انطلاق أعمال “مؤتمر دبي العالمي لسلامة الأغذية” في دورته السابعة عشرة
الهاجري
“المؤتمر يدعم نهج دولة الإمارات وتطلعاتها لتكون الأفضل عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051، ويعكس جهود البلدية في بناء منظومة مستدامة للبيئة والغذاء في إمارة دبي”
“نطمح إلى تأسيس أرضية مشتركة للانتقال إلى مرحلة الحلول والمعالجة للتحديات المؤثرة على سلامة الغذاء والأمن الغذائي العالمي وأبرزها تلك المتعلقة بالتغير المناخي”
3,000 من الخبراء المتخصصين والأكاديميين وجهات البحث العلمي والمنظمات والمؤسسات المحلية والإقليمية والعالمية العاملة في قطاع الأغذية
أكثر من 140 متحدثاً عبر ما يزيد عن 80 ورشة عمل وندوة وجلسات عمل تُناقش التقاطعات الهامة بين تغير المناخ وسلامة الأغذية
دبي، الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
انطلقت اليوم (الاثنين 11 ديسمبر) أعمال الدورة السابعة عشرة من مؤتمر دبي العالمي لسلامة الأغذية الذي تُنظمه بلدية دبي، تحت شعار “أثر التغير المناخي على سلامة الغذاء”، في مركز دبي التجاري العالمي ويستمر حتى 13 ديسمبر الجاري. وسيجمع المؤتمر ما يزيد عن 3,000 من الخبراء المتخصصين والأكاديميين وجهات البحث العلمي والمنظمات والمؤسسات المحلية والإقليمية والعالمية العاملة في قطاع الأغذية، لتبادل الخبرات والمعرفة والابتكارات ومناقشة أحدث التوجهات في مجال سلامة الغذاء والأمن الغذائي.
وسيُناقش أكثر من 140 متحدثاً عبر ما يزيد عن 80 ورشة عمل وندوة وجلسات عمل، التقاطعات الهامة بين تغير المناخ وسلامة الأغذية، وكيفية مواجهة التحديات المناخية المؤثرة على الأنظمة الغذائية والأمن الغذائي العالمي، ومناقشة الحلول التي تساعد على تحقيقه. كما سيسلط الضوء على أفضل الممارسات والفحوصات المخبرية، فضلاً عن أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات المستخدمة في هذا المجال الحيوي عالمياً.
ويأتي تنظيم البلدية للنسخة السابعة عشرة من الحدث بالتزامن مع مشاركتها في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “كوب28” (COP28) كشريكٍ استراتيجي للمسار، الذي شهد إطلاق البلدية حزمة من المشاريع النوعية التي تدعم الجهود المبذولة في مجال العمل المناخي وسلامة الغذاء، كذلك، كانت بلدية دبي قد قادت جهود استيفاء شروط السلامة خلال مؤتمر الأطراف “كوب28” (COP28)، ومن ضمنها سلامة الغذاء والإشراف على توصيل الأغذية وإعدادها وتقديمها في جميع المواقع، والعمل على جمع العينات من الأغذية لفحصها.
وأكد سعادة داوود الهاجري، مدير عام بلدية دبي، أن مؤتمر دبي العالمي لسلامة الأغذية يدعم عبر سمعته الدولية كأحد أكبر المؤتمرات في مجاله، نهج دولة الإمارات وتطلعاتها لتكون الأفضل عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051، ويعكس جهودها في دعم تحقيق الأمن الغذائي العالمي، مشيراً إلى الجهود التي تتبعها بلدية دبي لبناء منظومة مستدامة للبيئة والصحة والغذاء، وتعزيز استدامة قطاع الأغذية، عبر توفير سلاسل إمداد مرنة، ونظم غذائية مستدامة وآمنة وفق أعلى معايير السلامة عالمياً. ويأتي ذلك من حرصها على توفير أفضل مقومات الصحة والسلامة الغذائية وضمان تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي تعزيزاً لمستوى جَودة الحياة في الإمارة، وتماشياً مع مستهدفات “الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051″، و”استراتيجية الأمن الغذائي لإمارة دبي”.
وقال الهاجري: “ستُشكل الدورة السابعة عشرة انطلاقاً من شعارها “أثر التغير المناخي على سلامة الغذاء”، منصةً لمناقشة القضايا والتحديات المؤثرة على سلامة الغذاء والأمن الغذائي العالمي، وأبرزها تلك المتعلقة بالتغير المناخي وما لها من تأثير كبير على الأنظمة الغذائية واستدامتها، إضافةً إلى تأسيس أرضية صلبة تُساعد على الانتقال إلى مرحلة الحلول والمعالجة، تزامناً مع انعقاد أعمال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي (COP28) في دولة الإمارات العربية المتحدة في مدينة إكسبو دبي”.
وأوضح سعادته، أن المؤتمر يعكس التزام إمارة دبي ودولة الإمارات بتبني النظم الغذائية المستدامة، والجهود الحثيثة التي تدعو إلى التركيز على العمل الجماعي عالمياً والتعاون لإيجاد حلول مشتركة لتحديات سلامة الغذاء المرتبطة بالتغير المناخي.
نخبة من الجهات الإقليمية والعالمية
ويجمع المؤتمر نخبة من الجهات المحلية الإقليمية والعالمية للتباحث في الجوانب المتعلقة بأثر التغير المناخي على الأمن الغذائي واستدامته وسلامة الأغذية، أبرزها؛ وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية (ADAFSA)، الهيئة الخليجية للتقييس (GSO)، منظمة الزراعة والأغذية الفاو (FAO)، المبادرة الدولية لسلامة الأغذية (GFSI)، وزارة الزراعة الأمريكية (USDA)، إضافةً إلى الجمعية الدولية لحماية الأغذية (IAFP)، والمفوضية الدولية للمواصفات الميكروبية (ICMSF)، وهيئة الدستور الغذائي (Codex Aalimentarius)، ومختبرات كامبدن (Campden BRI). ويضم المؤتمر 12 جهة راعيةً و37 عارضاً من مختلف أنحاء العالم.
جلسات حوارية ونقاشية
ستستعرض الجهات المشاركة والخبراء والمختصين، أحدث التطورات والأبحاث في مجال سلامة الغذاء والأمن الغذائي، وأفضل الممارسات التي تعزز مفاهيم السلامة الغذائية، وسبل تحقيق التنمية المستدامة وضمان الأمن الغذائي العالمي. كما ستعقد جلسات حوارية تسلط الضوء على دور إمارة دبي كمركز عالمي للتجارة والابتكار، وتدعو للتعاون الدولي ومشاركة أفضل الممارسات والاستثمار في التقنيات المستدامة، إضافةً إلى جلسات حول الأمن الغذائي وتسهيل تجارة الأغذية، فضلاً عن جلسة للجمعية الدولية لحماية الأغذية، وجلسات حول اللحوم المُستزرعة ودورها في تحقيق التوازن بين الابتكار وسلامة الأغذية، وتخفيف الأعباء البيئية جراء إنتاج اللحوم عبر الطرق التقليدية.
كما ستَعقُد البلدية على هامش اليوم الختامي من المؤتمر، عدداً من الجلسات النقاشية وورش العمل المُتعلقة بمجال الصحة والسلامة العامة والمهنية، وصحة وجَودة وسلامة المياه، وجَودة الهواء الداخلي، وسلامة المنتجات الاستهلاكية، إضافةً إلى استضافة مُتحدثين من الخبراء والمتخصصين في مجالات الصحة العامة والسلامة.
“برنامج بلدية دبي للتميز في الأنظمة الغذائية”
وأعلنت البلدية عن إطلاق “برنامج بلدية دبي للتميز في الأنظمة الغذائية” (DM Food Elite)، الذي يهدف إلى تكريم المنشآت الغذائية المتميزة في تطبيق معايير السلامة الغذائية والتغذية، والاستدامة البيئية والمسؤولية المجتمعية والابتكار والرقمنة، تماشياً مع مبادرات الدولة في عام الاستدامة، وضمن جهود البلدية ومحاور عملها الاستراتيجية في بناء منظومة غذاء مستدامة، تضمن سلامة واستدامة الأنظمة الغذائية، وتجعل من دبي أكثر استدامةً كل يوم.
يذكر أن مؤتمر دبي العالمي لسلامة الأغذية حقق على مدار 16 عاماً نجاحاً متميزاً، ورسّخ سمعته كإحدى المنصات العالمية لتبادل الخبرات والمعرفة والابتكارات، ومناقشة التحديات التي تواجه قطاع الأغذية والسلامة الغذائية وسلاسل التوريد والإمداد والمتغيرات التي تؤثر على هذا القطاع الحيوي عالمياً.