهته قال الدكتور علي عبد القادر الحمادي، مدير جمعية حماية اللغة بالشارقة”: منذ انطلاق عام القراءة توالت الحملات التي تعزز من ثقافة المطالعة وتغرس قيمة الكتاب لدى جميع الشرائح في مجتمعنا، وترافق معها عقد سلسلة من الفعاليات والأنشطة الثقافية المهمّة، لكن هذا وحده لا يكفي، بل من الضروري أن تستحدث مؤسسات تُعنى بتدريب وتأهيل الكتّاب المبدعين ليس على الصعيد المحلي وحسب، بل العربي بوجه عام”.
بدورها قالت الأكاديمية والكاتبة عائشة عبدالله”: الكاتب في دولة الإمارات يحظى بالاهتمام والمتابعة، ويأخذ حقه، والكثير منهم أصبحوا ناشرين، لكن الكِتاب نفسه لم يأخذ حقه، لأننا نواجه إشكالية في ما يتعلق بحركة التسويق، ونحتاج لحِراك على صعيد التسويق محلياً وخارجياً، ومن المهم أن يتواجد الكِاتب والكاتب في المعارض التي تقام محلياً وعالمياً لكنه ليس كافياً، إذ من الضروري أن يكون لدى دور النشر سياسات تسويق متطورة يتولاها أفراد على دراية كافية وخبرة”.
من جهتها قالت الروائية فتحية النمر:”من الضروري أن يكون المبدع على قدر المسؤولية في طرح مواضيع جديدة ومختلفة، وعليه أن يقرأ كثيراً ويبحث أكثر”، مشيرة إلى وجود نماذج تحتذى ككاتبات مبدعات لديهنّ حضورهنّ، وهذه المناسبة دعوة للاحتفاء بمنجزات المرأة الإماراتية ودعمها خاصة من دور النشر.
من جانبه قال الكاتب والباحث علي العبدان: “لدينا على صعيد الكتابة الإبداعية مشكلتان الأولى تتعلق بوجود كاتب يكتب بالفصحى ويفكّر بالعامية، ثانياً وجود كتّاب علقوا في سجن الثنائيات في الطرح كأن ينشغل ما بين الحقيقة والوهم، لذا يجب أن نتجاوز ذلك فالعالم اليوم بات متعدداً، والأدب بحاجة لأن يكشف عن الأفراد لا وظيفتهم”.