الركض افتراضياً ومقارعة الأبطال على ساحات الرياضة المستقبلية
باستخدام تقنيات متقدمة توسع القواعد الجماهيرية
دبي، الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
مثلما استطاعت الرياضات التقليدية عبر السنين خلق قواعد جماهيرية قوامها مليارات المتابعين والمشجعين، فإن رياضات المستقبل قادرة على تكرار ذلك والتفوق عليه خلال الفترة المقبلة، مستخدمة التكنولوجيا لتحقيق هذا الهدف المستقبلي الذي ترتسم ملامحه الأولى اليوم.
وبالعودة قليلا بالزمن إلى الوراء نجد أن بداية مساهمة التكنولوجيا في الرياضة بدأت سنة 1800 باستخدام التصوير لتحديد فائزي سباقات الخيل، ثم ظهرت المؤقتات الآلية في عام 1920 لضبط وقت المتنافسين في بعض ألعاب القوى، لتنتشر بشكل كبير منتصف الستينيات، وتدخل أيضاً إلى الألعاب الفردية.
واليوم بدأت معالم الرياضات المستقبلية تتضح أمامنا حيث يبدو أن ما يدعى بالانغماس التفاعلي في التدريبات البدنية اعتماداً على الواقع الافتراضي سيكون أساسياً، إذ سيتمكن العداؤون وراكبو الدراجات الهوائية والفرسان وسائقو السيارات والدراجات النارية من اختيار مضمار قد يكون في أي مكان بالعالم أو حتى في الفضاء أو ربما في عالم تخيلي، وحتى ممارسو الألعاب القتالية قد يغدون قادرين على تحدي أي بطل، افتراضياً على الأقل.
هذه التقنيات التي تنتمي لعالم المستقبل يمكن مشاهدتها ضمن فعاليات “أسبوع دبي للمستقبل”، ويمكن أيضا تجريبها مع “ذا ستيبر غيم”، وهي جهاز مشي يحصل مستخدمه على علامات بقدر المسافة المقطوعة افتراضياً والتي تحسب بناء على حركة الأقدام والتي تلتقطها حساسات.
ويقول زياد عنتر مدير تطوير البرمجيات في شركة “باور انتراكتيف” المطورة للجهاز إنه يدمج 3 تقنيات معاً، الأولى هي حساسات ليزرية على أرضية الجهاز لالتقاط حركة الأقدام، وجهاز تلفاز، وكمبيوتران، عادي ولوحي، يجمعهم معاً نظام واحد تحدده خوارزمية رياضية.
وقال إنهم أضافوا تقنية أخرى عند استخدام الجهاز مع أحد المتعاملين حيث أضافوا محركات تستطيع إجراء محاكاة رقمية لسرعة المستخدم، وتحريك أقدام بلاستيكية ترتدي حذاء رياضياً يرتديه أيضاً المستخدم وترغب الشركة بالترويج له.
وأضاف أننا قد نرى في المستقبل أجهزة مماثلة تستخدم حساسات ثلاثية الأبعاد تقرأ جسم الإنسان وتسجل حركاته وتصححها لتصبح بمثابة مدرب شخصي في ألعاب مثل اليوغا.
وما يميز هذا الجهاز ليس فقط إمكاناته الحالية ولكن آفاق تطويره، فهو حالياً يقدم تجربة تنتهي بتوقف حركة المستخدم، ولكن يمكن تطوير ذلك باستخدام كاميرات تعتمد في عملها الذكاء الاصطناعي، تسجل ملامح الوجه وتحتفظ بها ضمن قواعد البيانات الكبيرة لتسترجعها لاحقاً وتتعرف على المستخدم عندما يعاود استخدام الجهاز. كما يمكن إضافة تقنيات تقيس نبضات القلب، وجميع البيانات المستخدمة ستحدد نوعية المستخدمين المهتمين بهذه التجربة وبالتالي تحديد عملاء محتملين، ما ينقلها من تجربة صحية إلى مجال الاستخدام التجاري للشركات الرياضية.
وأضاف أن تجربة المستخدم تحترم خصوصية معلوماته، وعند موافقتهم على استخدامها يمكن أن يحصلوا على مكافآت تشجيعية، وبين أن هذه الأجهزة تستخدم غالباً حسب طلب جهة معينة، ولكن يمكن تخيل استخدامها للعموم كأن تحتوي منافسة رياضية بين شخصين، ولكن الغالب أن تكون التجربة مخصصة لتحقيق احتياجات عميل معين.