الصين تعين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مواجهة فيروس كورونا المستجد
رد الجميل بالجميل
شبكة الصين للإعلام – الشرق الأوسط.
في بداية عام 2020، بدأت جائحة كورونا المستجد تجتاح العالم.
عندما تفشى الوباء في الصين، أسرعت العديد من دول الشرق الأوسط إلى تقديم المساعدة تعبيراً عن تضامنها. وبعد بداية انتشار الوباء في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا، بادرت الصين بتقديم المساعدة الفورية بكل أنواعها إلى دول المنطقة.
تظهر الصداقة وقت الضيق والصعاب. قال الرئيس الصيني شي جين بينغ: عندما كنا في أصعب الأوقات، قدم العديد من أعضاء المجتمع الدولي المساعدة والدعم الصادقين للصين، هذه الصداقة سنتذكرها دائما ونعتز بها. الصين تلتزم بفكرة مجتمع المصير المشترك للبشرية وهي مستعدة لتقديم المساعدة قدر المستطاع للدول الأخرى.
ها هي الصين الآن ترد الجميل بالجميل من خلال تقديم المساعدات الكبيرة للدول الشرق الأوسطية والشمال أفريقية في مكافحة جائحة كورونا المستجد.
الخبراء الطبيون الصينيون في الخطوط الأمامية لمحاربة كورونا بدول الشرق الأوسط فقد وصل فريق آخر متكون من الخبراء المتطوعين من الجمعية الصينية للصليب الأحمر إلى بغداد العاصمة العراقية وتوجه الخبراء الصينيون إلى المقاطعات الجنوبية العراقية والمنطقة الكردية الذاتية الحكم وقاموا بتبادلات مع العاملين الطبيين المحليين وجها للوجه، وتحت اقتراح خبراء الجانب الصيني نفذت العراق حظر التجول في مناطق عديدة فورا وحظرت النشاطات الجماعية على نطاق كبير، وخلال أسبوعين فقط أقام فريق الخبراء الصيني مختبراً جديداً لفحص الحمض النووي اعتماداً على المعدات الطبية المقدمة من الصين مما زاد قدرة العراق على فحص الإصابات بفيروس كورونا الجديد إلى ألف يومياً.
وتلبية لدعوة من الحكومة السعودية وصل فريق خبراء صيني إلى الرياض يوم الأربعاء الماضي (15 إبريل) بالتوقيت المحلي وتقاسم الخبراء الصينيون خبرات مكافحة الوباء في الصين مع الجانب السعودي وقدموا الإرشادات والتدريبات في مجال الوقاية والسيطرة والتشخيص.
الصين حكومة وشعباً تشارك في تقديم الإمدادات الطبية
إن الوباء لا يميز بين الأعراق والحدود، بعد ظهور الوباء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أُرسلت إمدادات المساعدة الطبية من الصين إلى دول عديدة بالمنطقة.
بالإضافة إلى دفعات من إمدادات المساعدة من الحكومة الصينية إلى العراق وصلت إمدادات الوقاية من الوباء إلى كل من أفغانستان وسوريا والجزائر وتونس في الـ2 والـ15 من الشهر الحالي، وبعد ذلك وصلت إمدادات المساعدة الصينية إلى مصر ولبنان يوم الخميس الماضي (16 إبريل).
وبالإضافة إلى المساعدة من الحكومة الصينية، قدمت الوحدات والهيئات الصينية على مختلف المستويات والمؤسسات والجماهير العادية مساهماتهم لمكافحة الوباء بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تبرعت حكومة مدينة شانغهاي وحكومة مقاطعة قويتشو جنوب غربي الصين بإمدادات طبية لإسطنبول ومنطقة الرباط المغربية، وقدم صندوق ما يون الخيري وشركة إنشاء السكك الحديدية الصينية وشركة البناء الصينية وغيرها من الهيئات والمؤسسات الصينية مساعدات للسودان والأردن والجزائر والكويت، وتبرع المغتربون الصينيون في الجزائر بأموال لشراء إمدادات وقائية من الوباء وشملت 10 آلاف مجموعة كشف عن فيروس كورونا المستجد و160 ألف قناع طبي قدمت إلى جمعية الهلال الأحمر الجزائري.
تنفيذ التعاون في مجال التكنولوجيا الطبية بنشاط وتقاسم تجربة الصين لمكافحة الوباء عبر الفيديو
منذ تفشي الوباء في الشرق الأوسط، من أجل مساعدة البلدان على مكافحة الوباء بطريقة أكثر شمولاً وفي الوقت المناسب، اعتمدت الصين على السفارات والقنصليات والمؤسسات في الخارج لتنظيم مؤتمرات بالفيديو مع خبراء الصحة من العديد من دول الشرق الأوسط والمنظمات الإقليمية.
في ال26 من مارس الماضي، عقدت الصين أول مؤتمر فيديو لخبراء الصحة حول وباء كورونا المستجد مع دول في غرب آسيا وشمال إفريقيا. وشارك في المؤتمر عبر الإنترنت حوالي 200 شخص من 16 دولة في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا مثل مصر والجزائر وفلسطين ولبنان والكويت وقطر، بالإضافة إلى مسؤولين صحيين وخبراء من مجلس التعاون الخليجي. في ال9 من ابريل، عقدت الصين وأمانة جامعة الدول العربية والدول الأعضاء في جامعة الدول العربية أول مؤتمر فيديو لخبراء الصحة لتبادل الخبرات في مكافحة الوباء. استمعت الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، ومسؤولون وخبراء صحيون من 14 دولة عضو في جامعة الدول العربية، وممثلو منظمة الصحة العالمية في شرق البحر الأبيض المتوسط إلى التجارب والاقتراحات ذات الصلة من الخبراء الصينيين.
وفي الوقت نفسه، دعت الصين خبرائها لعقد مؤتمرات بالفيديو عن بعد مع مسؤولي إدارة الصحة والوقاية من الأوبئة في لبنان وتركيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لتبادل التجارب والمعلومات عن مواجهة فيروس كورونا المستجد واستئناف العمل والإنتاج في ضوء الظروف الوطنية المختلفة والقدرات المختلفة للوقاية من الوباء والسيطرة عليه في مختلف البلدان.
كلمات التحية مفعمة بالتعاطف والأخوة
لا تسعى الصين إلى تقديم المساعدات الممكنة إلى دول العالم فحسب، بل تقدم تحيات البلاد حكومة وشعباً إلى شعوب البلدان المتضررة.
والدليل على ذلك أن الحكومة الصينية اقتبست في كلماتها المكتوبة على صناديق المواد الطبية المقدمة لمصر قصيدة للشاعر أحمد شوقي ألفها للإخوة السوريين عام 1932 قائلة “نصحت ونحن مختلفون داراً، ولكن كلنا في الهم شرق”، مما جسد الصداقة المتينة بين الشعبين الصيني والمصري، ما من شأنه دفع الصداقة الثنائية قدماً.
أما السفارة الصينية لدى السودان فقد كتبت القصيدة الصينية القديمة على صناديق المواد الطبية، التي تقول “الصداقة تمتد بين الجبال والأنهار، مهما كانت التقلبات المتتالية”، للتعبير عن عزم الصين على بذل جهود مشتركة مع السودان لاحتواء كوفيد 19.
وعلى صناديق المواد الطبية المقدمة لأفغانستان، كتبت الحكومة الصينية القول الصيني المأثور “الصداقة الحقيقية لا ثمن لها” والقصيدة الأفغانية المشهورة “لا يعرف الصديق إلا في الشدائد”.
وعلى صناديق المواد الطبية المقدمة للبنان، كتبت الحكومة الصينية “من أجل مستقبل الجميع”، الأمر الذي جسد تمسك الصين بمفهوم المصير المشترك للبشرية.
رغم بعد المسافة بين الصين ودول الشرق الأوسط، إلا أن الخطوات المتخذة من قبل الصين تثبت أن قلوب الشعب الصيني ترتبط مع قلوب شعوب دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك عبر تضافر الجهود وتكاتف الأيدي لتحقيق النصر النهائي ضد كوفيد 19.