المرأة شريك أساسي لقيم السلام وتنمية المجتمعات التي تعاني ويلات الحروب
في جلسة ناقشت خيار السلام لتحقيق التنمية والاستقرار الاقتصادي
- ليما غبوي: رفع مستويات التعليم والثقافة ومنح المرأة دوراً أكبر في المراكز القيادية
- خوان مانويل سانتوس: الحوار هو السبيل الوحيد لحل القضايا المتنازع عليها
دبي،الامارات العربية المتحدة
متابعة سلام محمد
يبرز دور المرأة في تحقيق السلام كأحد أهم القضايا النظرية والعملية التي تشغل بال المفكرين والسياسيين على حد سواء، حيث يتم النظر للمرأة في هذا الجانب على أنها شريك أساسي لإعلاء قيم السلام وتحقيقه في المجتمعات التي تعاني من ويلات الحروب، بالإضافة إلى دور بعض القادة السياسيين في تبني خيار السلام لتحقيق التنمية والاستقرار الاقتصادي.
ذلك ما أكدته جلسة “حوكمة ما بعد النزاعات” ضمن منتديات القمة العالمية للحكومات في دورتها السابعة، في محورين أدارهما يوسف جمال الدين من بلمبيرغ، حيث جاء المحور الأول بعنوان دور النساء في بناء مجتمعات ما بعد الحروب، وتحدثت فيه ليما غبوي الحائزة على جائزة نوبل للسلام. أما المحور الثاني، فقد جاء بعنوان: كيف تقود الأمم النزاع إلى الوفاق؟ وتحدث فيه الرئيس خوان مانويل سانتوس، الرئيس الثاني والثلاثين لكولومبيا والحائز على جائزة نوبل للسلام.
وركّز ليما غبوي على كيفية الاستفادة من المرأة باعتبارها عنصراً مهماً من عناصر المجتمع في تدعيم قيم السلام، كالتضامن، والتعاون، ونبذ العنف، والتسامح، وذلك من خلال توعية المرأة في مجتمعها بهذه القيم وإرشادها لكيفية استخدامها.
واستعرضت غبوي تجربتها في المساهمة بتحقيق السلم خلال الحرب الأهلية في ليبيريا، وهي المسؤولة عن حركة السلام التي عملت على وضع حد للحرب، وحازت على جائزة نوبل للسلام في عام 2011، وذلك عن دورها في حشد المرأة الليبيرية ضد الحرب الأهلية، حيث قامت بجمع النساء من كافة الأديان والمجموعات العرقية، وعملت على تنظيم مظاهرات سلمية تقودها النساء متحديات القذائف والمواجهات من أجل تحقيق السلام، لاسيما وأنها تؤمن بالدور الذي يجب أن تؤديه النساء لتحقيق السلام في بلادها والدول التي تشهد اضطرابات وحروب.
كما أشارت إلى دورها في الدفاع عن المرأة والتعريف بحقوقها في القضايا الاجتماعية والجنسية، وإيجاد شبكات داعمة لها، والسعى إلى رفع مستويات التعليم والثقافة والمشاركة السياسية، ومنحها دوراً أكبر في المناصب القيادية. وعملت غبوي على تعزيز تأثير النساء في غرب أفريقيا وتشجيعهن على المشاركة في الانتخابات.
وفي المحور الثاني، تحدث الرئيس خوان مانويل سانتوس الذي حاز جائزة نوبل للسلام لسنة 2016، نظراً لجهوده من أجل إنهاء الحرب الأهلية في كولومبيا والتي استمرت حوالي 52 عاماً، حيث أطلق المفاوضات التي اختتمت بالتوصل إلى إتفاقية سلام بين الحكومة الكولومبية وجماعات “فارك” المسلحة.
وقال: “لا يمكن تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أي دولة طالما أنها تعاني من الصراعات والحروب الأهلية، لافتاً إلى أن محاولاته المتعددة لتحقيق التنمية في كولومبيا فشلت بسبب الصراع الدائر بين الأطراف المتنازعة”.
وأضاف أن الدافع الأول لتحقيق السلام هو العدالة الانتقالية والحفاظ على السلم بعد توقيع الاتفاقيات وعدم الإخلال بتلك الاتفاقيات، مشيداً بالمجتمع الدولي الذي ساهم في دعم السلام وتوفير المساعدات اللازمة لذلك.
ودعا جميع الأطراف المتنازعة في مختلف دول العالم إلى اللجوء لخيار السلام ونبذ العنف، والاهتمام بالتنمية والتعليم وإعادة البناء، لافتاً إلى أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل القضايا المختلف عليها.