الصومالي ينافس في المركز الأول بـ«دبي للقرآن»
سامي عبد الرؤوف (دبي)
وصف المتابعون لفعاليات دورة الشيخ حمدان بن راشد «رحمه الله» بجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، أن اليوم الخامس للدورة، هو يوم المفاجأة الكبرى، بسبب الأداء الذي قدمه ممثل الصومال محمد حسن حسين، ما جعله ينضم لقائمة المتنافسين في المركز الأول بالمسابقة.
واتسم أداء هذا المتسابق، بالهدوء والتمكن وامتلاك قدرة عجيبة على تنويع درجات الصوت، من دون أن يتسبب ذلك في نشاز الصوت، حتى إنه كان يتنقل بين مقامات القراءة بطريقة احترافية جعلته غير مشغول بالحفظ، والتركيز على تنويع مقامات القراءة بشكل سلس وجميل، كما يمتلك حسين، نَفَساً طويلاً بالقراءة، وصوتاً هو الأفضل حتى الآن بين المتسابقين الذين أدوا الاختبارات، وبذلك يكون المتسابق الصومالي قد أتى من بعيد نحو المقدمة، خاصة أنه لم يوجه له سوى تنبيه واحد بسبب خطأ في القراءة.
وتشير التوقعات إلى أن هناك تنافساً كبيراً ومنقطع النظير بين المتسابقين المشاركين بالدورة الحالية للمسابقة، وبعضهم حصل على درجات شبه كاملة بسبب قوة الحفظ وتطبيق أحكام التجويد وحسن الأداء، وهي المعايير الثلاثية التي توزع عليها الدرجات، حيث تشكل الأولى 70%، والثانية 25%، والثالثة 5%.
وكانت لجنة التحكيم لمسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، قد واصلت مساء أمس الأول «الأحد» الاستماع لمجموعة جديدة من المتسابقين المتقدمين للمنافسة في حفظ كتاب الله وتجويده وتلاوته، وهم: محمد حسن حسين من الصومال، ومحسن يحيى أحمد شعفل من اليمن، وعبد البر ساديسو من البنين، ولقمان يونس من غانا، وذلك بقاعة ندوة الثقافة والعلوم في دبي. في لقاء المتسابق الصومالي الحافظ محمد حسن حسين، قال: «جئت لدولة الإمارات بمنحة من جامعة الشارقة لاستكمال دراستي، وأنا طالب بكلية الصيدلة في السنة الثالثة، وبعمر السادسة انتقلت عائلتي من القرية إلى المدينة، وهناك بدأت رحلة حفظي للقرآن الكريم بسن السابعة، وختمته بسن العاشرة».
وأضاف: «يحفظ والدي القرآن، وهو من شجعني على الحفظ، ولي أربعة من الإخوة الحافظين».
منح الإمارات
ذكر المتسابق الحافظ محسن يحيى أحمد شعفل ممثل اليمن، الذي أدى بشكل متميز في ذلك اليوم، ولم يوجه له سوى 3 تنبيهات، أنه يدرس في الصف الحادي عشر، أنه بدأ حفظ القرآن الكريم بسن التاسعة أولاً في البيت ثم انتقل للحفظ بأحد مراكز التحفيظ بإمارة عجمان ثم بمراكز مكتوم للتحفيظ في دبي، لافتاً إلى أنه ابن لأسرة حافظة لكتاب الله، فوالده ووالدته يحفظان القرآن، وكذلك جميع إخوته الثلاثة، شارك في مسابقة الشارقة، ومسابقة عجمان، ومسابقة الشيخة هند، مشيراً إلى أن هذه أول مسابقة دولية يشارك فيها. وقال: «لما كنت أحفظ كنت أرى مسابقة دبي وأتابعها، وتمنيت أن أختم لأشارك فيها، حتى إني كثفت من مراجعتي عندما تأكد تسجيلي للمشاركة، فقد كنت أراجع خمسة أجزاء في اليوم، وبسبب المسابقة، ومع اقترابها صرت أراجع خمسة عشر جزءاً في اليوم». أمّا المتسابق عبد البر ساديسو ممثل البنين، فقال: «بدأت حفظ القرآن منذ الصغر، وختمته بسن الثانية عشرة، جئت لدولة الإمارات بمنحة من الجامعة القاسمية، وأنا حاليّاً في السنة الثالثة تخصص شريعة». وأضاف: «شجعني والداي على الحفظ، ولي ثلاثة من الإخوة، يحفظ جميعهم القرآن، حتى أن أصغرهم الذي يبلغ من العمر خمس عشرة سنة يستعد من الآن للمشاركة في الدورات القادمة لهذه المسابقة القرآنية المهمة، شاركت سنة 2017م في مسابقة إندونيسيا، وفي مسابقات محلية كثيرة في بلدي»، مشيراً إلى أن الذي شجعه على الحفظ في البداية حب والده للشيخ الحصري الذي كان يسمعه كثيراً، حتى إنه تأثر كثيراً بطريقة قراءته، ومن هنا بدأت قصته مع القرآن. وقال: «كان لي أخ يشجعني كثيراً، ويقدم لي النصيحة، ويذكرني دائما بأن القرآن هو كل شيء في الحياة، وأنه يجب حفظه، لأن القرآن حياة».
وقال المتسابق لقمان يونس ممثل غانا الذي قصد دولة الإمارات منذ سنة ونصف لإمامة المصلين في رأس الخيمة، وطامحاً لاستكمال دراسته في الجامعة القاسمية، «إنه بدأ حفظ القرآن الكريم بسن السادسة عشرة، وأكمل حفظه في سنتين تقريباً، شجعه أخوه الكبير الذي كان يحفظ القرآن الكريم أيضاً، ودعمه والداه».