دبي، الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
تزامنا مع دعوة الامم المتحدة لاحياء اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر الذي يصادف الثلاثين من يوليو من كل عام، قامت جمعية الامارات لحقوق الانسان وبالتعاون مع جمعية سواعد الخير وعدد من المؤسسات الوطنية المعنية بمكافحة الاتجار بالبشر وتوفير الرعاية والعناية بالضحايا بالدولة، باحياء هذا اليوم، وذلك في فعالية مشتركة مع مؤسسات المجتمع المدني تحت عنوان “جرائم الاتجار بالبشر … واقع وتحديات”، وتناولت الفعالية مختلف الجوانب المتعلقة بهذه الجريمة في ظل الدعوة التي اطلقتها لامم المتحدة كشعار لهذا العام «اتصل بحكومتك للعمل على القضاء على الاتجار بالبشر»، والذي حرصت من خلاله الامم المتحدة على تعزيز التعاون بين الحكومات والمتمع المدني ومختلف فئات المجتمع، لتوحيد وتعزيز الجهود المشتركة في محاربة هذه الجريمة والقضاء عليها.
وقد ركزت الفعالية على ابراز جهود الدولة وانجازاتها في مجال مكافحة الاتجار بالبشر والتعريف بالعديد من البرامج والمشاريع والمبادرة التي تقوم بها الدولة للقضاء على هذه الجريمة بشكل كامل بالدولة، من خلال العمل الدوؤب اللذي تقوم بها “اللجنة الوطنية لمكافحة جرائم الاتجار بالبشر”، وابراز جهودها المعنية بمحاربة جميع صور الاستغلال المرتبطة بقضايا الاتجار بالبشر بقصد الاستغلال الجنسي أو البيع أو استغلال الضحايا بقصد التسول والسخرة وبغيرها من صور وأشكال الانتهاكات والاستغلال وإيجاد البرامج الوطنية المهنية بمكافحة جرائم الاتجار بالبشر وتدريب وتأهيل جهات إنفاذ القانون والعاملين على مكافحتها، بالإضافة إلى برامج التوعية التي أطلقتها اللجنة للتعريف بهذه الجريمة ومخاطرها وسبل الإبلاغ عنها ونشر الثقافة المجتمعية حولها وهو ما يؤكد التزام الدولة بمكافحة جرائم الاتجار بالبشر وسيعها للقضاء على هذه الجريمة بشكل كامل بالدولة.
وقد رحبت في بداية الفعالية الاستاذة وداد بوحميد نائب رئيس جمعية الإمارات لحقوق الإنسان بالحضور وأكدت على التزام جميعة الامارات لحقوق الانسان بمحاربة هذه الظاهرة وحرصها على ابراز وتعزيز جهود الدولة المعنية بمحاربة الاتجار بالبشر، كما شاركت في الفعالية جمعية سواعد الخير التي اكدت على اهمية هذه الفعالية وضرورة ابرازجهود الدولة في هذا المجال وتعزيز ثقافة المجتمع بها، كما اكدت علىاهمية دور الجمعيات الاهلية في القضاء على هذه الجريمة وتوفير الحماية والرعاية للضحايا.
وخلال الفعالية تحدثت الدكتورة امال محمود المستشارة القانونية بمراكز ايواء ضحايا الاتجار بالبشر عن جهود الدولة لمحاربة هذه الجريمة بشكل عام، وجهود مراكز ايواء، في توفير الحماية والرعاية للضحايا، من خلال العديد من البرامج والمبادرات التي تحقق العدالة والانصاف للضحايا وتعمل على اعادتهم للمجتمع بشكل فاعل.
كما قدمت الاستاذة سعاد الشامسي قراءة متخصصة لكتابها “لحوم للبيع” الذي قدمته في اطار العمل على محاربة ظاهرة الاتجار بالبشر وضرورة توحيد جميع الجهود الحكومية والاهلية للتعريف بخطورة هذه الجريمة واهمية العمل على محاربتها وتعزيز برامج الحماية والوقاية للضحايا.
من جانبها تحدثت الاستاذة آمنة المطوع عن دور مؤسسة دبي لرعاية النساء والاطفال في محاربة هذه الجريمة على مستوى الدولة، وما تقدمه من برامج ومشاريع تهدف لتعزيز جهود الدولة المعنية بتوفير الحماية والرعاية لضحيا جرائم الاتجار بالبشر، والعمل على اعادة تاهيلهم وتجاوزهم للاضرار التي يتعرضون لها ضحايا الاتجار بالبشر.
وقد جرت في نهاية الفعالية العديد من المداخلات التي اكدت على تقدير الجهودد التي تقوم بها الدولة في هذا المجال، كما اكدت على اهمية استمراية تعزيز التعاون بين الجهود الحكومية والاهلية للوصول الىهدف القضاء على هذه الجريمة بشكل كامل ، بالاضافة الى ضرورة وضع الضوابط والمعايير المتعلقة بدراسة حالات الاتجار بالبشر ووضع اطار عملي للتعاطي مع مختلف الحالات سواء داخل الدولة او خلال فترة اعادة تاهيلهم او بعد ترحيلهم لدولهم.
وقد خلصت الفعالية الى العديد من التوصيات التي هدفت الى تعزيز فاعلية جهود الدولة للقضاءعلى هذه الجريمة، والتي دعت فيها الى أهمية مشاركة مؤسسات المجتمع المدني في مجال محاربة الجريمة لاسيما ما يتعلق منها ببرامج التثقيف والتوعية المجتمعية، بالاضافة الى انشاء قاعده بيانات محليه وربطها الكترونياً مع مختلف الجهات المعنية بالدولة للوصول الى معالجات فاعلة للضحايا، وكذلك ضرورة توفير رابط اكلتروني لجميع الشركاء والمختصين في مجال محاربة الاتجار بالبشر للاعتماد علية في رصد وتزحيد اجراءات مختلف اشكال وصور الاتجار بالبشر وسهولة الوصول للضحايا وكذلك للمسئولين عن ارتكاب هذه الجريمة. وعلى صعيد اخر قدمت العديد من التوصيات المتعلقة بتقليل فترة التقاضي في قضايا الاتجار بالبشر وضرورة تعزيز المحتوى الاعلامي المتعلقة بالتوعية بهذه الجريمة وتعزيز دور الاسرة والمجتمع في التوعية بجرائم الاتجار بالبشر، ونشر التوعية بالمؤسسات التعليمية وتدريب الكوادر المؤهلة لمكافحة مختلف اشكال الاتجار بالبشر.
جدير بالذكر ان جمعية الامارات لحقوق الانسان تحرص على احياء هذه الفعالية بشكل دوري كجزء من التزامها بمحاربة هذه الجريمة، والتزامها بنشر ثقافة حقوق الانسان وتعزيز مختلف برامج التوعية المجتمعية بقضايا حقوق الانسان من خلال برنامج الجلسات الحوارية.