“المنتدى العالمي لسينما الأطفال” يوجه رسالة لصنّاع الأفلام ويرجح استمرار تنظيم المهرجانات السينمائية الهجينة
يختتم فعالياته بمشاركة متخصصين من مختلف أنحاء العالم
الشارقة الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
وجه المنتدى العالمي لسينما الأطفال الذي ينظمه “مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب” بالشراكة مع “مهرجان لاهور السينمائي الدولي للأطفال”، رسالة إلى عشاق الفن وصناع المحتوى في العالم، أكد فيها بمشاركة خبراء وسينمائيين متخصصين قدرة قطاع السينما على تجاوز التحديات التي يمر بها العالم، وضرورة الاستمرار في تنظيم المهرجانات بحلول مبتكرة لتحقيق نقلات نوعية في صناعة الأفلام.
جاء ذلك في ختام فعاليات المنتدى الذي عقد على مدار يومين 29 و30 يناير الجاري، حيث نظّم جلستين الاولى بعنوان “مستقبل المهرجانات ورعاية مواهب الأطفال وأثرها الاجتماعي”، والثانية حملت عنوان “الفرص ومجالات التعاون”.
وتحدث ميتسوو تاهيرا، مدير “مهرجان كينكو الدولي السينمائي للأطفال” في اليابان، خلال الجلسة الأولى عن تجربة مهرجان كينكو وما يمكن أن تشكله من فرص أمام المهرجانات العالمية، وقال: “تأسس مهرجان كينيكو الدولي السينمائي للأطفال في عام 1992، وكان يتسع لجمهور يصل إلى 600 شخص، وحضره خمسة أشخاص فقط، لكنه بدأ يزداد أهمية وحجماً، وبحلول عام 2019، استضاف المهرجان ملايين الزوار، حيث نجح المهرجان بتوفير بيئة ترفيهية وتعليمية للأطفال من الفئة العمرية 0-12 عاماً، حيث يمكنهم استكشاف ثقافات العالم المختلفة وفهمها”.
وأعرب عن أمله بأن تعود المهرجانات السينمائية إلى طبيعتها خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، مشيراً إلى أنه يفضّل تبني منهج حذر في الوقت الحالي، وأكد أن مهرجان كينيكو يعمل على تجهيز 500 ألف جهاز تابليت لجمهوره من الأطفال والشباب في دورته المقبلة.
وفي الجلسة ذاتها، قال أحمد الملا، مدير “مهرجان أفلام السعودية” في المملكة: “شهد مهرجان أفلام السعودية تنظيم ست دورات منذ افتتاحه في عام 2008، لتلبية احتياجات الشباب، حيث تعد السينما لدينا في المملكة صناعة شابة وتضم مجموعة من الشباب الموهوبين”.
وأضاف بأن السينما شهدت تطوراً كبيراً ولاقت دعمأ وترحيباً بعد منعها، وأن المهرجان الذي يقام بالشراكة مع “مركز الملك عبد الله عبد عزيز الثقافي العالمي” ينمو ويزداد شعبية حيث استضافت دورة عام 2020 التي أقيمت افتراضياً أكثر من 20 مليون مشارك، ومن المقرر إطلاق الدورة السابعة من المهرجان في يوليو 2021، مؤكداً أن تبني المنهج الهجين الذي يجمع بين الأنشطة الفعلية والافتراضية، وأن المهرجانات السينمائية العالمية ستواصل تبني الطريقتين في المستقبل.
من جانبه، قال جيوليو فيتا، مدير مهرجان “لا جواريمبا السينمائي” في إيطاليا: “نحن نعرض أكثر من 100 فيلم ونستضيف مجموعة من ورش العمل للأطفال والشباب في الهواء الطلق في عدة مواقع جنوب إيطاليا، كما أننا نتعاون مع منظمة (اليونيسيف) لتصميم برنامج مهرجاننا”.
وأضاف: “نسعى لتنظيم المهرجان على أرض الواقع خلال دورة العام الجاري في أغسطس، أو على الأقل عروض الأفلام، إذ أسهم انتشار الجائحة بتعزيز شعور الناس بالتوتر نتيجة الانقطاع عن الحياة الاجتماعية والبقاء في المنزل طوال الوقت، ونعتزم مواجهة هذه التحديات بأكثر الطرق أمناً وسلامة”.
تعريف الأطفال على ثقافات العالم
وخلال الجلسة الختامية التي أقيمت بعنوان “الفرص ومجالات التعاون”، قالت نينا جورالنيك، مدير مهرجان نيويورك السينمائي للأطفال في الولايات المتحدة: “نظراً لدور الأفلام في توسيع رؤية الأطفال للعالم وتمكينهم من اكتساب معارف متنوعة حول مختلف الثقافات، يتوجب على المؤسسات التعليمية الاستفادة من هذه الأداة للبحث عن الموضوعات التي تهمّ الأطفال وتساعدهم على تطوير شخصياتهم ومهاراتهم كما هو الحال في النشاطات القرائية”.
وأضافت: “تقدم الأفلام للأطفال فرصة رائعة لاستكشاف عالم لا يمكنهم الوصول إليه بشكل مباشر، والتعرف على تجارب وقصص لأطفال من ثقافات أخرى مختلفة عنهم، الأمر الذي يسهم إلى حدّ كبير في غرس قيم التعاطف في نفوسهم وتشجيعهم على تقبّل الاختلاف والتواصل مع أقرانهم، وبالتأكيد سيكون لذلك دور كبير في بناء عالم أكثر تقارباً وتفهماً”.
وتابعت جورالنيك: “أصبح العالم اليوم أكثر تعقيدًا مما كان عليه قبل عام، وهنا تبرز أهمية بناء شراكات وعلاقات تعاون وثيقة مع الشركاء الدوليين لمساعدة الأطفال على مواجهة هذا التحدي بتحفيزهم على الانفتاح على العالم الأوسع”.
وأوضح شادي النميري، خبير مشاريع لدى الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، أن الأزمة الصحية العالمية دفعت المؤسسات الثقافية إلى تخفيف ميزانيتها، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على تمويل الأفلام، كما أن صعوبة الانتقال إلى المنصات الرقمية التي تتطلب الكوادر المتخصصة والتمويل الكافي، أثّر سلباً على صناعة أفلام الأطفال على مستوى العالم”.
وأضاف: “تلعب الأفلام دورًا رئيسيًا في بناء شخصية الطفل وتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة، إلا أن العالم العربي يعاني من نقص في المهرجانات والأفلام المخصصة للأطفال، ولتعزيز المحتوى العربي، لا بدّ لنا من العمل بشكل جدي على بناء علاقات شراكة وتعاون مع مختلف المؤسسات والهيئات العاملة في مجال سينما الطفل مثل المنتدى العالمي لسينما الأطفال لنثري تجربة جيل المستقبل من خلال تقديم أفلام فريدة من جميع أنحاء العالم”.
وبدورها قالت مونيكا واهي، مدير منتدى سينما الأطفال في جنوب آسيا، الهند: “تلعب أفلام الأطفال دوراً مضاعفاً يتمثل في التعليم من جهة وتطوير المهارات من جهة أخرى، كما تعتبر الفعاليات والمهرجانات منصة مهمة لتبادل المعارف والخبرات وتطوير صناعة سينما الأطفال، والعمل يداً بيد نحو بناء عالم متقارب فكرياً وثقافياً وإنسانياً”.
وأضافت: “لتحقيق هذه الغاية، ينبغي تنظيم مهرجانات هجينة تجمع بين الفعاليات الافتراضية والفعاليات التي تقام على أرض الواقع، وخاصةً بوجود التكنولوجيا الرقمية التي أسهمت في تجاوز عوائق الحدود الجغرافية، ما مكّن المهرجانات من الوصول إلى نطاق واسع من الجمهور في أي مكان في العالم”.
واختتمت مونيكا بقولها: “نتطلع بأمل وتفاؤل نحو تنامي دور الفن والسينما في إثراء حياة الأطفال خاصة في هذه الأوقات الصعبة، من خلال إتاحة الفرصة لهم لرؤية العالم عبر بوابة الفن السابع ومساعدتهم على فهم ما يحدث من حولهم بطريقة ممتعة”.