إليا لوكاردي: زرت 70 بلداً وقطعت مليوني ميل حولتني من مصوّر إلى سارد قصص
خلال تقديمه لجلسة ملهمة في "اكسبوجر 2021"
دبي، الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
اختصر المصور العالمي إليا لوكاردي مسيرته في التصوير الفوتوغرافي بالقول: “شغفي بالتصوير قادني إلى السفر، حيث زرت منذ 2009 وحتى الآن ما يقارب 70 دولة قطعت فيها ما يقارب مليوني ميل، شعرت خلالها وكأنني أعمل على الطريق، وأن كافة الأماكن التي أحط فيها تتحول إلى مكاتب للعمل، وهو ما منحني تجربة مذهلة”.
جاء ذلك خلال تقديمه لجلسة ملهمة حملت عنوان “لحظات عابرة في الزمن”، عُقدت ضمن فعاليات النسخة الخامسة من المهرجان الدولي للتصوير “اكسبوجر” الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وتتواصل فعالياته في إكسبو الشارقة، حتى 13 فبراير الجاري.
وأوضح إليا لوكاردي أن حب التصوير دفعه للبحث عن أجمل الأماكن حول العالم، واستكشافها عن قرب للعثور إلى قصص جديدة، مشيراً إلى أن “التصوير أصبح لغة بصرية وعالميّة، لديه القدرة على تجاوز الحدود والثقافات وكل شيء”.
وقال: “تجربتي في التصوير كانت كفيلة لأن تحولني إلى سارد للقصص، وليس فقط مصوّر قادرة على إثارة الاستجابة العاطفية لدى الناس، وتشجعهم على زيارة هذه الأماكن وإعادة استكشاف تفاصيلها مرة أخرى”، منوهاً إلى أن تجربته ساعدته على تكوين الكثير من الصداقات. وقال: “أرى أن الصور لا تمثل المكان فقط، وإنما تعكس وجدانه وحكايا سكانه”.
وأشار لوكاردي إلى أن “التصوير يمكن أن يكون أداة للتغيير وليس للمشاهدة فقط”. وعبّر عن رؤيته وفهمه لفن التصوير بقوله: “التصوير يمنحنا الفرصة للبحث عن قصة جميلة، وإعادة سردها أمام الناس، من أجل رفع أصواتهم إلى العالم، وبالتالي تغيير أوضاعهم”.
وعرض لوكاردي خلال الجلسة مجموعة من الأفلام القصيرة التي توثق لرحلاته إلى عدد من بلدان العالم، ومن بينها الفلبين، وكمبوديا وغيرها، حيث التقى عدداً من أصدقائه الذين تحدثوا عن تجربتهم في التصوير وطبيعة القصص التي يفضلون التقاط صورهم فيها.
وأثار لوكاردي في الجلسة سؤالاً حول الهدف من الصورة. بقوله: “عندما نلتقط أي صورة لا بد أن نطرح على أنفسنا سؤالاً حول الغاية التي نريدها، هل هو لفت الانتباه إلى القضية، أم فقط نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وجمع أكبر عدد من الإعجابات”.
وأضاف: “هناك الكثير من الأشياء التي يمكن جمعها مع بعضها البعض، من أجل صنع قصة ما صالحة للسرد بطريقة مناسبة، لذلك فنحن دائماً بحاجة إلى أناس يخبروننا عن الحقائق، ويحملون إلينا الحكايات من أجل روايتها”.
واختتم لوكاردي الجلسة برسالة وجهها إلى زملائه المصورين، دعاهم فيها إلى عدم الخوض في التنافسية، وقال: “أدرك أن المصورين دائماً في حالة تحدي لإثبات أنهم الأفضل في مجالهم، ولكن لا يجب أن نأخذ الأمور دائماً على محمل الجد، لأن ذلك سيفقدنا المتعة في العمل”.