المالك: رؤية الإيسيسكو الاستشرافية فرضها واقع العالم الإسلامي المليء بالتحديات والفرص
فرنسا باريس
سلام محمد
أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أن الرؤية الجديدة للمنظمة، التي نطمح من خلالها أن تصبح منارة إشعاع دولي، هي رؤية تستشعر قضايا التنمية المستدامة وتركز على محاربة الفقر، والتصدى للتطرف وخطاب الكراهية، وتمكين الشباب والمرأة، ودعم المجتمع المدني وحماية الطفولة وتعليم اللاجئين والمهجرين والمحافظة على التراث، كما تستهدف الأدوار الجديدة للذكاء الاصطناعي والنماذج المستقبلية للتعليم.
جاء ذلك فى الكلمة، التى ألقاها الدكتور المالك خلال الدورة الـ40 للمؤتمر العام لليونسكو، المنعقدة حاليا فى العاصمة الفرنسية باريس، والتى أشار فيها إلى بعض معضلات عالم اليوم، ومنها الحروب الطاحنة، والتغيرات المناخية المرعبة، والصراعات العرقية، مؤكدا أن ثمة أمل تتجلى بوارقه وبواعث خيره من المؤتمر.
وأوضح المدير العام للإيسيسكو أن رؤية المنظمة الاستشرافية فرضها واقع العالم الإسلامي المليء بالتحديات والفرص في ضوء المتغيرات الخمسة، المتمثلة فى: أولا- المتغير الديموغرافي، حيث سيرتفع عدد المسلمين في العالم بنسبة 35% خلال العشرين سنة القادمة ليصل إلى أكثر من مليارين. وهذا متغير رئيس للعالم أجمع.
ثانيا- المتغير الاقتصادي، حيث إن وقع الأزمات الاقتصادية التي شهدها العالم كان كبيرًا على الشعوب المسلمة، خاصة الفقيرة منها، مما أثر سلبا على قضايا التربية والبيئة في هذه الدول.
ثالثا- المتغير الثقافي، حيث اختفت كثير من المعالم التاريخية والأثرية لأسباب متعددة، لذا يجب التسريع في تسجيلها وحمايتها. كما يجب التصدى إلى ظاهرة التطرف وخطاب الكراهية.
رابعا- المتغيرالتربوي، حيث إن الأمية واقع في عالمنا الإسلامي، حيث بلغت نسبة الأميين 40%، تمثل الفتيات والنساء 65% منهم، وهي نسبة مرجحة للارتفاع خلال العشرين سنة القادمة.
وأخيرا- المتغير التكنولوجي، حيث اتسعت الفجوة الرقمية بين شعوب الدول والمتقدمة والفقيرة. ومن هذا المنطلق أطلقت الإيسيسكو مبادرة إدماج التكنولوجيا الحديثة في التربية في مراحلها الأولية، على أن يكون التركيز على الدول الفقيرة أولاً.
وأكد الدكتور المالك عزم المنظمة على تعزيز التعاون مع دول العالم، سواء أعضاء أو غير أعضاء بها، وتوثيق الصلة مع المنظمات الدولية، وخاصة اليونسكو، التى أعرب عن استعداد الإيسيسكو للشراكة معها، لتكون مثالا يحتذى به، في ضوء اتفاقية التعاون التي سيتم توقيعها بين المنظمتين اليوم.
ودعا الدول غير الأعضاء والمنظمات الدولية إلى الانضمام للإيسيسكو أعضاء مراقبين، لرفع رايات العمل المشترك، وإرساء قواعد التكامل المبنية على الاحترام والوفاء بالتعهدات، مشددا على أن المنظمة أخذت على عاتقها بأن لا سياسة ولا تسييس في أداء مهامها.