تعاونية الاتحاد رصدت ما يقارب المليار درهم لمواجهة تداعيات الجائحة من خلال العقود والامتيازات
نموذج للتعامل الناجح مع جائحة كورونا
دبي، الإمارات العربية المتحدة
خالد حميد بن ذيبان الفلاسي
فرضت جائحة كورونا على العالم قوانين جديدة ومتغيرات سريعة جداً، أثرت بشكل كبير على القطاعات كافة دون استثناء وعلى المجتمع، كما غيرت الثقافة والأنماط السلوكية باختلافها (الإقتصادية، الإجتماعية، الثقافية، والسياسية …إلخ) لأفراد المجتمع، مما زاد التحديات التي تواجه الدول والشركات والمؤسسات وأجبرتها على تعديل خططها للبقاء وكانت مسؤولية التعاونية منذ اليوم الأول للجائحة ليس فقط بقائها بل تسخير كافة إمكانياتها للمحافظة على المجتمع والاقتصاد مما كان له مسؤولية أكبر من المحافظة على مكانتها.
منذ بداية الجائحة بذلت تعاونية الاتحاد قصارى جهدها ووائمة خططها الاستراتيجية مع المعطيات والمتغيرات في السوق المحلي والعالمي، كما أسهمت مع الجهات المعنية في الدولة بشكل فعال في كبح انتشار فايروس كورونا في الدولة إلى جانب تقديمها الدعم المادي حيث ابرمت تعاونية الاتحاد عقوداً بأكثر من 400 مليون درهم كما خصصت مبلغ 40 مليون درهم لدعم الأسعار حيث قامت بشراء المنتجات بسعر أعلى وبيعها بسعر ما قبل الجائحة وذلك لاستقرار الأسعار اثناء الجائحة، كما خصصت 12 مليون درهم لدعم عروض المنتجات الأساسية في جميع فروعها ومراكزها التجارية كي يسهل وتوفيرها للمستهلك وعرضها من قبل المورد، كما دعمت المستثمرين بمبلغ 28 مليون درهم.
أما الدعم المعنوية فيتمثل في العمل الميداني وتقسيم فرق العمل لثلاثة مجموعات تعمل على مدار الساعة حفاظاً على سلامة الموظفين والمستهلكين تماشياً مع الإجراءات الوقائية والإحترازية، إضافة إلى تعقيم المكاتب ومساكن العمال بشكل دوري وتوفير الكمامات والقفازات للموظفين بشكل دوري وبالمجان، كما أطلقت حملة ( لنتغلب على فيروس كورونا ) والعديد من الحملات التوعوية بالشراكة مع الجهات الحكومية في الدولة و حملة تعقيم المنتجات في كافة الأفرع والمستودعات وعربات التسوق والمكاتب وسكن العمال ومركبات التوريد والتوصيل وتوفير القفازات للمتسوقين بالمجان وغيرها.
وفي مجال تخفيض أسعار السلع خلال جائحة كورونا، نفذت 101 حملة تخفيضات حتى نهاية 2020 وصلت نسبة التخفيضات فيها لغاية 90% ورصدت نحو 150 مليون درهم لتخفيض أسعار أكثر من 25 ألف سلعة غذائية واستهلاكية أساسية وغيرها خلال شهر رمضان “مكررة لعدد 5 حملات”، حرصاً من التعاونية على إطلاق مبادرات اجتماعية واقتصادية تهدف لإسعاد أفراد المجتمع والتخفيف عنهم من خلال تنفيذ برامج تسوق جذابة وذات قيمة عالية تعود بالفائدة على المتسوقين. إيماناً من التعاونية بأن الإقتصاد والمجتمع كيان واحد، فلا يوجد عمل إجتماعي وعمل إقتصادي منفصلان عن بعضهما البعض، فالكيانات المتميزة إقتصادياً هي كيانات متميزة إجتماعياً والعكس صحيح.
و خلال الجائحة حافظت تعاونية الاتحاد على مخزونها الاستراتيجي الذي تبلغ قيمته قرابة مليار درهم ويكفي لتغذية سوق الإمارة لمدة تصل إلى أكثر من 4 أشهر خلالها يتم تغذية الأسواق المجاورة من خلال سوق دبي، كما تمتلك أحد أكبر المستودعات الغذائية وغير الغذائية في الشرق الأوسط في حين يتجاوز إجمالي مساحات المستودعات والمخازن لفروعها 424,442 قدماً مربعاً، وتم تجهيز هذه المستودعات بأفضل التقنيات الحديثة بما يؤهلها للتعامل مع المخزون الكبير من السلع، وحالياً تواصل التعاونية العمل بشكل مستمر في ظل هذه الجائحة لتوفير المنتجات والسلع لكافة شرائح المجتمع إلى جانب عملها على توفير مخزون غذائي مستدام يسهم في الحفاظ على استقرار الاسواق والاسعار .
وفي النهاية نؤمن في تعاونية الاتحاد بأن الازمات تخلق الفرص حيث تم الاستمرار في المشاريع التوسعية بما يعادل ضعف المساحات الحالية والانتشار رغم الجائحة وعملنا بشكل كبير على تطوير خدماتنا ومتجرنا الإلكتروني ودعمنا قطاع التجارة الالكترونية، حيث أن التخطيط السليم والتعامل مع المتغيرات بشكل سلس وسهل يسهم بتخطي الصعاب وتذليلها.