أمسية شعرية جامعة للعرب بمختلف ألوانهم في مهرجان ناصر جبران الشعري
أبوظبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
في الأمسيات الشعرية التي اقيمت في اطار النشاطات المصاحبة للمؤتمر السابع والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، مساء يوم الأثنين الموافق ٢١-١-٢٠١٩ نظمت الأمسية الشعرية الثانية لمهرجان ناصر جبران الشعري المصاحب للمؤتمر العام
الذي تواصلت فعالياته وينظم كنشاط نوعي مصاحب للمؤتمر العام السابع والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، المنعقد في أبوظبي في فندق ومنتجع روتانا السعديات،
حيث استضافت الأمسية الشعرية الثانية في المهرجان 10 شعراء من الإمارات والوطن العربي، بحضور الكاتب والشاعر حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ورؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر، وعدد كبير من الشعراء والكتاب والإعلاميين.
«من الحب ما قتل، ومن الشعر ما أدهش، دهشة اللغة، والمعاني، الصور والتراكيب»، بهذه الكلمات استهل الدكتور راشد نجم من البحرين إدارة الأمسية، معرفاً بالشعراء وبأوطانهم التي حمل كل منها ذكرى وعبقاً خاصاً على قلب الدكتور نجم، بدأ الشعر مع أحمد بن سليمان من السعودية الذي ألهب قلوب الحاضرين وأشعلها جمالاً بكلماته العذبة وقصائده الجميلة، ومما قرأ قصيدة «صباح محلى حبا» التي يقول فيها:
على مهل قومي ليستأنس الورى
وصبي كؤوس النوم صبحك أسفرا
وخلي جناب الليل يختال باسماً
تشيد لك الأحلام ليلاً مبخرا
دعي لفظك الميمون يختال شاعراً
ليمنح فكري أعذب الشعر إذ جرى
وبوهج شعري متقد في المكان، شارك الشاعر أحمد ولد الوالد من موريتانيا بقصيدة بكائية على الوطن وأحواله اختتمها بالتفاؤل، ثم تغنى بلغة الضاد في قصيدته التي سبق وفازت في مجلس اللسان العربي في موريتانيا، ومما جاء في شعره:
اثنان ما افترقا وما ندبا
إلا الفراق الشعر والعربا
غلب النعاس عليهم عجبا
حتى النعاس عليهم غلبا
وبتناغم جميل بين أجيال الشعراء تغنى الشاعر الفاتح حمدتو الأمين العام للاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين، بوجه القمر قائلاً:
أصغيرتي / أنا لم أعد ذاك الحبيب / المنتظر/ لا تنشدين مودتي / فالحال عندي / لا يسر / حتى الطيور تساقطت / والأرض / جفاها المطر.
و بقصيدة «العشاء الأخير» شارك الشاعر حمدان عوفي البذالي، متغزلاً بكارولنا:
كارولنا / يا ضحكة السنابل الشقراء / تألقت شموعك / وأشرق المساء / وهذه ملعقة / وشوكة / وزهرة تحيطها صحون / حين أتى الجرسون / تلعثمت / تعثرت حروفها / وأصبح التعبير / أناملاً نحيلة وخاتما صغير / تكلمي كارولنا
/ تحبك اللغات / تحبك اللكنات.
ومن الإمارات من لحن الشواطئ، ووشوشة النخيل، وبإلقاء فيروزي هادئ وخلاب أنشدت الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري أشعارها عربية أصيلة تلامس جراح القدس والألم العربي حيثما وجد، وفي قصيدة «أربعون» تقول:
إلى الحزن/ في عيده الأربعين / دفنت ذات شوق / مع الراحلين / تمدد كما شئت / في أربعينك / كن قمة في البكاء / وكن قمة في الحنين / سأقضم تفاحة الوقت / وحدي / وأنت انشغل بالقوانين.
وبلغة رشيقة شفافة حضرت القصيدة العامية المصرية في مشاركة الشاعر عبده الزارع من مصر، حيث قرأ مجموعة قصائد قصيرة حملت العناوين التالية، صورة، برواز، لوكنت، في محطة سيدي جابر، والشتاء.
أما الشاعر العراقي عمر السراي، فقال: لن أقرأ حزناً عراقياً، سأقرأ للحب مقطوعات قصيرة وللفرح وللمرأة وللشعراء، ومما قرأ «من مذكرات عاشق متقاعد».
وقرأ الشاعر عمر عبد الدائم من ليبيا، «الأسطورة» و«سيد الدهشات» التي يقول فيها:
افرد جناحيك حلق في أعاليها
بئس السماء سماء لم تكن فيها
افرد جناحيك وامنح لون زرقتها
بعداً جديداً ومعنى في معانيها
أما الشاعر وجدي عبد الصمد من لبنان فقرأ «قلبي معك» و«همسة عطر» و«شغف بالقدس» يقول في مطلعها:
شغف بالقلب أعاهده
بأديم الأرض معابده
في القدس مدينة أجدادي
قسم بالأرض نواعده
واختتمت الأمسية بمشاركة الشاعر فيصل الأحمر من الجزائز حيث قرأ نصين هما «امرؤ القيس» و «حالات المسافر» التي يقول فيها:
«المسافر / يستدرك الآن ما فاته في الوطن / ليس يدري حصادا / لما زرعه في حواشي الزمن