جائزة الشارقة للأدب المكتبي تكرم الفائزين بدورتها الـ22
إعلان "التعليم والتعلم والمكتبات" موضوعاً للدورة المقبلة
الشارقة الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
كرَّمت جائزة الشارقة للأدب المكتبي الفائزين بدورتها الـ22 التي تناولت موضوع “إدارة التغيير والتحول في المكتبات ومؤسسات المعلومات”، وذلك خلال “ملتقى جائزة الشارقة للأدب المكتبي”، اليوم السبت في هيئة الشارقة للكتاب، على هامش فعاليات الدورة الـ13 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، بحضور إيمان بوشليبي، مديرة إدارة مكتبات الشارقة، وعدد من المسؤولين والأكاديميين وأمناء المكتبات، والمعنيين بالشأن الثقافي وتطوير المكتبات.
موضوع الدورة المقبلة
وأعلنت الجائزة خلال فعاليات اليوم الأول من الملتقى موضوع الدورة الـ 23 من جائزة الشارقة للأدب المكتبي: “التعليم والتعلم والمكتبات: سُبل الدمج والتمكين وأفضل الممارسات”، والذي تم اختياره محوراً للدورة المقبلة بهدف خلق حراك بحثي يستقطب المهتمين بعملية التعليم والتعلم، للوصول إلى أعمال بحثية تمثل خارطة طريق، يكون لها أثرها في مجال التمكين المعرفي القائم على التعليم والتعلم، بما لهاتين العمليتين من دور أساسي في التحول إلى مجتمعات أكثر استدامة معرفياً وثقافياً، وبما لهما من أثر في تنمية وتطوير المهارات.
النهوض بالمكتبات
وفي كلمتها الافتتاحية خلال الملتقى، أكدت إيمان بوشليبي أن الاهتمام بالأدب المكتبي، وعلم المكتبات والمعلومات بصفة عامة يأتي ترجمة لتوجه إمارة الشارقة المستمر نحو الاهتمام بالكتاب والمكتبات والعناية باستدامة المعرفة من خلال توثيق العلاقة بين المجتمع والمكتبات، انطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجيهات سموه بارتكاز المشروع الحضاري للإمارة على النهوض بالمكتبات وتطوير محتواها المعرفي، وتمكين المجتمع من الوصول إلى مصادر المعرفة والتعلم.
وأضافت بوشليبي: “نحتفي بالباحثين الفائزين، الذين بذلوا جهودهم فاستحقوا الفوز، وقدموا أبحاثاً أضافت للجائزة رصيداً علمياً، يترجم التوجه المستمر لإمارة الشارقة، نحو الاهتمام باستدامة المعرفة، وتشجيع الأبحاث التي تسهم في توثيق العلاقة بين المجتمع والمكتبات، وتطوير محتواها، وتمكين كل فرد من الوصول إلى مصادرها والتعلم منها”.
3 أبحاث فائزة
وفاز بالجائزة الأولى الإماراتية سعادة علي الحارثي، عن بحث بعنوان “التحديات التقنية للحلول الرقمية في المكتبات ومؤسسات المعلومات وسبل الحد منها”، والتي استلمتها بسمة أنور بالإنابه عنها.
وحاز الجائزة الثانية ثروت العليمي، من جمهورية مصر العربية، عن بحث بعنوان “التحديات التقنية للحلول الرقمية في المكتبات ومؤسسات المعلومات وسبل الحد منها”.
فيما نال المركز الثالث من الجائزة الدكتورة مروة توفيق زكي والدكتور وليد سالم الحلفاوي، من جمهورية مصر العربية، عن بحثهما المشترك بعنوان “أثر بوابة المعرفة العميقة على الانخراط بالمصادر المكتبية وإدارة المعرفة الشخصية لدى طلاب جامعة الملك عبدالعزيز أثناء جائحة كوفيد 19: بحث باستخدام النمذجة بالمعادلات الهيكلية والأساليب المختلطة”.
جلسة المكتبات والتعليم
وشهدت فعاليات اليوم الأول من “ملتقى جائزة الشارقة للأدب المكتبي” جلسة نقاشية بعنوان “المكتبات والتعليم” تحدث فيها الدكتورة نهلة موسى، أستاذ مساعد ورئيس قسم التربية في الجامعة الأمريكية في الإمارات، وحاورها الدكتور عماد عبد العزيز، حيث أكدت الدكتورة نهلة في الجلسة أن دور المكتبة أعمق من كونها مصدراً للمعرفة والثقافة، فهي تنمي العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، وتسهم في إيجاد مصطلح مجتمع المعرفة، الذي يشير إلى المجتمع الذي يتبنى خلق ونشر واستخدام المعرفة، التي تعد العنصر الأساس في تطوير كافة قطاعات التنمية الشاملة في المجتمع.
وأضافت موسى: تعد المكتبة بوابة للمعرفة وتسمح بالوصول إلى كافة المعلومات التي يحتاجها الفرد في كافة المجالات، كما أنها تقدم فرصاً للتعلم وتدعم بشكل مهم خطوات محو الأمية، لا سيما مع التطور الكبير في مفهوم المكتبات الإلكترونية والمسموعة والمرئية، كذلك تسهم المكتبات في تشكيل الأفكار ووجهات النظر الجديد، وهذا يظهر في بروز النتاجات الجديدة من مصادر المعرفة التي تحفل بها المكتبات بمفهومها الشامل والمتنوع.
احتياجات المجتمع
ولفتت الدكتورة نهلة إلى أن المكتبة وجدت لتلبية احتياجات المجتمع، وهي تسهم في تزويد الطلاب بالكتب ومواد القراءة الأخرى ذات الصلة بمنهج الدراسة في المؤسسات الأكاديمية، كمصدر مساند للمقرر المدرسي الذي لا بد منه في العملية التعليمية الناجحة. وتسهم المكتبة في بناء عمليات النمو الانفعالي لدى الأطفال.
تجارب الفائز الأول
وفي الجلسة الثانية من جلسات اليوم الأول من الملتقى، حاور الدكتور عماد أبو عيد، الفائزة بالمركز الأول في دورة هذا العام، سعادة علي الحارثي، التي تحدثت، عبر تقنية الاتصال المرئي، حول تجربتها في تأليف البحث الفائز، حيث أشارت إلى أن بحثها هدف إلى تحديد درجة التحديات التقنية التي تواجه التحول الرقمي في المكتبات ومؤسسات المعلومات في دولة الإمارات، وبيان درجة التحديات التقنية في مجال “البنية المادية والشبكات” التي تواجه التحول الرقمي في المكتبات، والتعرف على التحديات المرتبطة بمجال أنظمة أمن المعلومات التي تواجه التحول الرقمي.
نتائج وتوصيات
وحول النتائج التي خلص إليها البحث، أوضحت سعادة أن الدراسة أظهرت أن درجة التحديات التقنية التي تواجه التحول الرقمي في المكتبات ومؤسسات المعلومات في دولة الإمارات جاءت بنسبة 71.58%، وأن أثر التحديات التي تواجه التحول الرقمي في المكتبات ومؤسسات المعلومات في الإمارات كانت في التطبيقات والوثائق، وجاءت بنسبة 73.15. إضافة إلى أن أقل التحديات التي تواجه التحول الرقمي في المكتبات ومؤسسات المعلومات في الإمارات كانت في البنية المادية والشبكات بنسبة 69.25%.
وأوصت سعادة في دراستها بإعداد خطة استراتيجية للتحول الرقمي للمكتبات ومؤسسات المعلومات على مستوى دولة الإمارات، كما أوصت الدراسة بنشر ثقافة المعلومات الرقمية في مجال المكتبات ومؤسسات المعلومات، كذلك تطوير البيئة التقنية والشبكات بأحدث المعدات، لتواكب التطور التكنولوجي العالمي وتتناسب مع التحول الرقمي المنشود. مع تشكيل فرق تقنية لمتابعة أمن المعلومات وعلاج المشكلات التقنية والقانونية الناتجة عن سوء استخدام المعلومات.