“الوطني الاتحادي” والجمعية الوطنية في بيلاروسيا يبحثان “عن بعد” تعزيز التعاون البرلماني
دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
بحثت لجنة الصداقة مع برلمانات الدول الأوروبية في المجلس الوطني الاتحادي خلال اجتماعها الذي عقد “عن بعد” من خلال تقنية المؤتمرات المرئية مع الجمعية الوطنية لجمهورية بيلاروسيا سبل تعزيز وتطوير علاقات التعاون الثنائية وتعزيز الروابط بين دولة الإمارات وجمهورية بيلاروسيا لاسيما البرلمانية منها والدفع بها إلى أفق أرحب، بما يعود بالنفع على الشعبين والبلدين الصديقين.
وأكد الجانبان على أهمية توقيع مذكرة تفاهم وتعاون برلماني بينهما، والنهوض بالعلاقات بين البلدين في القطاعات كافة.
حضر اللقاء سعادة أسامة أحمد الشعفار رئيس لجنة الصداقة مع برلمانات الدول الأوروبية في المجلس الوطني الاتحادي، وسعادة الدكتورة موزه محمد حمرور العامري نائب رئيس اللجنة، وأعضاء اللجنة: معالي الدكتور علي راشد النعيمي، وسعادة الدكتورة حواء سعيد الضحاك المنصوري، وسعادة سارة محمد فلكناز، وسعادة مروان عبيد المهيري، وسعادة ميره سلطان السويدي.
كما شارك في الاجتماع سعادة عفراء راشد البسطي الأمين العام المساعد للاتصال البرلماني في المجلس، وسعادة أحمد محمد منقوش الطنيجي سفير الدولة لدى جمهورية بيلاروسيا .
وحضر من الجانب البيلاروسي رئيس وأعضاء لجنة الصداقة الإماراتية البيلاروسية في الجمعية الوطنية سعادة كل من سيرجي راتشكون “رئيسا”، وسيرجي سيفتس، ومارينا إليينا، وأوليج رومو، وفاليري فورونيتسكي، إضافة إلى سعادة أندري لوتشينوك سفير جمهورية بيلاروسيا لدى الدولة.
وقال سعادة أسامة أحمد الشعفار إنه تم خلال الاجتماع الافتراضي الأول للجنة الصداقة البرلمانية الإماراتية – البيلاروسية استعراض العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية بيلاروسيا، مشيدا بعلاقات الصداقة العميقة بين الجانبين، وما شهدته من تطور ملحوظ في إطار من التفاهم والثقة المتبادلين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1992..
لافتا إلى أهمية إثراء تلك العلاقات المتميزة بين البلدين والشعبين الصديقين والوصول بها إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات.
وأوضح سعادته أن العلاقات بين الدولتين خطت خطوات مهمة خلال السنوات الماضية على المستويات كافة، وتسير بخطى راسخة نحو التطور وفقا للرؤى الثاقبة لقيادتي البلدين الصديقين، مشيدا بنتائج الزيارات المتبادلة بين البلدين، ومن أهمها الزيارة الرسمية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى جمهورية بيلاروسيا في 13 سبتمبر 2019 ولقائه فخامة ألكسندر لوكاشينكو رئيس بيلاروسيا، والتي تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية ومجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وكذلك زيارة فخامة الرئيس البيلاروسي لدولة الإمارات في عامي 2017 و 2019، والتي كانت بمثابة دفعة قوية للعلاقات بين البلدين، وعززت التوجه المشترك إلى مزيد من توسيع هذه العلاقات خلال السنوات المقبلة على المستويات كافة.
من جهتها أشارت سعادة الدكتورة موزه محمد حمرور العامري إلى أنه تم التأكيد على ضرورة النهوض بأفق التعاون بين المجلس الوطني الاتحادي والجمعية الوطنية في جمهورية بيلاروسيا، وتعزيز دور لجنة الصداقة بين الجانبين، وتبادل الخبرات والمعرفة البرلمانية وأفضل الممارسات، وذلك من خلال عقد المزيد من الاجتماعات والعمل على توقيع مذكرة تفاهم وتعاون برلماني بين الطرفين.
وأضافت أنه تم الاتفاق على وضع أجندة عمل مشتركة بين الجانبين لتحديد موعد الاجتماعات القادمة والأهداف المراد تحقيقها من كل اجتماع، وإيجاد آلية تنسيق مشتركة ومباشرة بين لجنة الصداقة البرلمانية الإماراتية البيلاروسية في البلدين، وعقد ندوات وفعاليات افتراضية بين البرلمانين، والعمل على تنسيق الرؤى والمواقف في المحافل البرلمانية الدولية.
من جهته ذكر معالي الدكتور علي راشد النعيمي أن اللجنة وجهت خلال الاجتماع دعوة للجانب البيلاروسي لزيارة المجلس الوطني الاتحادي، كما تلقت دعوة مماثلة منهم لزيارة الجمعية الوطنية البيلاروسية، منوها إلى أن الجانبين رحبا بالدعوتين، وأكدا على أهمية تبادل الزيارات بينهما في مختلف المجالات، بما يساهم في تنمية العلاقات بين البلدين والوصول بها إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية.. مبينا أن هناك تطورا كبيرا في العلاقات الإماراتية البيلاروسية في مختلف المجالات.
وأشار معاليه إلى أن خطر الإرهاب والتطرف يواجه العالم بأجمعه ولا يقتصر على دولة بعينها، ولذلك ينبغي تعزيز التعاون بين مختلف دول العالم للتصدي للميليشيات الإرهابية والأفكار المتطرفة، منوها إلى ضرورة نبذ العنف والتطرف في المجتمعات وتعزيز قيم التسامح والسلام واحترام وحماية حقوق الجميع دون أي تمييز بينهم.
وتطرق في هذا الخصوص إلى المرسوم بقانون رقم 2 لسنة 2015 بشأن مكافحة التمييز والكراهية الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، والذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها ومكافحة كل أشكال التمييز ونبذ خطاب الكراهية.. لافتا إلى جهود الدولة في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
من ناحيتها استعرضت سعادة الدكتورة حواء سعيد الضحاك المنصوري جهود دولة الإمارات محليا ودوليا في مكافحة فيروس كورونا ” كوفيد – 19 “، والآليات الناجحة التي استخدمتها الدولة للتعامل مع تلك الأزمة، خصوصا فيما يتعلق بنظام العمل عن بعد والتعليم عن بعد.
وتابعت سعادتها أن الدولة نجحت من خلال قطاعها الطبي القوي في السيطرة على وباء كورونا، حيث تصدرت الدولة الترتيب العالمي في نسب إجراءات الفحوصات وبلغ متوسط الفحص اليومي أكثر من 40 ألف، وتجاوزنا أكثر من 3 ملايين فحص لكوفيد – 19 من خلال المستشفيات والمراكز الصحية المتخصصة ومراكز الفحص من المركبة.. مشيرة إلى أنه تم إطلاق 24 مركزاً للفحص من خلال المركبة في مختلف إمارات الدولة، حيث تم تزويدها بأحدث الأجهزة وبعدد كبير من الكوادر الطبية المدرّبة وفقاً لأعلى المعايير كما حصلت الدولة على المركز الأول في 7 مؤشرات عالمية في مجال الصحة وفقاً للهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء.
وأضافت أن الدولة قدمت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية مساعدات كبيرة لآسيا وأفريقيا وأوروبا والأمريكيتين، حيث تقدمت بإمدادات ومعدات طبية إلى 65 دولة لدعم جهودهم المستمرة لاحتواء انتشار الفيروس.
من جهتها عرفت سعادة سارة محمد فلكناز بمناحي التطوير والتقدم في مختلف المجالات التي حققتها دولة الإمارات، كما استعرضت الجهود التنموية للدولة ومنها تسمية عام 2020 “عام الاستعداد للخمسين”، مؤكدة على أن أهم أولويات العمل الوطني في الخمسين عاماً المقبلة يمر عبر تهيئة كل قطاعات الدولة لمرحلة ما بعد النفط، وبناء اقتصاد معرفي حقيقي أساسه الابتكار والإبداع والعلوم والتكنولوجيا الحديثة، والاستثمار في العقول والكفاءات النوعية، وتعزيز منظومة القيم الحضارية القائمة على التسامح والانفتاح والتعايش وفقا لمئوية الإمارات 2071 التي تتضمن حكومة تستشرف المستقبل، وتعليم للمستقبل، واقتصاد معرفي متنوع، ومجتمع أكثر تماسكا.
وأشارت سعادتها إلى أن نجاح عملية إطلاق “مسبار الأمل”، هو حدث تاريخي يهدف لخدمة شعوب العالم أجمع وليس دولة الإمارات فحسب، كما تطرقت إلى الإنجاز الذي حققته الدولة بإرسال هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى محطة الفضاء الدولية في سبتمبر 2019.. وأثنت على تأكيد مشاركة الجانب البيلاروسي في إكسبو دبي 2021.
وتطرقت سعادتها إلى الانتخابات البرلمانية الأخيرة للمجلس الوطني الاتحادي والتي ارتفع فيها تمثيل المرأة في المجلس إلى نسبة 50%، مما أدى إلى وضع دولة الإمارات بين الدول المتقدمة من حيث نسبة تمثيل المرأة في البرلمان.. مضيفة أن نسبة أعضاء المجلس الوطني تحت سن الـ 40 عاماً تصل إلى 25% في الفصل التشريعي الحالي /السابع عشر/.
وفي سياق متصل قالت سعادة ميره سلطان السويدي إن دولة الإمارات تحقق مزيدا من التقدم والازدهار في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” .. مشيرة إلى أن الدولة قفزت 23 مركزاً، لتصل إلى المرتبة 26 عالمياً بحسب تقرير المساواة بين الجنسين الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2019، واحتلت المركز الأول عربياً، وبهذا يكون ترتيب الدولة على المستوى العالمي على بعد خطوة واحدة من تحقيق المستهدف الوطني بالوصول إلى قائمة أفضل 25 دولة في العالم بهذا المؤشر عام 2021، وقد تم تحقيق هذا الإنجاز العالمي خلال 4 سنوات فقط من إنشاء مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، حيث كانت في المرتبة 49 عالمياً عام 2015.
ووجهت سعادتها التهنئة لمجلس النواب البيلاروسي على تحقيق النساء نسبة 40% من مقاعد المجلس في الانتخابات الأخيرة التي جرت في نوفمبر 2019.
من جانبه أكد سعادة مروان عبيد المهيري على ضرورة دفع عجلة التعاون بين البلدين إلى الأمام وتعزيزها في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والسياحية والثقافية وغيرها، وعمل مشروعات مشتركة في العديد من المجالات التي تعود بالنفع على اقتصاد البلدين الصديقين. وثمن سعادته موقف حكومة بيلاروسيا ودعمها لترشح دولة الإمارات للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة /2022-2023/.
من جانبهم عبر أعضاء لجنة الصداقة الإماراتية – البيلاروسية في الجمعية الوطنية البيلاروسية عن سعادتهم بهذا اللقاء، ورغبتهم في تعزيز الروابط مع المجلس الوطني الاتحادي وتبادل الخبرات البرلمانية، وكذلك تطوير العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية بيلاروسيا في مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية والسياحية والثقافية لتكون علاقات ذات شراكة استيراتيجية.
وأشادوا بالإنجاز التاريخي الذي حققته دولة الإمارات في الوصول للفضاء وإطلاق مسبار الأمل لاستكشاف كوكب المريخ، ومسيرة النهضة والتنمية والطفرة الشاملة التي تشهدها الدولة في المجالات كافة.. مؤكدين أن مسيرة تمكين المرأة في الدولة تعتبر أنموذجا يحتذى به عالميا في مجال التوازن بين الجنسين.
وقدموا الشكر على الإمدادات الطبية التي أرسلتها دولة الإمارات في مايو الماضي إلى بيلاروسيا، لدعمها في الحد من انتشار فيروس كوفيد 19 واستفاد منها أكثر من 7 آلاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية لتعزيز جهودهم في احتواء انتشار الفيروس.
جدير بالذكر أن هذا الاجتماع هو أول اجتماع “افتراضي” تعقده لجنة صداقة برلمانية في تاريخ المجلس الوطني الاتحادي، ويأتي ذلك تجسيداً لتوجهات الدولة وقيادتها الرشيدة في اعتماد التقنيات الحديثة والاستفادة منها على النحو الأمثل لمواصلة العمل، وانطلاقا من حرص المجلس على القيام بدوره السياسي وتفعيل دبلوماسيته البرلمانية في إطار تعزيز العلاقات بين الدولة مع مختلف دول العالم ودعم مواقفها والدفاع عن قضاياها في المحافل البرلمانية المختلفة إقليميا ودوليا.