اليوم ختام منافسات مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم في نسختها الخامسة
دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
استمرت منافسات مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم لليوم الخامس على التوالي وسط منافسة قوية من المشاركات من ٥٠ دولة وجالية اسلامية في العالم وتعد واحدة من أهم المسابقات القرآنية المخصصة لفئة الإناث في العالم الإسلامي، وهي في دورتها الخامسة وفي يومها الخامس استمعت لجنة التحكيم برئاسة فضيلة الشيخ الدكتور علي بن محمد بن علي عطيف من السعودية لمجموعة جديدة من الحافظات، وقام فيها فضيلة الشيخ احمد عبدالقيوم بن عبد رب النبي من باكستان بطرح الاسئلة على المتسابقات، فيما تولى فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد الانصاري من دولة الإمارات العربية المتحدة تصحيح الاخطاء والفتح عليهن، وتصحيح أخطائهن.
ومتسابقات اليوم الخامس هن: مكادوستبيمانا من رواندي، وهودان خالد ميالين من إثيوبيا، وبريرة عبد الرحيم قاضي من أفغانستان، ومريم مبومبا من جمهورية الكونغو الديمقراطية، ونورافني سير الدينسابو من أندونيسيا، وبنت فوفنا من الجابون، وبلقيس باري من غينيا بيساو قرأن برواية حفص، فيما قرأت صونية بلعاطل من الجزائر برواية ورش.
وفي لقاء مع ممثلة أفغانستان الحافظة بريرة عبد الرحيم قاضي، قالت: إنها ولدت بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتدرس في الصف الثاني عشر، بدأت حفظ القرآن الكريم بسن العاشرة، وختمته بسن الرابعة عشر، وأضافت: نحن جميعًا في البيت نحفظ القرآن الكريم، وأختي صفورية شجّعتني على المشاركة في هذه المسابقة لأنها شاركت في دورتها الثالثة، وكذلك يحفظ بقية إخوتي القرآن الكريم، كما أنّ ابنه عمي سندس شاركت في دورتها الأولى ، وقد كنت خائفة من المشاركة ولولا تشجعيهم لما تشجّعت وتقدّمت للمشاركة، وخاصة أني أحضر لشهادة الثانوية العامة هذا العام، وصادفت اختباراتها الآن اختبارات مسابقة الشيخة فاطمة، حتى أنه لديّ اختبار في المدرسة في اليوم نفسه الذي تقرّر موعد اختباري في المسابقة، لكني أحاول التوفيق بينهما، لعلمي أنّ القرآن وحفظي له ومراجعتي سيبارك لي في كلّ شي؛ في اختباراتي في الثانوية العامة وفي المسابقة، وأضافت: لقد كانت الموازنة بين الدراسة وحفظ القرآن شاغلي، لا سيما أني في دراستي كنت دائمًا من الأوائل، فلم أكن أريد أن يؤثّر حفظي على تفوّقي في الدراسة، حتى أني قبل أن أنتقل إلى الصف العاشر حاولت أن أختم آخر عشرة أجزاء من القرآن في سنة واحدة، حتى أتفرّغ للدراسة بعد ذلك، فكنت أحفظ خمس صفحات في اليوم ثم وصلت إلى سبع سبعات حتى ختمته ، أشكر أم الإمارات الشيخة فاطمة حفظها الله والشيخ محمد بن راشد حفظه الله على جهودهم الدائمة لخدمة القرآن الكريم، وعلى هذه المسابقة التي فتحت المجال لحفظ القرآن الكريم، ولجميع القائمين عليها، وأتمنى النجاح لجميع زميلاتي.
أمّا المتسابقة نورافني سير الدين سابو ممثلة أندونيسيا، فهي طالبة في الجامعة القاسيمة في السنة الثانية من تخصص القرآن الكريم، بدأت حفظ القرآن الكريم في البيت بعمر التاسعة، وعندما وصلت إلى نهاية الحفظ التحقت بدورة للتحفيظ لأجل الحصول على الإجازة فيه بعمر السابعة عشر، لا يحفظ والدا نورافني القرآن الكريم لكنهما شجّعاها على الحفظ، وقوّى ذلك ذهابها للعيش عند عمها حيث ختمت حفظه عنده ، تقول: كنت أقرأ قصص الحافظات لكتاب الله، فتأثّرت بهنّ، وتشجّعت لأحفظ وأثبّت حفظي، فكنت كلما أنهيت جزءًا شاركت في المسابقات لأُختَبر فيه، لعلمي بفائدة مثل هذه المسابقات في تثبيت الحفظ ، وعن طريقة حفظها ذكرت: حفظت سورة البقرة إلى سورة التوبة وحدي في البيت لأنه لا توجد معاهد للتحفيظ في قريتي، فكنا هناك عندما نحفظ عشرة أجزاء نحسّ بأننا حقّقنا إنجازًا عظيمًا، وكنت أريد الدراسة خارج البلاد لأتعلم اللغة العربية، وأختلط بمن هم متخصّصون في القرآن الكريم، وهذا ما وجدته عندما وافقوا على دراستي هنا ، شاركت في مسابقات محلية كثيرة، وهذه أول مسابقة دولية أشارك فيها ، سعدت كثيرًاعندما سمعت بفتح المجال لمشاركة المقيمات داخل دولة الإمارات، لأنّ هذا سمح لي بتحقيق حلم المشاركة في مثل هذه المسابقة الرائعة، لذلك أشكرهم على هذه البادرة، وعلى هذه المسابقة التي تشجّعنا على الحفظ والتثبيت، وتقربّنا من كثيرات من الحافظات لكتاب الله في كلّ أنحاء العالم، فقد كنت أقرأ عن قصص الحافظات فتأثرت بهن، وها أنا الآن ألتقي بكثيرات حافظات تحمل كلّ واحدة منهن، قصة من الاجتهاد والمثابرة، أستفيد وأتعلم منها.
وقالت المتسابقة بنت فوفنا ممثلة الجابون البالغة من العمر عشرين ربيعًا: بدأت حفظ القرآن الكريم بعمر الخامسة عشر، وختمته في سنتين ، شجّعني والداي على حفظ القرآن الكريم، وقد كنت أحفظ صفحتان في اليوم على يد أستاذي في المدرسة إلى أن ختمت، وهذه أول مسابقة دولية أشارك فيها ، كانت أهم صعوبة مررت به ولا زلت أواجهها في الحفظ هو المتشابهات، وأحاول التغلب عليها بالمثابرة والصبر والاجتهاد ، أنصح الجميع بحفظ القرآن الكريم والاجتهاد لتحصيله، وأشكر القائمين على هذه المسابقة على إحضاري إلى هنا، وعلى تنظيم هذه المسابقة الرائدة في مجالها.
وذكرت المتسابقة بلقيس باري ممثلة دولة غينيا بيساو البالغة من العمر خمسة عشر سنة،أنها تدرس الفرنسية في الثانوية، شجّعها والدها الحافظ على حفظ القرآن الكريم، وكانت تحفظ من صفحة إلى صفحتين في اليوم حسب استطاعتها، وقالت: إنّ أهم الصعوبات التي تواجه الحافظ هي المراجعة، وإني أحاول أن أراجع من جزئين إلى ثلاثة أجزاء في اليوم حتى يثبت حفظي، ولا أنسى ما حفظته ، وإنّ حياتي جميلة بالقرآن، لأنّ حفظه نعمة من الله، وإنّ المشاركة في مثل هذه المسابقة فرصة لي، وكذلك نعمة أخرى من نعم الله الكثيرةعليّ لأنها تجعلني أراجع أكثر ويثبت حفظي، وهي مسابقة جميلة، أشكر القائمين عليها كثيًرا على ما يبذلونه فيها لبقائها واستمرارها لأنّ المشاركة فيها تسعد كلّ حافظ لكتاب الله.
أمّا ممثلة الجزائر المتسابقة صونية بلعاطل خريجة المدرسة العليا للأساتذة في تخصص الأدب العربي، فقالت: بدأت حفظ القرآن الكريم في سن الثانية عشر، وختمته في سن الخامسة عشر لم تكن والدتي حافظة لكتاب الله لكنها كانت المشجّع الأول لي، بل كان جندي الخفاء في كلّ شيء، حتى إني كلما أتذكّر كيف كانت تشجّعني، وكيف تقوّي من عزيمتي عندما أضعف، وكيف كانت تقدّم حفظي على دراستي، فكانت تقول لي خذي المصحف واقرئي وإن لم تحفظي، المهم أن تقرئي، وسوف يفتح الله لك بعد ذلك ، إني أتذكّركلّ تلك التفاصيل التي ما كنت أستشعر قيمتها أو أعرف عظمتها إلى الآن، وإني لا أجد من الكلمات ما يصف هذه الأم، أو العمل والدعاء الذي يفي حقّها عليّ ، وأضافت صونية: لمابدأت الحفظ كنت صغيرة، وكنت أحفظه من مبدأ التنافس، لأني تعودّت المنافسة في كلّ شيء في حياتي؛ في الدراسة، وفي الحفظ، كنت أرى البنات يحفظن، فأنافسهنّ في ذلك ، وما أدركت المعنى الحقيقي للحفظ إلا بعد نصيحة شيخي لي بعد حفظي الأول –والذي كان مهلهلا- إذ قال: إنّ بناءك الذي تبنينه مهلهل، ولن يلبث طويلا ويقع، وإنك تحفظين، ولكني أريد أن أراك بعد ذلك تشاركين في المسابقات القرآنية، وهذه الجملة غيّرت نظرتي للقرآن الكريم، وإني اليوم لا أستطيع الخروج من البيت دون قراءة وردي، إذ إني أحسب انقباض قلبي، بل إني أقضي اليوم وأنا أحس بنقص داخلي، ولا أعود إلى طبيعتي إلابعد أن أقرأه ، أمّا عن المسابقات التي شاركت فيها عدا المسابقات المحلية، فقد شاركت في مسابقة الأردن سنة 2017م وحصلت فيها على المركز الثاني، ومسابقة المغرب سنة 2018م وحصلت فيها على المركز الأول ، ولذلك أقول: اقرؤوا القرآن لأنه سيغيّر حياتكم في كلّ شيء،إنه سيقوّمها ويصلح كلّ شيء فيها ، أمّا عن مشاركتي في هذه المسابقة فهي مسابقة مشهود لها بالتنظيم المحكم، والاهتمام بالمتسابقين من حفظة كتاب الله، وقد شهدت ذلك بنفسي، فمنذ أن أخبرونا عن المشاركة وهم يتواصلون معنا، وسهّلوا لنا كل الإجراءات حتى وصولنا إلى هنا أشكركم على هذه المسابقة، وأشكر مؤسس جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وخاصة إمارة دبي، وجميع القائمين عليها من عاملين ومتطوعين ممن سخّروا أنفسهم وأوقاتهم لخدمة أهل القرآن.