يبدو العالم لنا وكأنه ريشة تعصفها الرياح فى ظل فيروس كورونا الذى ينتشر بين البشر بسرعة البرق .. ذاك العالم رغم ضخامته ورغم التقدم الطبى الهائل الذى وصلت إليه حضارة القرن الواحد والعشرين بما تشمله من تطور فى العتاد الحربى وتطور فى نظم الرادارات وأنظمة المراقبة وتطور فى الأسلحة النووية .. لنتساءل أين اعتى الجيوش الحربية فى العالم (الجيش الامريكى والروسي واليابانى والصينى والكورى ) امام هذا الفيروس غير المرئي والذى أصبح يهدد اقوى دول وشعوب العالم ولم تجد له علاجا أو مصلا يصده عنها إلى الأن .رغم أن العلماء،والمختبرات والمختصين يعملون ويختبرون على مدار الدقيقة وليس الساعة .
هذا الفيروس الشرس الذى شن حربا طاحنة شعواء على البشرية لا توقف فيها على عدوها : الإنسان وحتى الإنسانية .. لم تستطع تلك الجيوش العملاقة بما تمتلكه من أجهزة وأسلحة ومخابرات حربية وطائرات وصواريخ ودبابات ونظم رادارية متقدمة أن ترصده بدقة او توقف تحركاته او تفشيه في أرض دون أرض أو دولة دون دولة أو أن تحدد مدى تطوره أو تجمح تغوله وتغطرسه .. هذا الفيروس الذى ارسله لنا الله سبحانه وتعالى ليختبر به مدى قدرة الإنسان على التصدى لمثل هذا الكائن غير المرئي.. وليؤكد على ضعف الانسان أمام قدرة الخالق مهما امتلك هذا الانسان من تقنيات وأسلحة وكذلك وليختبر مدى قوة إيماننا به ليعود الإنسان إلى علاقته بربه والبحث عن رضاه…ويترك عنه بعض السلوكيات التي تشهر وتظهر تكبره واسرافه وتجبره فهل يعيد كورونا للناس رشدهم وصوابهم .