” البانيا نموذج للتعايش السلمى فى جزيرة البلقان “
مفكر البانى يؤكد على أهمية النموذج الإماراتى فى التآخى الإنسانى وتقبل الآخر
فى محاضرة افتراضيه للمعهد الدولى للدبلوماسية الثقافية بدبي
دبي، الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
نظم المعهد الدولى للدبلوماسية الثقافية بدبي محاضرة افتراضية تحت عنوان ” البانيا نموذج للتعايش السلمى فى شبه جزيرة البلقان” القاها الباحث الالباني ” دكتور اربن رامكاج ” مدير معهد الدراسات بين الاديان وعضو الرابطه الاسلاميه والاوروبيه وعضو المجلس العالمى للتسامح والسلام فى البلقان
واكد الدكتور اربن ان البانيا تشبه إلى حد كبير دولة الامارات التى جسدت صورة انسانية للعالم فى التآخى وتقبل الآخر بين الشعب الاماراتى وشعوب العالم حيث يقيم على ارضها اكثر من مائتى جنسية من مختلف الاعراق والاجناس والاديان وأشاد اربن بالنموذج الاماراتى فى التعايش السلمى والتسامح الدينى والانسانى والمبادئ التى ارساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ” طيب الله ثراه ” وبتوجيهات القيادة الرشيدة حتى اصبحت دولة الامارات من اوائل الدول التى تدعو للتسامح والتعاطف.
واضاف أن البانيا هى ايضا دولة تعد نموذجا للتسامح والتعايش السلمى بين كافة الطوائف الدينية وحرية ممارسة الاديان .
وتناولت المحاضرة حالة التعايش السلمى بين شعوب البلقان حيث يتعايش على ارضها ثلاث طوائف من مختلف الاديان مسلمين ومسيحيين كاثوليك وارثوزوكس وتعتبر البلقان نموذج يحتذى به فى التلاحم والتعاضد والعيش بسلام بين شعوبها يبنون جسور المحبة والوئام .
وقال ان المسلمين والمسيحيين تعرضوا للاضطهاد والتعذيب والقتل اثناء الحكم الشيوعى وفى عام 1967 تم اعلان البانيا دولة ملحدة ومنعت ممارسة الشعائر الدينية وتهدمت الكنائس والمساجد والمعابد وصار هناك هجمة شرسة ضد الاديان وتأثر المسلمين حيث تهدم 1500 مسجد و650 كنيسه ارثوزوكيسة و505 تكاية لمسح الهوية الدينية بإعتبار أن الدين هو جزء اساسى من تكوين البلاد وبحكم موقعها الجغرافى حيث تتوسط كل من ماقدونيا وصربيا والبوسنه والهرسك
وأضاف بعد سقوط الشيوعيه عام 1990 سمح بالتعددية الدينية واصبح النظام جمهورى اكثر ديمقراطيه يتم بالانتخاب واصبح هناك متنفس للناس بعد سقوط الديكتاتورية فهناك اكثر من الف مسجد من بينهم مسجد تاريخى منذ ستمائة عام وكنيسة العذراء واصبح هناك نوع من الاستقلاليه لدى المجتمع الدينى كما يوجد مؤسسات للطائفة الارثوزوكسية واصبحت الطائفة الكاثولوكية تابعة للفاتيكان وفى عام 2007 تم عقد التحالف الحضارى بين اسبانيا والبانيا وعقدت مؤتمرات بالدولة لاعطاء هذا النوع من التسامح الدينى الحرية الكافيه واصبحنا نعيش فى وضع جيد والدين للجميع بعد ان عاشت منطقة البلقان فى ظروف قلقه وحروب اثنيه يطلقون عليها” ارض الدم والعسل ” وعاشت خلافات دوليه ونزاعات دينيه وثقافية وقتل ربع مليون نسمه . واضاف ان التسامح فى منطقة البلقان سمة من سمات الشعب الالبانى فى بناء جسور الحب والمودة والدين الاسلامى لا يخلق فروقات لأنه دين رحمه ولابد أن نحتوى الجميع ..
وتحدث الدكتور اربن عن التحديات التى مرت بالشعب الالبانى قائلا أن عدد السكان الألبان حوالي 2.88 مليون نسمة، وألبانيا مجتمع متعدد الأديانع اش مع الماضي احداث مضطربة للغاية حيث اضطهاد مكثف ومنهجي لجميع الأديان، بعد أواخر الستينات، وقضى فعليا على المؤسسات الدينية في البلاد وعلى جميع أشكال التعبير العلني ، وفي الوقت الحاضر، يلعب دور رجال الدين دوراً أساسياً في استمرارية التسامح الديني في ألبانيا لمنع التطرف الديني والعنيف. وبعد التسعينات كان رجال الدين أحراراً في ممارسة شعائرهم الدينية وقدم العديد من رجال الدين مساهمتهم في تحسين الحالة المعيشية الصعبة التي كان يمر بها البانيا من التحول بعد الشيوعية..وعلى الرغم من أن حرية الدين اليوم في ألبانيا يحميها الدستور، لا يمكننا القول بأن رجال الدين والطوائف الدينية قد حلوا المشاكل .
وقال أن الأمين العام للطائفة المسلمة في ألبانيا دعا في اجتماع المجلس العام عام 2017 الى تفعيل المجتمع الإسلامي وحرية الدين بإعتبارها نقطة الانطلاق للحريات المدنية والسياسية. وقد أظهرت التجربة التاريخية أن انعدام الحرية الدينية يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على الاستقرار السياسي في اى بلد كما دعا الى حماية رجال الدين واحترام حقوق الإنسان وانشاء مؤسسات للحوار والتعايش بين الثقافات ولا سيما فى البلدان المتنازعه فى دول البلقان والشرق الاوسط وشمال افريقيا والهند ودعم التحالفات التقدمية وتمكين دورها في إطار العلاقات بين الأديان والحقوق، وبناء جسور التواصل ، ومحاربة أي نوع من خطاب الكراهية بسبب المعتقدات الدينية والحفاظ على حرية الفكر ومكافحة العنف والتطرف.
ودعا الدكتور اربن فى نهاية حديثه بإن تكون دول الخليج اكثر انفتاحا على دول البلقان وأن يكون هناك تبادل ثقافى بين مؤسسات المجتمع المدنى فى البانيا والمؤسسات الثقافية والعلمية بما فيها الجامعات مع دولة الامارات وقال لدينا مركز ثقافى لحماية المخطوطات يحتوى على ما يزيد عن مائة الف مخطوطه بالاضافة الى المراكز الثقافية والاسلامية للعمل على ربط جسور التواصل الفكرى والثقافى بين البلدين ونطلع الى عقد شراكة دائمة بين المؤسسات الثقافية بالبانيا والمعهد الدولى للدبلوماسية الثقافية بدبى لنقل الصوره الجمالية لكل من دولة الامارات والبانيا .