أخبارتنمية

الخدمة المجتمعية كقوة ناعمة

طالب غلوم طالب باحث وكاتب إماراتي

تَتَسم الخدمة المجتمعية بأنها تتعامل مع الإنسان والمجتمع من منظور شمولى تكاملي، وهو ما يُميّزها عن غيرها من الممارسات الاجتماعية الأخرى ، فهي تنظر للإنسان بوصفه وحدة واحدة لا تتجزأ بِمكوّنات جسميّة ونفسيّة وعقليّة واجتماعية وروحية ، وفى نفس الوقت تنظر إلى البناء الاجتماعي نظرة شمولية بأنساقه ونظمه المترابطة ، فهي بذلك تقوم على دراسة المُؤثّرات والتفاعلات والمحدّدات المحيطة بالإنسان دراسة علمية مخططة وتعمل بكل ثقة بهدف إزالة التحديات الثقافية والاقتصادية والصحية والروحية التى قد تعترض الإنسان إضافة إلى أن الخدمة المجتمعية تعتمد على التوعية المجتمعية والتى من شأنها نشر المعرفة الصحيحة حول موضوع معين ليتسنى للفرد تجنّب الضرر ، ورفع وعي المجتمع بأمر ديني أو عِلْمي أو طبي وإقناعهم به، ويتم ذلك من خلال مجموعة من الأنشطة التواصلية الهادفة إلى إيجاد حسّ اجتماعي فى نفوس الناس، ومن ثم يترجم إلى سلوك وعمل ، ومعنى هذا أن الخدمة المجتمعية تتناسب طردياً مع التوعية المجتمعية فكلما زادت معدلات قيام المؤسسات والأفراد بالخدمات المجتمعية كلما ارتفع معها معدلات ندوات وفعاليات التوعية المجتمعية التى تهدف إلى إكساب الفرد وعياً حول موضوع ما، وتبصره بالجوانب المختلفة المحيطة به
أهداف الخدمة المجتمعية :
الأهداف الوقائية : لوقاية الفرد وتوعيته من الوقوع في المشكلات والأزمات الاجتماعية والمشاكل الطبية، الأهداف العلاجية : لإعادة تأهيل الأفراد لتنمية قدراتهم على القيام بأدوارهم الاجتماعية ، الأهداف التنموية : لتنمية الأفراد لاستثمار قدراتهم لبلوغ مستويات اجتماعية مقبولة .
الخدمة المجتمعية كقُوّةٍ ناعمةٍ :
تعتبر الخدمة المجتمعية أحد أهم القيم التي تَتَبناها دولة الإمارات العربية المتحدة مثل فعل الخير والتسامح واحترام الآخر، وتمثل هذه القيم قدرات يُمكن الاعتماد عليها لاستثمار عناصر الجذب الحضاري والثقافي بهدف الإقناع ونشر الدعاية والفكر الوطني ، ومن ثم تصبح الخدمة المجتمعية قدرة أساسية لكسب العقول وتطويع العواطف وتقديم وتصدير الإماراتي الكفوء والمتميز بما يخدم أهداف الدولة ومصالحها ويتجسد هذا في المؤسسات الخيرية المنتشرة فى أنحاء الدولة مثل : مؤسسة زايد الخير ، والهلال الأحمر وغيرها من المؤسسات الخيرية ، إضافة إلى المساعدات الخارجية التى تُمثّل أعلى مستويات الخدمة المجتمعية التى تُقدّمها الحكومة إلى الدول الأكثر فقراً فى صورة خدمات إغاثية إنسانية مقدمة لتلك الدول فى حالة الكوارث والأزمات ، ويتعزز هذا المنهج من الوحدات التنظيمية المعنية بالتوعية المجتمعية حسب تخصص هذه الجهات سواء كانت أمنية أو طبية أو إسعافية لتمارس مسئولياتها المجتمعية من خلال الخدمات التى رسّخت علاقاتها مع المجتمع وأفراده.
أخيراً يمكننا القول بأن نجاح الخدمة المجتمعية كقدرة من قدرات القوة الناعمة بحاجة لتضافر جميع الجهود بهدف بناء مجتمعٍات إنسانية يتمتع أبناؤه بروح المبادرة والمسؤولية من خلال اقتناع كل فردٍ بأهمية الخدمة المجتمعية والتطوع في مجالها، وأن تكون نابعة ومستقاه من داخله ، مما ينعكس على شعور المواطنين والمقيمين، بأنهم أعضاء فاعلين لديهم القدرة على تحمل الأعباء والمسئوليات، ولهم تأثيرٌ فعلي على أرض الواقع من خلال أعمال ومشاركات مجتمعية وتطوعية مستدامة لخدمة المجتمع وأفراده .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى