تنافس 10 متسابقات في ثالث أيام مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك للقرآن الكريم
دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
شهدت فعاليات اليوم الثالث لمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم لدورتها السابعة التي تقام بقاعة ندوة الثقافة والعلوم بمنطقة الممزر بدبي، منافسة قوية بمشاركة 10 متسابقات أمام لجنة التحكيم الدولية بمتابعة وحضور المستشار إبراهيم محمد بوملحه مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وأعضاء اللجنة المنظمة وأولياء أمور المتسابقات والحضور متابعي المسابقات القرآنية، وقد تقدمت أمام لجنة التحكيم في الفترة الصباحية كل من ملاك بنت نزار الحشيشة من تونس وتتسابق في الحفظ برواية قالون، فيما يتسابق في الحفظ برواية حفص كل من المتسابقات فاطمة محمد من نيجيريا، ياسمينة داكساغا من بوركينا فاسو، أم كلثوم يونساوا من طاجيكستان، وعديلة بنت أبو الهدى من سريلانكا، كما تسابق في الفترة المسائية في الحفظ برواية حفص كل من زهيرة محمد عبدالله من الصومال، مصلحة جمال الدين من إندونيسيا، حوى باه من غامبيا، حواء عبدالرءوف يعقوب من إفريقيا الوسطى، ونسيبة حق فائزة من بنجلاديش.
وعلى هامش فعاليات المسابقة الدولية، قامت المشاركات في المسابقة ومرافقيهن بزيارة إلى متحف “السلام عليك أيّها النبي” أحد فروع وأنشطة الجائزة الذي يُحاكي التاريخ العلمي المحسوس لسيرة النبي الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم عبر بناء نماذج فنيّة لكل المواد المحسوسة الواردة في القرآن والسنة النبوية المشرفة، ويهدف المتحف إلى تكوين بيئة محاكاة لما ورد في التاريخ الإسلامي، مع توفير أفلام علمية شارحة، مع عناية ظاهرة بأسس وجماليات العمارة الإسلامية منذ العهد النبوي في مكة المكرمة والمدينة المنورة، مما أدهش المتسابقات والزائرين وأثار فضولهم وتعرفهم على هذا الإنجاز والتميز العلمي الذي يخدم السيرة النبوية والحضارة الإسلامية وطلاب العلم.
وأشاد فضيلة الشيخ سجاد بن مصطفى كمال الحسن عضو لجنة التحكيم من السعودية بما تبذله اللجنة المنظمة برئاسة المستشار إبراهيم محمد بوملحه وأعضاء اللجنة من جهود كبيرة كفيلة بنجاح مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للإناث في الدورة السابعة والتي تربعت على عرش المسابقات القرآنية العالمية، وتميز كافة مسابقات وفروع الجائزة التي أصبحت محل تقدير واهتمام حفظة وحافظات كتاب الله في أنحاء العالم الذين يحلمون بالمشاركة فيها وتمثيل بلادهم.
وأشار فضيلة الشيخ وليد حسن علي جناحي عضو لجنة التحكيم من البحرين إلى النجاح الكبير لمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم ومسابقات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم التي يتابعها المسلمون وحفظة كتاب الله في أنحاء العالم ويحرصون على المشاركة بها لما يجدونه من اهتمام كبير وتميز وخدمات لكتاب الله وحفظته، ولا عجب في ذلك كعهدنا بدولة الإمارات التي تولي اهتمامها بتحفيظ كتاب الله ورعاية حفظته انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم “خيركم من تعلم القرآن وعلمه” وجزا الله القائمين عليها خير الجزاء.
اللقاءات :
قالت المتسابقة ملاك بنت نزار الحشيشة ممثلة تونس، والبالغة من العمر تسعة عشر سنة، بأنها طالبة في السنة الثانية اختصاص قرآن وحديث بجامعة الزيتونة: بدأت بحفظ القرآن الكريم بسن الثالثة، وكانت أمي وجدّي يساعدانني على الحفظ بالسماع، لأنه في ذلك الوقت لم يكن هناك مصاحف خاصة بالمكفوفين، ولما كبرت وتوفرت المصاحف الخاصة درست على شيخ، واعتمدت على نفسي في الحفظ. ولعلّ أهم الصعوبات التي واجهتني قلة المشايخ الذين يقرؤون برواية قالون، وكذلك قلة التسجيلات المتوفرة في هذه القراءة، لأنّ قراءة قالون ليست كرواية حفص فيها تسجيلات كثيرة، وهناك قرّاء كثيرون يقرؤون بها. فكنت في البداية فقط أستمع إلى قراءة أمي حتى وجدت تسجيلا برواية قالون. وختمت حفظي للقرآن الكريم بعمر الحادية عشر. وهذه أول مسابقة دولية أشارك فيها. وأجمل نصيحة أقدّمها للجميع تذكيرهم بأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يترك خيرا إلى ودلّنا عليه، وإنّ أهم الخيرات التي دلّنا عليها اغتنام أوقات الفراغ، والإنسان يندم على الوقت الذي أضاعه، والمشكلة ليس مشكلة وقت وإنما مشكلة عزيمة، أيضا. لأنّ القرآن هو نور الله يقذفه في قلب من يشاء، وتوكّل على الله، ثم عزم على الحفظ، ولو كانت الكمية قليلة، لأنك بعد فترة ستجد أنك حفظت الكثير. ثم إني منذ حفظت القرآن شعرت أنّ علوم القرآن أصبحت هاجسي، فالتحقت بجامعة الزيتونة، ووجدت قليلا من الصعوبات، لأنّ الأساتذة لا يستطيعون توفير الدروس بطريقة برايل، لذلك أجتهد في تحويل الدروس إلى طريقة وورد، عن طريق تطبيق صوتي، لأن الأجهزة الخاصة بذلك متوفرة ولكنها باهضة الثمن، ولا يستطيع عامة الناس الحصول عليها. وختامًا، أحمد الله أني هنا، وهو شرف كبير لي، أن أشارك في هي المسابقة الدولية الكبيرة، والمتسابقات من كل دول العالم، وأتعرف فيها على حملة القرآن من جميع أقطار العالم، وأشكر الله ثم أشكركم على هذا الجمع الطيب، وعلى التنظيمات العالية، وعلى حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة منذ وصولنا إلى المطار.
أمّا المتسابقة فاطمة محمد ممثلة دولة نيجيريا، فحاصلة على الدبلومة في اللغة العربية، بدأت حفظ القرآن الكريم بسن التاسعة، وختمته في السادسة عشر. شجّعها والداها على حفظ القرآن الكريم، ولديها عشرة إخوة، تحفظ أخت منهم القرآن أيضًا. هذه أول مشاركة لها في مسابقة دولية. وعن طريقة حفظها قالت: عندما بدأت كان الحفظ صعبا لأني بدأت من فاتحة الكتاب، وكان المعلم يقرأ عدة مرات ونحن نعيد وراءه، حتى وصلت إلى سورة النساء وصرت أقرأ وحدي، وأحفظ بمعدل خمسة أوجه في اليوم. أحببت حفظ القرآن لأنه واجب على كل من وجد الفرصة، ولأنه كلام الله عز وجل، وإنه سيأتي شفيعا لقارئه يوم القيامة. بارك الله لكم وجزاكم خير الجزاء، وشكرا لكم على الإقامة الطيبة.
فيما قالت المتسابة أم كلثوم يونسارا ممثلة طاجاكستان، والبالغة من العمر أربعة عشر عاما، أنها بدأت حفظ القرآن الكريم بعمر السابعة وختمته في سنة ونصف، شجّعها والدها على حفظ القرآن الكريم، ولديها أخ حافظ أيضا. لم تشارك في مسابقات قرآنية من قبل، وهذه أول مسابقة تشارك فيها. ولعل أهم الصعوبات التي واجهتها أنه لا توجد مراكز تحفيظ للقرآن في منطقتها لذلك اضطرّت إلى حفظه في البيت، لأنّ حفظ القرآن عمل عظيم في الدنيا والآخرة، ويرجى من الشباب والشابات القيام به. كما تشكر القائمين على الجائزة على الاستضافة، وخدمة القرآن الكريم.
كما ذكرت المتسابقة زهيرة محمد عبد الله ممثلة الصومال أنها تدرس في الصف السابع في معهد للعلوم الشرعية واللغة العربية، بدأت حفظ القرآن بسن الثامنة، وختمته في سنتين، والدها ووالدتها حافظان للقرآن الكريم، ولديها ثمانية إخوة يحفظ اثنان منهما القرآن كاملا. شاركت في مسابقات محلية كثيرة، آخرها كان في رمضان الماضي إذ كانت الجوائز مخصصة لعشرة ذكور فقط، وقاموا بإضافتها وحدها ممثلة لفئة الإناث ضمن أسماء الفائزين. وكانت أول بنت تفوز في هذه المسابقة المخصصة للذكور. وعن حفظها قالت: كنت أحفظ صفحتين في اليوم، والآن أراجع مع أبي خمسة أجزاء: ثلاثة أجزاء في الصباح، وجزآن بعد المغرب. وفي الختام أشكر الله تبارك وتعالى الذي مكّنني أن أشارك في هذه المسابقة الدولية: مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك حفظها الله ورعاها، ثم أشكر دولة الإمارات وحكومة دبي وأسأل الله تبارك وتعالى أن يظلّلها بالأمن والسلام. كما أشكر لجنة المسابقة من العلماء الأفاضل، وفريق الإعلام والفنيين. كما أشكر معلّمي الفاضل الذي علّمني كتاب الله تعالى، ولا أنسى فضل أبي وأمي اللذان ساعداني في حفظ الكتاب، فجزاهم جميعا خير الجزاء.
أمّا المتسابقة حواء عبد الرؤوف يعقوب ممثلة أفريقيا الوسطى، فهي مدرّسة في مدرسة للتحفيظ، بدأت حفظ القرآن الكريم بعمر السابعة عشر وختمته في العشرين. هذه أول مسابقة دولية تشارك فيها، حفظت القرآن الكريم على اللوح، وكانت تكتب في اليوم وجهين ثم تسمع ما حفظت. أمّا المراجعة بعد الحفظ فهي تراجع بين خمسة إلى عشرة أجزاء في اليوم، تقول: إنّ القرآن شيء عظيم، وأريد من البنات أن يهتموا بحفظه، وأنا أحاول أن أجتهد بأن يكون طلابي حفاظا متقنين حتى يشاركوا في هذه المسابقة. كما أشكر الله سبحانه وتعالى، وأشكر الجميع على اجتهادهم حتى يصلوا إلى هذه المرحلة من التنظيم، وأسأل الله أن يحفظهم من كل شر، وأن يدخلهم جنة الفردوس.
وذكرت المتسابقة نسيبة حق فائزة ممثلة بنغلادش، والبالغة من العمر أربعة عشر سنة، أنها تدرس في الصف الثالث من التعليم المتوسط، بدأت حفظ القرآن الكريم بسن العاشرة، وختمته في سنتين ونصف. شجّعها والدها الذي يعمل إماما مسجد على حفظ القرآن الكريم، كما أن لديها أختان تحفظ واحدة منهما القرآن كاملا أيضا. قالت: أحمد الله حمدا كثيرا، وأشكره أن وفّقني للمشاركة في مسابقة الشيخة فاطمة، وأشكر القائمين على هذه المسابقة، كما أشكر والديّ وأساتذتي، وأسأل الله العظيم أن يجعلني من الفائزين، والله الموفّق والمعين.