بلدية دبي تحتفل باليوم العالمي للطيور المهاجرة 2021
دبي، الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
يحتفل العالم في التاسع من أكتوبر 2021 باليوم العالمي للطيور المهاجرة وفي إطار تعزيز دور بلدية دبي وسعيها للحفاظ على التنوع البيولوجي وعلى النظم البيئية في الإمارة ودورها الرائد في رفع الوعي البيئي لمجتمع الإمارة، تنظم إدارة البيئة ببلدية دبي احتفالاً بهذه المناسبة. يأتي الاحتفال هذا العام من خلال تنظيم برامج توعوية بطريقة شيقة وجذابه لجميع فئات المجتمع بهدف تثقيفهم حول أهمية الطيور المهاجرة وأنواعها المختلفة، التهديدات التي تواجهها وكيف يمكن للمجتمع المساهمة في التخفيف منها. تركز المناسبة العالمية هذا العام على ظاهرتَي «أصوات الطيور» و «رحلة الطيور» كوسيلة لإلهام الناس من جميع الفئات العمرية والتواصل معهم في رغبتهم المشتركة للاحتفال بالطيور المهاجرة والتوحد في جهد عالمي مشترك لحماية الطيور والموائل التي تحتاجها للبقاء على قيد الحياة.
يتمتع اليوم العالمي للطيور المهاجرة بانتشار عالمي، وهو أداة فعالة لتبادل أفضل الممارسات في المساهمة لحماية الطيور المهاجرة من التهديدات التي تواجهها خلال رحلتها للبحث عن الغذاء أو المناخ المعتدل أو هروباً من المفترسات.
الاحتفال بالمناسبة:
احتفالاً باليوم العالمي للطيور المهاجرة تنظم إدارة البيئة ببلدية دبي فعاليات بيئية متنوعة يوم السبت الموافق 9 أكتوبر 2021، في حديقة الخور – بوابة رقم 1، من الساعة 4 عصراً إلى 6 مساءً. تعد هذه المناسبة فرصة لجميع أفراد العائلة للمشاركة في الورش البيئية التي سيتم تقديمها بالتعاون مع شركات خاصة متنوعة وتتضمن الورش رسائل بيئية ذات ارتباط بالطيور المهاجرة وكيفية الحفاظ عليها. من أبرز الورش التعليمية الذي تقدمها إدارة البيئة هي كيفية صناعة أعشاش الطيور التي سيتمكن المشاركون من وضعها في منازلهم لجذب الطيور وبالتحديد الطيور المهاجرة التي ستتخذها كمكان للاستراحة قبل استكمال رحلتها. يمكن للجمهور الاستمتاع بتجارب مميزة منها التعرف على بعض الطيور الذي ستكون متواجدة في موقع الحدث مثل الصقور ويمكن للزوار التصوير معها مع ضرورة الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية خلال زيارتهم للفعالية. من أبرز المشاريع الذي سيتم عرضها للجمهور برنامج تتبع الطيور المهاجرة بالأقمار الصناعية حيث سيتم تركيب جهاز تتبع مزود بجهاز تحديد المواقع الذي يعمل بالأقمار الصناعية لمتابعة حركة الطائر من دون الحاجة إلى الإمساك به مرة أخرى ودراسة مسار هجرته مما يسهم في برامج حماية هذه الطيور وإدارتها السليمة. بالإضافة إلى ذلك سيتمكن الجميع من المشاركة في المسابقات البيئية المختلفة الذي سيتم تنظيمها وورشة اليوغا البيئية الذي سيتمكن المشاركين فيها من الاستمتاع بتغريد العصافير خلال ممارسة الرياضة. بالإضافة إلى ذلك سيتمكن هواة الفن من إبراز إبداعاتهم من خلال تلوين اللوحة البيئية الخاصة بالطيور المهاجرة والتي يصل طولها إلى 15متر والاطلاع على المعرض البيئي الفني الذي سيشارك فيه 15 فنان من جنسيات مختلفة لتجسيد أهمية الطيور من خلال لوحاتهم.
محميات دبي محطات استراحة الطيور المهاجرة:
هجرة الطيور معجزة طبيعية. تطير الطيور المهاجرة مئات وآلاف الكيلومترات للعثور على أفضل الظروف البيئية والموائل للتغذية والتكاثر وتربية صغارها. عندما تصبح الظروف في مواقع التكاثر غير موائمة، فقد حان الوقت للسفر إلى مناطق تكون فيها الظروف أفضل. إمارة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام تمثل موطناً رئيسياً للعديد من الطيور المهاجرة بسبب توفر الملاذ الآمن لهذه الطيور أثناء هجرتها. هذا كما تمثل الدولة احدى الاستراحات المفضلة لدى الكثير من الطيور المهاجرة بسبب وفرة مصادر الغذاء وتوفر المحميات الطبيعية داخل الدولة، هذا كما تعتبر المياه الضحلة الساحلية والممرات المائية الداخلية وأشجار القرم والمستنقعات المالحة من العناصر الأساسية المهمة للطيور التي تهرب من المناطق الجليدية المتجمدة من الجليد في القطبين الآسيوي وسيبيريا أثناء رحلة سعيها للبحث عن مناخ أكثر دفئًا في إفريقيا.
تستضيف الإمارات سنوياً أعداداً كبيرة من الطيور المهاجرة، بسبب موقعها وطبيعة مناخها إضافة إلى توفر الملاذات المناسبة للطيور حيث يتداخل فيها اثنان من المسارات الهامة لهجرة الطيور، مسار هجرة الطيور من شرق إفريقيا إلى غرب آسيا، ومسار آسيا الوسطى، فيما تزور طيور شمال أوروبا وآسيا الإمارات باعتبارها منطقة للتكاثر لتجنب الظروف المناخية القاسية بسبب البرد الشديد في مناطق التكاثر الشمالية والتي ترتبط بنقص الإمدادات الغذائية.
تشكل المحميات المتوزعة في مختلف مناطق إمارة دبي موائل مهمة لمئات الأنواع من الطيور المهاجرة سنوياً مثل طيور الغاق السوقطري، والنورس الأسخم، والخرشنة بيضاء الخد، والقطا المتوج، والقنبرة السوداء، والعصفور أصفر العنق، إضافة إلى الطيور الخواضة، والطيور الجارحة، مثل العقاب النساري والشاهين والعصافير الصغيرة، بالإضافة إلى أنواع من اللقلقيات، مثل الواق، ومالك الحزين، والفلامينغو التي تتواجد في المناطق الساحلية والمستنقعات، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من البط مثل الشرشير والخضاري وغيرهما.
توفر المحميات ملاذات آمنة تخفف الضغوط التي تتعرض لها الطيور المهاجرة وتوفر لها أقصى درجات الحماية في سبيل المحافظة على التنوع البيولوجي وتعزيز الاستدامة البيئية. تتواجد في إمارة دبي 8 محميات طبيعية كمناطق محمية للحفاظ على الحياة الفطرية داخل الإمارة، تغطي ما يقارب 1297.82 كم مربع وتمثل مختلف النظم الإيكولوجية -الموائل الصحراوية والبحرية والساحلية والجبلية والتي تعج بالعديد من أنواع النباتات والحيوانات والأسماك والطيور. كما تعد محمية رأس الخور للحياة الفطرية واحدة من تلك المناطق الرئيسة التي توفر مكانًا آمنًا للطيور المهاجرة والتي تحظى بأهمية إيكولوجية دولية بسبب تنوعها البيولوجي المنفرد.
تم تأسيس محمية رأس الخور للحياة البرية في العام 1985 وأعلنت بموجب الأمر المحلي رقم (2) لعام 1998 كمنطقة محمية. وفي ديسمبر 2003، أصدر صاحب السمو حاكم دبي القانون رقم 11 لعام 2003 لتحديد اللوائح المرتبطة بالمحميات الطبيعية.
وقد تم إضافة محمية رأس الخور إلى قائمة الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية بموجب اتفاقية رامسار في عام 2007، وبذلك أصبحت أول محمية طبيعية في دولة الإمارات العربية المتحدة يعترف بها عالميا حسب الاتفاقية. هذا كما تعد محمية رأس الخور مقصدا هاما للطيور للتكاثر والهجرة من قبل منظمة بيردلايف انترناشيونال.
أجمل ما يمكن رؤيته في محمية راس الخور للحياة الفطرية هي طيور الفنتير (الفلامينغو) بالأخص عندما تأتي هذه الطيور المهاجرة لقضاء الفترة ما بين الخريف والربيع، حيث يمكن رؤية عديد كبير من هذه الطيور فيها، وحتى عندما تعود أغلبها إلى وسط آسيا لقضاء أشهر الصيف، تبقى هنا مجموعة منها لتسكن هذه المنطقة طوال العام. تتميز المحمية بأشجار القرم المعروفة بالمنغروف. تلعب أشجار القرم دوراً رئيسياً في النظام البيئي لدولة الإمارات وتمثل موطناً للعديد من الكائنات الحية وللعديد من الطيور المقيمة والمهاجرة كما في محمية رأس الخور للحياة الفطرية. حيث تعيش مجموعة كبيرة ومتنوعة من الكائنات الحية وتتكاثر داخل النظام البيئي لأشجار القرم. لذا يعد الحفاظ على أشجار القرم ونموها أمرًا ضروريًا للحفاظ على تلك الكائنات الحية وخصوصاً الطيور المقيمة والمهاجرة بسبب كونها توفر ملاذاً آمناً للحياة والتكاثر يتوفر فيه مصادر الغذاء من أسماك صغيرة ورخويات.
بدورها تستضيف محمية رأس الخور في دبي سنوياً آلاف الطيور المهاجرة التي تقيم بشكل مؤقت على ضفاف المسطحات المالحة والمسطحات الطينية وأشجار القرم والمستنقعات التي تنتشر بكثافة فيها. وتضم المحمية مئات الأنواع من الطيور، وتمتاز بثراء وتنوع الحياة النباتية والفطرية، وخاصة الطيور البحرية المتعددة الأنواع والأشكال ومنها طيور “النحام” أو”الفلامنجو” الذي يهاجر إلى الإمارات مع بداية فصل الشتاء ويكثر في يناير، ويفضل المياه الضحلة.
كما أيضاّ تستقبل محمية المرموم الصحراوية العديد من الطيور المهاجرة، بمساحة تزيد على 40 هكتاراً من الشجيرات البكر، حيث تضم أيضاً 204 نوعاً من الطيور المحلية و158 نوعاً من الطيور المهاجرة، وتعتبر محمية المرموم أول محمية صحراوية غير مسورة بالدولة مفتوحة للجمهور تدمج بين مفاهيم السياحة البيئية وحماية الطبيعة يوجد في محمية المرموم الصحراوية أعلى تجمّع لطيور النحام الكبير«الفنتير- الفلامنجو» في منطقة صحراوية بتعداد يصل إلى 500- 2000 طائر. وتوجد بالمحمية 8 أبراج لمشاهدة الطيور موزعة في مناطق البحيرات بالمحمية، والتي تضم الآلاف من الطيور المهاجرة والمحلية لمحبي وهواة مشاهدة الطيور، وتتنوع أشكال الأبراج المستوحى تصميمها من أعشاش الطيور البرية بالمحمية منها منصة «عش الطير» ومنصة «الشرنقة». كما تم بناء منصة مراقبة للطيور على شكل الأشرطة المتشابكة.