“اكسبوجر 2021” يختتم نسخته الخامسة ويؤكد دور الصورة في مواجهة تحديات العالم
بعد أن استعرض حكايات 400 مصور من مختلف أنحاء العالم قدّموا 1558 صورة ضمها 54 معرضاً
أعمال المصورين ستبقى في الذاكرة معلماً ومرشداً للعالم نحو بذل المزيد من المسؤولية والعطاء والحب
التغيير الذي تسهم فيه الصور قد لا يحدث مباشرة لكنّ الصور ستظل تذكّر بضرورته
المصورون شهوداً أمناء على لحظات استثنائية
أكدت الصورة أن ما يمرّ به العالم من مصاعب ستمضي بلا شكّ وتصبح دروساً للأمل تتناقلها الأجيال القادمة
الشارقة، الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
بعد رحلة حمل فيها المهرجان الدولي للتصوير (اكسبوجر) العالم كله إلى الشارقة، روى فيها حكايات من الجبال، والبراري والبحار، وجسد أحلام النجاة من الحروب والصراعات، ونبه الحكومات والبلدان لأكثر مهددات البيئة خطورة، يسدل (اكسبوجر) الستار على فعاليات نسخته الخامسة التي عرضت -بتنظيم من المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة- 1558 صورة أبدع فيها 400 مصور عالميّ في 54 معرضاً، وقدمت 21 جلسة نقاشية ملهمة، و14 ورشة عمل، و10 جلسات نقاش جماعية و14 جلسة تقييم للسير الفنية.
ونجح المهرجان الذي أقيم على مدار أربعة أيام متواصلة من 10 – 13 فبراير الجاري في مركز إكسبو الشارقة، أن يوجه رسالة للعالم أجمع بعدسات كبار مصوري العالم، أكد فيها أنه لا يكفي أن نصوّر الحرب، وإنما ينبغي العمل على ايقافها، ويجب التعاون لإنقاذ متضرري النزاعات والصراعات حول العالم وخاصة الأطفال، ونبّه إلى أهمية تحقيق التعاون الدولي لإنقاذ البيئة من مهددات التلوث، والصيد الجائر، وغيرها من الجرائم التي تُرتكب بحق الحيوانات البرية، كما رفع المهرجان صوت المصورين المطالبين بحماية الثقافات الأصيلة للسكان في مختلف قارات العالم. أمام جمهوره الذي تجاوز 8 ألف.
وفي كلمة له خلال حفل ختام المهرجان، أكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام أن ختام المهرجان لا يعني انتهاء حكايات الصور والمصورين، بل ستبقى أعمالهم في الذاكرة تعلّم وترشد العالم نحو بذل المزيد من المسؤولية والعطاء والحبّ، موضحاً أن المصورين أصحاب الرسالة شهودٌ أمناء على لحظات استثنائية، ينبهوا بإبداعاتهم للمتغيرات ويبشّروا بالتغيير.
وقال رئيس مجلس الشارقة للإعلام:” إن التغيير الذي تسهم فيه الصور قد لا يحدث مباشرة وفي اللحظة والتوّ، لكن الصور ستظلّ تذكّر بضرورته، وتحشد الناس حوله، وتدفع بقوّة باتجاه تحقيقه، فخلال جولاتي في معارض المهرجان واطلاعي على الأعمال التي تجسد انتصار الإنسانية على التحديات، زادت ثقتي بأن ما يمرّ به العالم من مصاعب ستمضي بلا شكّ، وسننتصر عليها، وتصبح مجرّد ذكرى وحكايات عن الصمود والإيمان، ودروساً عن الأمل تتناقلها الصور للأجيال القادمة”.
وختم الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي كلمته بالتأكيد على أهمية الصورة في تكوين المشهد وتعزيز الوعي العالمي بمختلف القضايا، لما لها من قدرة على تجاوز مختلف الصعاب، متمنياً أن يحمل معه العام المقبل كلّ الخير وأن يجتمع المصورون مرّة أخرى على أرض الشارقة متجاوزين محنة هذا الوباء وغيرها من التحديات.
تكريم
وشهد الحفل تكريم المصورين الفائزين بجوائز اكسبوجر العالمية للتصوير 2021 ضمن فئات الجائزة الرئيسية حيث كرّم رئيس مجلس الشارقة للإعلام المصور الهولندي حسين فاردينفارد بصورة ” في الظلام الدامس” بجائزة اكسبوجر العالمية للتصوير 2021، فيما حصلت المصورة آنا واكر من المانيا بالمركز الأول بجائزة التصوير المعماري وحلّت فاطمة قادر من البحرين في المركز الثاني ضمن الفئة، فيما كرّم الفائز بالمركز الأول آلبرت دروس من هولندا، ووصيفه أحمد العباسي من إيران، بفئة التصوير الجوي والدرون.
وعن فئة الصغار (أقلّ من 18 عاماً)، فاز المصور عبدالله الرئيسي وحلّ ثانياً جويل جوزي، فيما فاز عن فئة المناظر الطبيعية المصور الصيني شينغ لو، وثانياً المصور ونغ شون من ماليزيا، وعن فئة التصوير عن قرب (الماكرو) فاز المصور الاسباني بيدرو لويس سايز بالمركز الأول، وثانياً، السعودي رياض حمزي، فيما نال الجائزة عن فئة التصوير الصحفي آلان شرودر من بليجيكا، وحل وصيفاً سايمون موشيز سابجن من هنغاريا، وحصد الجائزة عن فئة البورتريه كيفن تشي من الولايات المتحدة الامريكية، فيما نال المركز الثاني عاصم إعجاز من باكستان.
وضمن فئة الأفلام القصيرة حظي بالجائزة الإيرانية زهرة كبابيان، وحلّ ثانياً تريبتي تامانغ بخرين من نيبال، بينما فاز عن فئة تصوير الرحلات واي فو من تايلاند، وحل وصيفاً يانجكيان وانغ من الصين، أما فئة الجائزة الخاصة لموظفي حكومة الشارقة فذهبت من نصيب بالمركز الاول محمد نوفل، والمركز الثاني من نصيب عبدالله عارف.
منحة تيموثي آلن
وكرّم الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي خلال الحفل الفائزين بمنحة تيموثي آلن وهمّ: المصور التشيكي ميشال نوفوتني الفائز عن مشروعه “أوجه الإيمان”، الذي استكشف فيه تجليات الإيمان بديانات مختلفة حول العالم، والمصور البريطاني كيران رايدلي عن تغطيته المصورة المكثفة للأزمة السياسية التي حملت عنوان “احتجاجات هونغ كونغ المطالبة بالديمقراطية: ثورة عصرنا”.
كما وتوّج رئيس مجلس الشارقة للإعلام المصورة التركية إف ديليك أويار، الفائزة بمنحة تيموثي آلن عن مشروع “في مركز مكافحة وباء فيروس كورونا كوفيد-19” الذي يوثق عمل كوادر الخطوط الأمامية في قسم العناية الفائقة بأحد المستشفيات المحلية، والمصور الإيراني عطا رانبار زيدانلو عن مشروعه “الحياة بين النفايات”، الذي تناول فيه حياة الفقراء الذين يكسبون رزقهم من جمع النفايات، والمصورة الروسية ناتاليا غورشكوفا التي نالت الجائزة عن مشروعها “قوّة الإرادة”، الذي تناولت فيه حياة الأشخاص الذين يواجهون تحديات الإعاقة وقدرتهم على الإبداع وقهر الظروف.
وكرّم رئيس مجلس الشارقة للإعلام 51 مصوراً من ضيوف المهرجان الذين قدّموا خبراتهم ومعارفهم للزوار خلال الفعاليات والورش الاستثنائية التي شاركوا بها.
وكان المهرجان قد أطلق هذا العام المعرض الدائم Gallery x، الفعالية الثقافية الأحدث في الإمارة والأولى من نوعها على مستوى الدولة، الذي يحتفي شهرياً من مسرح المجاز بمجموعة كبيرة من أعمال المصورين العالميين الذين شاركوا في المهرجان، ويستعرض أعمال نخبة المصورين الفائزين بالدورات السابقة من جوائز “اكسبوجر العالمية” أو ممن وصلوا إلى قوائمها النهائية، ويتخلل المعرض إطلاق منتجات تجارية خاصة بالمهرجان، وتنظّيم سلسلة ورش عمل، وأنشطة وفعاليات مختلفة طوال العام، بما يحقق رؤيته في تعزيز القدرات الإبداعية في المجال لجميع هواة وعشّاق هذا النوع من الفنون.
وأقيم المهرجان هذا العام ضمن ظروف استثنائية ملتزماً بكافة إجراءات السلامة والوقاية من (كوفيد 19)، حيث حدد عدد الزوار بـ 2000 شخص خلال فترة زمنية معينة، وعدد المشاركين في ورش العمل بـ 20 شخصاً في كل ورشة، إلى جانب توفير بوابات تعقيم على مداخل مركز اكسبو وفّرت لفحص درجات حرارة الزوار، كما تم العمل وطيلة أيام المهرجان على إجراءات تنظيف وتعقيم شاملة ودقيقة، إلى جانب تطبيق سياسة التباعد الاجتماعي الصارمة، ومعايير الصحة العامة بما يتوافق مع الإرشادات الصادرة عن الجهات المختصة في الدولة.
وجمع المهرجان طيلة أيام انعقاده مجموعة من المؤسسات والشركات من مختلف القطاعات على منصته، حيث شارك في الحدث كل من القيادة العامة لشرطة الشارقة، ووزارة التربية والتعليم، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ومدينة الشارقة للإعلام، وبي إم دبليو، وبيت الحكمة، ومركز إكسبو الشارقة، وبرنامج الأغذية العالمي، وسامسنج، وثيرد أي، وفابيت، وأطباء بلا حدود، ودوتشي فيتا، وأي براند كوننيكت.