الشباب رأس مال المجتمع ومصدر قوته من خلال ما يملكونه من إمكانات وطاقات، و بما يتميزون به من قدرة على التفاعل والاندماج والمشاركة في كافة قضايا المجتمع ،ولما لهذه الفئة من تأثير كبير في عملية البناء والتغيير والتجديد، وبما يحملونه من قيم جديدة يمكن استثمارها وتعظيم الاستفادة منها ليس في مواجهة القيم التقليدية السائدة في المجتمع وإنما في تطوير السلوكيات المجتمعية بما يتماشى مع هذه القيم؛ إذ يعتبر الشباب منبع لكل تغير اجتماعي وثقافي في أي وطن مهما كان بناؤه الاقتصادي والاجتماعي .
فمن منطلق إيماننا بثقل هذه الشريحة ودورها في إحداث مزيد من التنمية في المجتمع الإماراتي نسلط في هذا المقال الضوء على الأساليب و الآليات والمناهج التي تنتهجها القيادة الرشيدة والتي تسهم في تمكين الشباب وتلبية احتياجاتهم
وفي هذا السياق يقول صاحب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم :”الشباب مخزون طاقة الإمارات ومصدر ثروتها وقلبها النابض”، فتلك الكلمات دلالة على إدراك القيادة الرشيدة لواقع الشباب وطموحاتهم وآمالهم المستقبلية ودلالة أيضاً على الدور الذي تقوم به القيادة لدعم للشباب وتمكينهم في شتى المجالات من خلال إشراكهم في اتخاذ القرار ، وفتح قنوات الحوار والنقاش مع الشباب من خلال إطلاق مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، الذي يتم فيه مناقشة كافة الطموحات والرؤى والمقترحات المبدعة التي يطرحها الشباب بما يسهم في تمكين الشباب ليصبحوا رواداً في المستقبل في مختلف قطاعات الدولة
فمن أهم أولويات القيادة الرشيدة صقل الشخصية الشبابية ليؤخذ برأيها ويعتد بها لفَتح الأبواب أمامها للمشاركة الحقيقية في كافة المجالات.
هذا يعني الثقة في قدرات الشباب والاطمئنان إلى فهمهم للواقع وطموحهم المشروع ليحققوا الإنجازات لوطنهم..
إضافة إلى اهتمام القادة بالتعليم والتدريب باعتبارهما العنصرين الأكثر أهمية في تنمية الشباب المثالي، وفي ذلك تدعم القيادة الرشيدة مؤسسات التعليم والتدريب وتوصي دائماً باتباع منهج الإرشاد إلى القيم الأخلاقية، إضافة إلى تفعيل دورهم في المشاركة المجتمعية وممارسة القدرة على الاختيار. والسعي إلى تعزيز الفرص المتكافئة للنجاح، ودعم قدرة الشباب للدخول في عملية التنمية بنجاح والقيام بدور فعال في نهضة المجتمع معتمدة في ذلك على مجموعة من الأساليب والآليات منها : إكساب الشباب المهارات والخبرات اللازمة التي تمكنهم من أن يكونوا أفراداً فاعلين في تغيير مجتمعاتهم، وبناء رؤى مستقبلية استشرافية لديهم تؤدي إلى تحسين التكيّف داخل المجتمع، واستيعاب تطلعات الشباب الناشئ لتقديم منتجات وخدمات رائدة، ومساعدة الشباب على اكتشاف ذواتهم، وتعريفهم بنقاط القوة والتحسين لديهم، إضافة إلى تعريف الشباب بالمهارات اللازمة للنجاح في وطنه ، وزرع قيم الطموح والهمة والجدية، وإكساب الشباب القدرة على الإبداع والابتكار، وتدريب الشباب على مهارات قيادة الذات وتنمية الكفاءات وتفعيل قدراتهم وإنجازاتهم، علاوة على إكسابهم مهارات صناعة القرار، وحل المشكلات. وإتاحة الفرصة لهم بشكل عادل بحيث يستطيعوا أن يوظفوا تلك القدرات بما يحقق مزيداً من التقدم في كافة المناحي الحياتية ، وإشراك الشباب إشراكاً فاعلاً في صنع القرارات المتعلقة بالإجراءات التنموية
إضافة إلى أن القيادة الرشيدة تهتم دائماً وأبداً بتفعيل هذه الأدوات والأساليب والمناهج للارتقاء بشأن الشباب الإماراتي ويظهر هذا جلياً في واقع الخطط وتصميم الاستراتيجيات الخاصة بالشباب الإماراتي فنجد القيادة الرشيدة اتخذت حزمة من الإجراءات والقرارات والتي من شأنها دعم وتعزيز الشباب في المجتمع منها : 1- تنصيب سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم لمعالي شما سهيل المزروعي وزيرة الدولة لشئون الشباب، خلال عام 2016 وكان عمرها آنذاك 22 عاماً فقط وكان سموه له رؤية مستقبلية في تنصيب وزيرة للشباب في سن صغيرة لتكون أصغر وزيرة في العالم حتى يمكنها أن تعبر عن طموحات وآمال الشباب وتفعيل تلك الطموحات في صورة إجراءات وقرارات حكومية تساهم في تحقيق وتنفيذ تلك الطموحات وليكون الشباب رواداً في المستقبل في مختلف قطاعات الدولة وليصل صوت الشباب إلى صناع القرار
2- تشكيل المؤسسة الاتحادية للشباب والتي تهدف إلى إطلاق المبادرات والفعاليات التي تهتم بالارتقاء بإمكانات الشباب الإماراتي وتمكينه على أفضل وجه
3- العمل على قياس مدى سعادة الشباب في مجتمع الإمارات من خلال استحداث مؤشر رفاهية الشباب فهو مؤشر يقيس احتياجات الشباب ويلبيها
4- إطلاق المبادرات الشبابية مثل مبادرة محطة الشباب والتي ساعدت الشباب على إطلاق تجاربهم التجارية وتخصيص أماكن تتيح للشباب تقديم الخدمات الأساسية لمشاريعم إضافةإلى مساعدتهم على التواصل مع المتعاملين
5- طرح حزمة من الدورات التدريبية المتصلة بالمبادرات التي يتم إطلاقها من قبل القيادة الرشيدة لتطوير مهاراتهم سواء في المجال التقني أو كرواد أعمال
وفي هذا السياق ابعث بتحية إجلال وإعزاز للقيادة الرشيدة على اهتمامها الخالص والدعم المستمر والمستدام بشئون الشباب في كافة المجالات.