القرية التراثية التابعة لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث
تجربة الأصالة الإماراتية
دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
تجسد القرية التراثية التابعة لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، في القرية العالمية بدبي، مثالًا حيًا يعيد صياغة واقع النسيج الاجتماعي الإماراتي لعادات وتقاليد ضاربة في جذور التاريخ، تقوم بإحياء العديد من المهن والحرف الإماراتية الأصيلة.
تعتبر القرية التراثية إحدى أبرز المعالم التراثية والسياحية، ووجهة رئيسة للزائرين والمقيمين من مختلف الجنسيات، وهي تحمل في طياتها مشروعًا تراثيًا ثقافيًا يجعلها منصة لتعزيز الهوية الوطنية وثقافة التراث، وإبراز الوجه التراثي لدولة الإمارات.
كل من زار القرية التراثية في القرية العالمية، لفت انتباهه المضمون المتجدد الذي طرأ عليها في نسخة هذا العام، حيث اللمسات الإبداعية في تصميمها المعماري المتناغم والمستوحى تمامًا من البيئة الإماراتية الأصيلة، فقد حرص القائمون عليها مراعاة أدق التفاصيل أثناء تنفيذها، بحيث تحتضن البيئة الساحلية، الصحراوية، والجبلية وتشمل المحتويات الأصيلة والأولية لهذه البيئات من بيوت مثل ” الكرين، بيت الشعر، بيت الصفة “، مع وجود مميز للحرفيين الذين يمارسون جميع الحرف والمهن التراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
كل من تطأ قدماه هذا الصرح التراثي الأصيل، سيقف متأملًا الأركان والتفاصيل التي تشكل مرآة لحياة مجتمع الآباء والأجداد، وأولها التعرّف على ” الكرين أو الخيمة المجردة ” وهو المنزل الذي يقطنه أهل الساحل في الشتاء، ومن ثم تأخذ الصورة شكلًا آخر عند الوقوف أمام ” بيت الشعر ” مسكن البدوي المصنوع من صوف الخراف، وتكتمل اللوحة في ” بيت الصفة ” والذي سمي بهذا الاسم نسبة لطريقة بنائه المتمثلة بصف الحجر للتغلب على حرّ الصيف، مزيج البر والبحر ورحلة الجبال، كل ذلك صنع واحدة من أجمل اللوحات التي تتيح للزوار الفرصة للتعرف على حضارة الإمارات العربية المتحدة، من خلال القرية التراثية لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، حيث مفردات كثيرة ترتبط بالتراث والهوية من خلال ” بهانس ” أم مبارك وهي تبيع المنتجات الإماراتية كالقهوة، و” البرزة ” المكان الأولي لبيع الحلويات للأطفال وغيرها الكثير.
لا تتوقف الرحلة في أرجاء القرية التراثية عند تفاصيل الحياة البسيطة التي تحاكي رحلة الأجداد، بل أنها تأخذنا في رحلة عبر الأزمنة والعصور، لتطلعنا على ثقافة وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة، لتنقلنا من الحيّز المكاني نحو آفاق واسعة من التاريخ العريق لهذا البلد العظيم، الذي قدّم نموذجًا استثنائيًا في النجاح والتسامح والتعايش.