دبي، الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
قامت بلدية دبي بتنظيم ندوة افتراضية تحت شعار “التعافي الأخضر”، وذلك تزامناً مع احتفال دولة الامارات في اليوم الرابع من فبراير من كل عام بمناسبة يوم البيئة الوطني، وشهدت الندوة حضور مجموعة من المشاركين على الصعيد المحلي والعربي والعالمي، تم خلال الندوة تسليط الضوء على مفهوم التعافي الاخضر وتجربة الدول المشاركة بالتعافي الأخضر وكيفية الاستفادة من تجربة كل بلد، بالإضافة إلى عرض الأفلام الخاصة بمجال البيئة والتي تستعرض مفاهيم التعافي البيئي.
وتعاونت بلدية دبي مع عدد من الجهات لإثراء محتوى الندوة والاطلاع على أفضل الممارسات التي تقوم بها مختلف الجهات في سبيل المحافظة على البيئة ومشاركتهم الإيجابية في حمايتها، حيث شاركت هيئة البيئة بأبوظبي من خلال عرض يركز على استخدام الطاقة المتجددة في قطاعي المياه والزراعة في دولة الإمارات، وقدمت شبكة بيئة أبوظبي محاضرة حول البصمة الكربونية والتغير المناخي، كما قام مركز البيئة والمدن العربية بعرض تجربة تطبيق برامج منظمة التعليم البيئي والعلم الازرق والتي تروج لنمط العيش المستدام وطرح مبادرات الحفاظ على الموارد الطبيعية، وعلى أهمية تأسيس وممارسة تعليم بيئي وسياسات استدامة إيجابية، بالإضافة إلى مشاركة مجموعة الإمارات للبيئة حول البصمة الكربونية وتأثيرها على التغير المناخي في دولة الإمارات، وتنوعت مشاركة الجهات من الدول المجاورة مثل مشاركة جامعة الخليج العربي بالبحرين حول تأثير الجائحة على قطاع المياه في دول مجلس التعاون، وتركيز المنتدى العربي للمدن الذكية بالأردن على التعافي الأخضر والتغير المناخي، كما تم عرض الاستراتيجية الأردنية للتعافي الأخضر من قبل مشاريع الريادة الخضراء بالأردن، واختتمت الندوة بجلسة حوارية تحت عنوان “مقارنات في التعافي الأخضر حول العالم” أدارتها بلدية دبي بالتعاون مع جامعة أخن بألمانيا.
كما تم خلال الندوة طرح مجموعة من التوصيات للمحافظة على التعافي الأخضر وتحقيق الاستدامة للاقتصاد والاستخدام الفعّال للموارد الطبيعة، وامتداداً للاحتفال بهذا اليوم المهم في الأجندة البيئية المحلية، قامت بلدية دبي بالتعاون مع فندق أتلانتس بإطلاق عشرة من أسماك قرش السجاد العربي (اليريور) Arabian carpet shark في محمية جبل علي للحياة الفطرية، حيث تم تربية هذه الأسماك في مربى فندق أتلانتس بقصد إطلاقها في البيئة البحرية للمساهمة في الحفاظ عليها وتكاثرها.
وتحت شعار التعافي الأخضر يأتي الاحتفال بهذا اليوم، من خلال تبنى حزمة واسعة من السياسات والتدابير في مجال القدرة على تحقيق التعافي الأخضر، فقد تبنت دولة الامارات العربية المتحدة نهجاً يقوم على الموازنة بين متطلبات التنمية واستدامة الموارد البيئية، وهو ما مكنها من أن تضع قدماً ثابتة على طريق التنمية المستدامة، وذلك عبر اقرار حزمة من السياسات والتدابير مثل سياسة التنويع الاقتصادي للانتقال من اقتصاد قائم على النفط الى اقتصاد متنوع ومستدام قائم على المعرفة والابتكار، بما فيه الاقتصاد الاخضر وسياسة تنويع مصادر الطاقة عبر تبني طاقة جديدة ونظيفة والسياسية العامة للبيئية وسياسة التخطيط الحضري لضمان بيئة مستدامة وسياسة الامن الغذائي وسياسية حماية النظم البيئية والموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي، وأخيراً سياسة التغيرات المناخية والتكيف معها.
والجدير بالذكر أنه في إطار جهود بلدية دبي نحو تحقيق المؤشر الوطني لجودة الهواء 90%، أطلقت البلدية في العام 2017 وبالتنسيق مع الأمانة العامة للمجلس التنفيذي، أول استراتيجية متكاملة للحفاظ على جودة الهواء بمدينة دبي، برؤية مستقبلية نحو تحقيق المؤشر الوطني لجودة الهواء، حيث شكلت الاستراتيجية إطار عمل وثيق بين كافة الشركاء الاستراتيجيين في القطاعين الحكومي والخاص يعمل على توحيد كافة الجهود.
وقد تضمنت الاستراتيجية مؤشرات أداء ذكية لخفض انبعاثات الهواء بإطار زمني محدد وذلك لكافة القطاعات ذات العلاقة (قطاع إنتاج الطاقة، قطاع النقل (البري، الجوي، البحري) وقطاع الصناعة)، ويتم تقييم نسب تحقيقها سنوياً من قبل الدائرة، بتنسيق مباشر مع المعنيين لدى القطاعات المختلفة، ونتج عن تنفيذ الاستراتيجية حزمة من المبادرات النوعية لخفض انبعاثات الهواء والتي تدعم كل من المسيرة التنموية والبيئية للإمارة، مما أثمر عن تحسن ملحوظ بقطاع جودة الهواء بالإمارة.
كما أطلقت بلدية دبي استراتيجية التكيف مع التغير المناخي، التي تهدف إلى وضع خطة استباقية طويلة المدى لضمان جاهزية القطاعات ذات الصلة وتكييفها مع التغيرات المناخية المستقبلية، حيث تضمنت الاستراتيجية تحليل وتقييم فني للوضع الحالي والمستقبلي للتغيرات المناخية على عدة قطاعات مثل: قطاع الطاقة والمياه، البنية التحتية، الغذاء، التنوع الإحيائي، المنطقة الساحلية، جودة الهواء، الصحة العامة، وقطاع تطوير الأعمال والسياحة وغيرها من القطاعات الأخرى ذات العلاقة، وقد أثمر عنها حزمة من المبادرات الاستراتيجية والخطط المستقبلية من قبل كافة القطاعات بما يعزز من كفاءة عملياتهم التشغيلية ويدعم تحقيق أهداف استراتيجية التكيف مع التغير المناخي بإمارة دبي.