دبى الامارات العربية المتحدة
متابعة سلام محمد
نظمت ندوة الثقافة والعلوم احتفالاً بيوم المرأة الإماراتية، جلسة حوارية بحضور بلال البدور رئيس مجلس الإدارة وعلي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة ود. صلاح القاسم ومريم ثاني أعضاء مجلس الإدارة وإبراهيم جمعة ومريم جمعة فرج وجمع من الحضور والمهتمين.
شارك في الجلسة الحوارية د. مريم سلطان لوتاه أستاذ مشارك في قسم العلوم السياسية جامعة الإمارات، ود. عائشة عبدالله النعيمي أستاذ الاتصال الجماهيري والإعلام في جامعة الإمارات والسعد المنهالي رئيس تحرير مجلة ناشيونال جيوغرافيك ومجلة ماجد.
أشارت د. عائشة النعيمي للجلسة إلى أهمية إعلان (أم الإمارات) الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية حفظها الله في عام 2015 بتخصيص يوم 28 أغسطس ممن كل عام للاحتفال بيوم المرأة الإماراتية.
وأكدت د. النعيمي أن إعلان سموها لهذا اليوم أتي عن قناعة كبيرة ورؤية لماضي وحاضر واستشراف مستقبل تشارك فيه المرأة الإماراتية بجدارة، وهذه القناعة السياسية وقدرات المرأة الذاتية هي التي أنجزت هذا الاستحقاق بأن يكون هناك يوم للمرأة الإماراتية.
ورأت النعيمي أن إنجاز المرأة الإماراتية ليس وليد لحظة آنية، ولكنه ممتد تاريخياً بشكل ملموس في مرحلة ما قبل النفط، وطوال الفترات كان لها حضور نوعي وقوي في الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ومسيرة وتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضافت لولا قناعة القيادة السياسية بأهمية حضور المرأة في كافة المجالات، والإرادة القوية والذاتية للمرأة لما شهدنا هذا الحضور الكبير للمرأة في كافة المجالات، ليست المرأة المهنية أو العاملة فقط، ولكن أيضاً شابات استطعن أن يكن في مراكز قيادية وفي كافة المجالات وبحضور نوعي مهم، وهذا بجهود القيادة السياسية التي لعبت دور أساسي في تمكين المرأة، وسبقت المجتمع بقناعاته وتحفظاته القبلية التقليدية وأعرافه، ووضعت المرأة في المكانة التي تستحق.
وفي الفترة الأخيرة تجسيداً لتمكين المرأة تشكلت الكثير من الهيئات والمؤسسات والدوائر المعنية برفع مؤشرات حضور المرأة في التقارير الدولية وضمنها التقرير الأخير للأمم المتحدة الذي أشار إلى أن المرأة الإماراتية الأولى خليجياً في مسألة المساواة بين الجنسين، فقد امتلكت من الحقوق الكثير وأعطتها الدولة مساحة قانونية كانت كافية لأن تكون المرأة قادرة على الدفاع عن الكثير من القضايا التي تؤرق المرأة على مستوى العالم بشكل عام، فقد تجاوزت المرأة الإماراتية الكثير مما تعانيه المرأة عربياً وعالمياً بفضل هذه الحقوق التي منحتها إياها القيادة السياسية وكفلت لها حقوقها وحضورها، ولذا يوم المرأة الإماراتية يوم مستحق.
والاحتفاء بالمرأة الإماراتية يجب أن يكون احتفاء نوعي بوضع برامج وورش عمل وملتقيات وندوات للحديث عن المرأة تاريخيا ودورها ونماذج من النساء اللاتي أنجزن ما يستحق أن يعرف من قبل الأجيال الحاضرة، فحين تغادرنا إحدى القامات النسائية نشعر وكأن جزء من ذاكرة الوطن قد غادر معها، ولذلك أثمن دور د. مريم سلطان لوتاه ود. رفيعة غباش في كتابة موسوعة المرأة الإماراتية ذلك العمل العلمي المحدد بمعايير واضحة يمثل ذاكرة محفوظة لقصص سيدات لان تاريخنا في كثير منه لازال شفاهياً، لذا يجب حتى تضمينه في كثير من مناهجنا الدراسية.
الاحتفاء بيوم المرأة الإماراتية لا يكون فقط بتصريحات الصحفيين في مؤسساتنا الإعلامية وصحفنا، بل يجب أن يأخذ حقه بشكل أكبر من حيث الثقل الذي تمثله المرأة الإماراتية. فيجب أن نقفز بتلك المرحلة إلى مراحل أبعد بعيداً عن الجانب الرسمي ونتذكر دور الجمعيات الأهلية في السبعينات والتي كانت تضم نخبة من النساء لا يقل أفق تطلعاتهم وبرامجهم عن أي امرأة تحتل أعلى المناصب في أي دولة أخرى، فالقيادة السياسة تقدم دعم ومبادرات، والشيخ زايد أسس أرضية ومنحنا الاستقلالية والحضور، ومازلنا نطمح لما هو أبعد من ذلك.
وأشارت أن الجيل الحالي خاصة في ظل الرفاة والإمكانات بحاجة دائماً إلى استدعاء ماضيه والتمسك بثوابته لكثرة التحديات التي قد تواجهه.
وتحدثت د. مريم لوتاه عن إيجابية تقليد الاحتفال بيوم المرأة، وذلك لأن دولة الإمارات سبقت الجميع بالمبادرة بتخصيص هذا اليوم والذي يعتبر فرصة لمعرفة شخصيات نسائية أعطت وقد تكون نموذجاً لمن يليها، ويمثل أيضاً وقفة تقدير وتحية للمرأة الإماراتية، وإضافة نوعية لكل المبادرات التي أسهمت في الاحتفال بالمرأة واعطتها مكانتها.
وعن المرأة في فكر زايد ذكرت د. لوتاه أن الشيخ زايد كقيادة سياسية قدم نموذج متكامل الأبعاد، ولذلك لا يمكن اجتزاء المسألة فقط على المرأة في فكره، فالشيخ زايد قدم نموذج رائدا عربيا في الوحدة والتنمية وتحقيق الأمن والاستقرار في ظل كثير من التحديات، كما أرسى نهج للعلاقات الخارجية والذي نجني ثماره اليوم، كما أنه تعامل مع الإنسان بشكل مختلف.
وأضافت لوتاه، قلما تجتمع القلوب على شخص واحد مثل الشيخ زايد الذي حظي بإجماع محلي وخليجي ودولي، أن الصورة الذهنية للشيخ زايد رحمه لدى كل مقيم في الدولة أو خارجها صورة مضيئة ومشرفة وتمثل نموذج لقائد يستحق قراءة متأملة وشمولية لكل جوانب عطاءه، قائد كان يتصرف بفطرة وتلقائية من منطلقات خيرة وإنسانية، يعطي عطاء الأب لأبناءه على امتداد الوطن العربي والعالم.
وأكدت أن الشيخ زايد رحمه الله، أن موضوع المرأة في فكر زايد يحتاج إلى تحليل مضمون لكل ما كتب وصور عن زايد في تلك المرحلة وهو جهد مطلوب، وقد أتيحت لي فرصة تحليل مضمون لبعض المواد الإعلامية التي تركز على زايد وتواجده مع الشعب فوجدت أن المغفور له كان متواجد في كافة المحافل وفي المدارس وفي العروض الأنشطة المدرسية للطلاب والطالبات على حد سواء ولم تمنعه أصوله القبلية من تشجيعهم ودعم النشاط الرياضي والاستعراضي في المدارس، كان حريص على سؤالنا كطلبة عن رأينا في مشروع الاتحاد.
وأضافت في إحدى المرات في جامعة الإمارات قررت الطالبات عمل مسيرة للشيخ زايد لاعتراضهم على بعض الأمور وبحكمة زايد ورؤيته طلب من المسؤولين توفير حافلات لنقل الطالبات عنده واستمع إليهم وحقق بعض مطالبهم، فالشيخ زايد كان يتعامل من منطلق إنساني راقي.
وزايد عندما فكر في العطاء لمجتمعه لم يميز بين امرأة ورجل أو أي شريحة من شرائح المجتمع، وعندما بدأ التعليم في الدولة كان عطاءه سخي وللذكور والإناث على حد سواء، حتى عند فتح جامعة الإمارات فتحت كافة المجالات والخدمات للذكور والإناث على حد سواء، وقد كان من الصعب في تلك الفترة على بعض أولياء الأمور بترك أبنائهم في المدارس أو الجامعات ولذا بادر الشيخ زايد والشيخ راشد رحمهما الله بإدخال بناتهم للمدارس لحث كافة أفراد المجتمع على فعل المثل، مما شجع الكثير من الأسر على إدخال بناتهم للمدارس.
كذلك بالنسبة لسفر الإناث في الخارج خاصة في بدايات الدولة، فلم يكتفي زايد برعاية الطلبة والطالبات ودعمهم في الابتعاث للخارج، ولكنه كان حريص على زيارة المبتعثين من الطلاب في كافة الدول التي يدرسون فيها، وهذا كان كافي لخلق جيل مرتبط بوطنه وهويته.
ولا ننسى خلال الظهور الإعلامي للشيخ زايد تلفزيونيا أنه كان يتحدث بقوة عن تمكين وعمل المرأة وضرورة مشاركتها في قوة العمل وتعاونها مع زوجها في تحمل مسؤوليات الحياة رغم ما تمثله تلك من الفترة من رخاء.
وأضافت هناك أجيال كثيرة تتعرض لوسائل تواصل اجتماعي وإعلام خارجي قد تؤثر على هويتهم لذا يجب أن يكون عطاء وفكر الشيخ زايد والحكام حاضراً دائم لربط الهوية.
فالقيادة السياسية في دولة الإمارات تؤكد أنهم ينظرون للإنسان كإنسان وحقوقه كمواطن لذلك قدموا الكثير دون أن يطلب منهم ذلك، وقد كانت الندوات والملقيات التي يقدمها الاتحاد النسائي منذ سنوات يؤكد أهمية تمكين المرأة ومشاركتها السياسية بشكل سابق على تنفيذ هذه الخطوة.
كذلك لا ننسى عند الانتخابات حضور المرأة وبقوة ودعمها سواء ناخبة أو منتخبة.
نحن أمام مشروع قدر المرأة وأعطاها الكثير من حقوقها، وما يؤكد هذا ما غرسه الشيخ زايد في نفوسنا من دعم ومساندة وحضور قوي للمرأة. الشيخ زايد الذي كان يمتلك القدرة على التغيير والدفع بالمجتمع للتغير من منطلق عقل نير وإحساس بحاجات المجتمع والإسراع بتلبيتها وتقديمها.
وقالت السعد المنهالي أنه تمثل جيل الوسط فهي من عمر الدولة الاتحادية، ذلك الجيل الذي تأسس على أيدي ذلك الجيل من أبناء الإمارات الذي ساهموا في عملية البناء والتنمية، وتعتبر قانون إلزامية التعليم هو الشعلة التي أشعلت منارة ما ننعم به الآن، ودور الشيخ زايد في التكفل بذلك الدعم وكان يذهب بنفسه إلى كثير من مناطق الدولة في المنطقة الغربية لإقناع الأسر بأهمية تعليم بناتهن، وكانت بعيد الرؤية فنحن لا نحتفل بيوم المرأة ولكننا نحتفل بفكر زايد وحلم زايد الذي تمثل تلك اللحظة نتاج نفخر به.
وأضافت المنهالي أن المرأة الإماراتية بكل مشاركتها في الماضي فتلك المعطيات لم تكن تجعلنا نحلم بأن المرأة الإماراتية ستصل بعد خمسة عقود إلى ما وصلت إليه من عالمية وحضور في المشهد المحلي والعربي والدولي، وتلك الحالة من العزة والقوة والقدرة والحضور، حسب المعايير والتصنيفات الدولية ما يدعو للتأمل والإجلال والتقدير لفكر زايد.
بعد قانون إلزامية التعليم وما تبعه من تمكين أذكر المسابقات المدرسية وقد حظيت بالمشاركة في إحدى المسابقات وحالفني الحظ بلقاء الشيخ زايد ذلك اللقاء الذي غير بداخلي الكثير من الأمور وهو ما دفعني لدراسة العلوم السياسية لما لمسته من أهمية هذا التخصص والذي أشار إلى ما تعنيه كلمة فيدرالية وكنفيدرالية، وذلك خلال لقائي في المرحلة الثانوية بصاحب السمو الشيخ زايد رحمه الله.
كذلك يجب أن نتذكر أن المغفور له الشيخ زايد هو من فكر في إنشاء صحيفة الاتحاد حتى قبل تأسيس الاتحاد السباعي وذلك للإشارة بأهمية الإعلام ودوره الهادف.
ومن هنا كان اهتمام الشيخ زايد رحمه الله بالمرأة سواء من خلال التعليم أو الإعلام أو تمكينها في مختلف المحافل.