تواصل فعاليات مسابقة دبي للقرآن بتنافس 7 متسابقين في اليوم السابع للدورة “27”
دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
تواصلت فعاليات مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم ليومها السابع في قاعة ندوة الثقافة والعلوم بمنطقة الممزر بدبي بمشاركة 7 متسابقين، بحضور أعضاء اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وعدد من المسؤولين ورعاة اليوم السابع القيادة العامة لشرطة دبي ومجموعة السركال، وأعضاء السلك القنصلي والجمهور المتابع للفعاليات، وقد تسابق في الحفظ أمام لجنة التحكيم الدولية برواية حفص عن عاصم كل من: عبيد الله أبوبكر أنجو من النيجر، ومحمد شفاعت عالم الشافعي من إسبانيا، وسلمان علي ورسام من الولايات المتحدة، وغلام إلياس شوهان فيلاريال من بنما، وإلياس أبوبكر من غانا، كما تسابق أطول عمرو جيه المختار من موريتانيا في الحفظ برواية قالون، وإدريس محمد زين الطاهر من إفريقيا الوسطى برواية ورش عن نافع، وأكد المتسابقون قوة التنافس الشريف وتقارب المستويات بين المتسابقين وأن المسابقة تحفز على مواصلة الحفظ ومراجعة كتاب الله الكريم وتعليمه وتدبره عملا بقوله صلى الله عليه وسلم “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”.
وقام المتسابقون المشاركون في الدورة 27 للجائزة بزيارة مميزة إلى برواز دبي، وتمت مشاهدة دبي بين الماضي والحاضر والمستقبل، وتسليط الضوء على مسيرة تطور دبي منذ أيامها البدائية إلى ما أصبحت عليه اليوم كواحدة من أهم المدن العالمية، ورمزاً للتقدم التكنولوجي، وكأبرز المراكز العالمية للابتكار والتطور.
وقال سعادة اللواء أحمد محمد رفيع مساعد القائد العام لشؤون الإدارة بشرطة دبي تتشرف شرطة دبي برعاية مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم منذ انطلاقها وحتى الدورة 27 كشراكة مستديمة، ونفخر بأننا من أوائل رعاة هذه الجائزة القرآنية المباركة التي تطورت لخدمة كتاب الله وتقدم فعالياتها في المسابقات المحلية والدولية طوال العام وتتصدرها مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم التي تعتبر تعبيراً صادقاً عن اهتمام دولة الإمارات بكتاب الله، وقد حققت مسابقات دبي الدولية نجاحها بمشاركة خيرة حفظة كتاب الله من أنحاء العالم، وتفردها وتميزها على المستوى الدولي بفضل الله تعالى ثم برعاية ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، راعي الجائزة وجهود رئيس وأعضاء اللجنة المنظمة جزاهم الله عنها خيرا.
وقال فضيلة الدكتور عبدالله محمد الأنصاري عضو لجنة التحكيم الدولية من الإمارات: إن تميز مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم ومسابقات الجائزة المحلية والدولية يشير إلى الجهود الكبيرة للجنة المنظمة للجائزة الساعية دائما إلى تحقيق النجاح المتواصل في خدمة كتاب الله وحفظه وتجويده حيث تستقطب مسابقات الجائزة الدولية خيرة حفظة وحافظات كتاب الله من أنحاء العالم، وأثمن جهود لجنة تحكيم المسابقة المبدئية في دورها الكبير بألا يمر من اختبارها إلا الحفظة المتمكنين في جودة الحفظ والتلاوة ومعرفة الأحكام وحتى لا يمتثل أمام اللجنة الدولية إلا المتميزين المرشحين للمسابقة مما يؤكد قوتها وتقارب مستويات المتسابقين وقلة الأخطاء، وقدم فضيلته الشكر للجنة المنظمة للجائزة على جهودهم الكبيرة لخدمة كتاب الله، ومثمنا رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ـ رعاه الله ـ لهذه الجائزة المباركة وفروعها، وهذا الحصاد المتميز الذي نشهده للمسابقة الدولية وحتى هذه الدورة السابعة والعشرين وحرص ودعم سموه اللامحدود على خدمة كتاب الله وحفظته على المستويين المحلي والدولي.
كما قال سعادة محمد المحبوبي المستشار بالسفارة الموريتانية بأبوظبي إن بلاده تحرص على المشاركة في مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم من انطلاقها قبل 27 وترشح لها أفضل المتسابقين الحافظين للقرآن لتمثيلها التمثيل المشرف، ونحرص على حضور فعاليات المسابقة لمؤازرة متسابقينا ونتشرف بالتواجد دائما في هذه الأجواء الروحانية العامرة بتلاوات القرآن الكريم، كما يتابع الشعب الموريتاني كافة مسابقات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، ولطالما كانت المشاركة في هذه المسابقة المباركة حلما يراود كل حافظ لكتاب الله في بلادنا وفي بلاد المسلمين لما لهذه المسابقة من مكانة دولية، وحققت نجاحا كبيرا وسمعة طيبة وتميزا في الرعاية وحسن التنظيم وحجم الجوائز للفائزين فيها مما جعلها تتربع على عرش المسابقات الدولية، ونحن نشكر اللجنة المنظمة والقائمين على المسابقة لتقديمهم الرعاية والراحة الكاملة والحفاوة البالغة للمتسابقين والضيوف وحسن استقبالهم.
ذكر المتسابق عُبيد الله بوبكر أنجو ممثل النيجر أنه يحرص منذ ختم حفظ القرآن الكريم كاملا على المشاركة في المسابقات القرآنية، وقد شارك في العديد من المسابقات القرآنية المحلية والدولية، وأحرز فيها جميعا على المركز الأول، منها: مسابقة كينيا سنة 2023م، ومسابقة مصر سنة 2024م، ومسابقة تنزانيا، والسنغال، وإن حصوله على المركز الأول في أول مسابقة في بلده جعله يُرشح لكل مسابقة قرآنية تنظم لتمثيل بلاده، وقال: لقد تأخرت في الدراسة بسبب تقديم حفظ القرآن الكريم على أي أمر آخر، وهو سر نجاحي وتفوقي دائما، حتى أني لا زلت أتابع دراستي في التعليم الثانوي في السنة الثانية رغم أني بلغت من العمر خمسة وعشرين سنة، وهي السن المسموح به للمشاركة في مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم التي حرصت على المشاركة فيها منذ البداية لكني تركتها لتكون آخر مسابقة لي، وحتى أكون قد تمكّنت من تثبيت حفظي من ناحية، ومن امتلاك خبرة جيدة بالمسابقات القرآنية الدولية. أما عن حفظي للقرآن الكريم فقد بدأته صغيرا بسن السادسة، وبتوجيه من والدي الحافظ، وكذلك حرص واهتمام كبيرين منه، وختمته بسن الثامنة عشر، وحاليا أعمل إمام مسجد، وكذلك مدرسا للقرآن فيه.
وقدم المتسابق محمد شفاعت عالم شافعي ممثل إسبانيا أنموذجا جميلا للجمع بين مختلف مدارس حفظ القرآن الكريم ونقل تجربة تميزة عن غنى البلاد الإسلامية بالأساليب المختلفة المعدة لتحفيظ القرآن الكريم، ذلك أن محمد ولد في إسبانيا ثم عاد به والداه إلى بنغلادش حيث تدرج في الحفظ من النورانية إلى القرآن الكريم، وعندما انتهى من التعليم الثانوي انتقل مع أسرته إلى مصر وتعلم اللغة العربية، ومنها انتقل للدراسة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة 2019م، في تخصص القرآن الكريم. وهو حاليا في السنة الأخير منها. قال: إن الانتقال في الحفظ من بلد إلى بلد يعني جمع أكثر من طريقة أولا لحفظه ثم لتثبيته، ذلك أن الحفظ في بنغلاديش كان مكثفا، فقد كنت أدرس القرآن منذ الصباح حتى المساء، وأقضي كل الوقت بين حفظه ومراجعته، أما في مصر فكان مريحا، وكنت أذهب في الوقت الذي يناسبني لحلقة التحفيظ، أما في المدينة المنورة فقد ارتبط بدراسة البكالوريوس في تخصص القرآن الكريم، وتخصص الفترة الصباحية للدروس في الجامعة، أما الفترة المسائي فمخصصة للحلقات في المسجد النبوي. شاركت في مسابقة الملك عبد العزيز سنة 2022م، وإن قصتي للمشاركة في مسابقة دبي بدأت منذ سنة 2007م، ذلك أن الفائز بالمركز الأول في دورة هذه السنة كان زميلا لي، وقد حدثني عن المسابقة وتمنيت المشاركة فيها، وبقيت حلما بعيد التحقق إلى أن زرت مجمع القرآن الكريم في الشارقة قبل سنيتن، والتقيت فيه بأحد المتسابقين الذي أعطاني رقم الجائزة، وتواصلت معهم وساعدوني للتقديم للمشاركة. وإن هذه السنة هي آخر فرصة لي للمشاركة فيها لأن عمري صار خمسة وعشرين سنة، لذلك فإن سعادتي لا توصف الآن بكوني مشاركا في الدورة السابعة والعشرين لهذه الجائزة العريقة، وممثلا لبلدي في حفظ القرآن الكريم.
وذكر المتسابق إطول عمرو اجيه المختار ممثل موريتانيا، والبالغ من العمر ثمانية عشر سنة، إنه من أسرة حافظة لكتاب الله، فوالداه حافظان، وإخوته السبعة جميعهم حفظة لكتاب الله. وقال: حدثني والدي أني منذ صغري كنت أبحث في القنوات، وأتابع القراء، وحفظت كثيرا من القرآن الكريم بالسماع قبل أن أكتب. بدأت الحفظ بعمر الرابعة والنصف على والدي، ولما أكملت سبعة أحزاب ذهب بي إلى المحبرة حيث حفظت القرآن كاملا، وأخذت إجازة بذلك. وعندي الآن ثلاث قراءات: حفص، وورش بطريقتيه، وقالون كذلك. شاركت في مسابقة الملك محمد السادس التي نظمت عبر منصة زوم إثر جائحة كورونا، إلى جانب العديد من المشاركات في المسابقات المحلية في بلدي. وأطمح لاستكمال دراستي للقرآن الكريم وعلومه، وقراءاته.
أما المتسابق أبو بكر إلياس ممثل غينيا، فقد أمضى عمره في حفظ القرآن الكريم ومراجعته، وترك أسرته وتحدى ظروف حياته وصعوباتها لتعلمه، ولم يلتحق بالمدرسة النظامية إلا بعد أن ختمه. قال: بدأت حفظ القرآن بعمر الخامسة، ولما ختمته كاملا بعمر الثامنة عشر قررت السفر إلى نيجيريا للتفرغ لمراجعته، لأنني لم أجد علماء يتابعونني للحفظ، وكنت أراجعه وأكتبه، وكانت الخطة أن أكتب القرآن من سورة الناس إلى سورة البقرة، لكني توقفت عند سورة العنكبوت وعدت للبيت في غانا، لأن المواصلات لا تصلنا كما ينتغي، وكان يجب علي أن أترك المكان وأعود. وإن الغاية من حفظ القرآن التخلق به، ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن، لذلك ينبغي لكل مسلم أن تكون أخلاقه القرآن، وهذا لا يكون إلا بحفظ القرآن ومراعاته.
وفي ختام فعاليات اليوم السابع للمسابقة تم السحب على هدايا نقدية وعينية مقدمة من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم قام عبدالرحيم حسين أهلي عضو اللجنة المنظمة بتسليمها لجمهور حضور الفعاليات.