أبوظبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
نظمت جمعية الصحفيين الإماراتية أول أمس ” الاثنين” في فرعها بأبوظبي، ندوة عن الدور الوطني لمؤسسات القطاع الخاص في المسؤولية الاجتماعية بالتعاون مع مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية ومجلس الامارات للمستثمرين بالخارج والهلال الأحمر الإماراتي وأدار الندوة سعادة محمد الحمادي رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتية، وحضرها أعضاء مجلس إدارة الجمعية والهيئة الإدارية لفرع الجمعية بأبوظبي والعديد من الصحفيين أعضاء الجمعية والإعلاميين بالدولة.
في بداية الندوة رحب محمد الحمادي بالجهات المشاركة في الندوة وبالحاضرين وقال نحن سعداء باستضافة الجمعية مسئولي المؤسسات الذين لهم شأن بالمسؤولية الاجتماعية ونحن نتحدث عن جزء مهم في مجتمعنا وكيف نكون متكافلين في كافة مناحي الحياة.
وأضاف الحمادي أن المسؤولية المجتمعة في الامارات هي واقع ملموس وتم إطلاق مؤخرا صندوق الوطن الذى تم دعمه بأكثر من 700 مليون درهم من التجار والشركات لدعم المسؤولية الاجتماعية، ولدينا العديد من البرامج لهذا المجال تقوم بها جمعية الصحفيين الإماراتية.
من جانبه، قال د. أحمد بن علي النائب الأول للرئيس للاتصال المؤسسـي في “مجموعة اتصالات”: تشرفّت ’اتصالات‘ على مدى أكثر من أربعة عقود على المساهمة في تحقيق الريادة على المستوى المحلي والإقليمي، ونجحت في تقديم نموذج فريد يحتذى به على صعيد المسؤولية الاجتماعية،
حيث أفردت حيزاً ضخماً للإنفاق على المبادرات المجتمعية في كافة القطاعات، لتقديم قيمة مضافة للمجتمع الإماراتي بكافة مكوناته سيراً خلف المبادرات الحكومية لترسيخ مفهوم التكافل الاجتماعي وتعزيز القيم الإنسانية في المجتمع.
لقد رسّخت ’اتصالات‘ منذ نشأتها مفهوماً جديداً للمسؤولية الاجتماعية، وبذلت في هذا المضمار مستويات عالية من المساهمة على المبادرات المجتمعية في مختلف القطاعات، وتعتز ’اتصالات‘ بكونها الشـريك الفاعل والداعم الرئيسـي لمئات الفعاليات والمبادرات التي شهدها المجتمع، والتي أسهمت بمجملها في تحقيق وتعزيز مفهوم التنمية المستدامة، وقد تمثل ذلك من خلال دعم وتمويل المؤسسات الاجتماعية أو من خلال دعم الفعاليات الخاصة بالتعليم، البيئة، التوعية العامة،
المبادرات الثقافية، الاجتماعية، الصحية، وتمكين أصحاب الهمم، ودعم الرياضة والأدب والفن وغيرها.
وحرصت ’اتصالات‘ على التعاون والشـراكة مع الجهات الحكومية لدفع عجلة التنمية المستدامة في المجالات المعرفية والتعليم، حيث تم ربط المدارس بشبكة الألياف الضوئية مما أسهم في تزويد
قطاع التعليم بالبنية التحتية التي تمكنه من الاستفادة من التقنيات التعليمية الحديثة، علاوةً على مبادرات ‘اتصالات‘ الفاعلة لتحفيز المجتمع الأكاديمي على «الابتكار»، ليكون شريكاً في تمكين
التحول الرقمي بالدولة وتزويده بوسائل التعلم الذكي. كما قدمت ‘اتصالات‘ دعماً غير محدود على مستوى التعاون مع قطاع الإعلام، وحققت شراكات عديدة مع المؤسسات الإعلامية.
ولفت أيضاً إلى الدعم الكبير للقطاع الرياضي بوجه عام، و لكرة القدم الإماراتية بوجه خاص وذلك على مدار عشر سنوات، حيث كانت ‘اتصالات‘ خلف المنتخب الوطني والأندية في معظم المشاركات الدولية والإقليمية. بالإضافة الى تشـرّفها برعاية رياضات أصحاب الهمم ودعم
مشاركاتهم السنوية في البطولات الدولية الهامة والتي كان آخرها الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي 2019.
وتتشـرف ’اتصالات‘ بوقوفها دوماً خلف المؤسسات ذات النفع العام والجمعيات الخيرية، حيث عقدت العديد من الشـراكات معها كمؤسسة الإمارات وصندوق خليفة وحملة دبي العطاء وجمعية
الهلال الأحمر وغيرها من المؤسسات والفعاليات الخيرية في الدولة، كما تشـرفت أيضاً بالمساهمة بـ ’صندوق الوطن‘.
يذكر أن “اتصالات” قد عرضت العديد من التقنيات والحلول المصممة لأجل الخير، إذ تسعى بشكل مستمر على تسخير التكنولوجيا الذكية لصالح الإنسان وتمكينه في المجتمعات، فضلاً عن الارتقاء بجودة الحياة بوجه عام، حيث عرضت الكثير من الحلول الذكية لمختلف الشـرائح والقطاعات، مثل التعليم والرعاية الصحية والتسوق الذكي، بالإضافة إلى حلول استثنائية لأصحاب الهمم، ومن بين تلك التقنيات “الأطراف البشـرية الافتراضية” للمرضى الذين فقدوا أياً من أطرافهم،
والأرجل الروبوتية لمساعدة أصحاب الإعاقات الحركية، إضافة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي في منظومة التعليم (الفصل الدراسي الذكي)، والتطبيب عن بعد والجراحة الروبوتية وتوفير بيئة تعليميّة قابلة للتكرار وغيرها الكثير.
ومن جانب آخر، حرصت “اتصالات” على ترسيخ ثقافة التطوع بين موظفيها من خلال بناء استراتيجية للمسؤولية الاجتماعية ووضعها في إطار عمل تعاوني يقوم على قيم العطاء والتمكين والمشاركة
الفعالة، وترجمت هذه الاستراتيجية على أرض الواقع من خلال الانخراط في العديد من المبادرات التطوعية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، أطلقت “اتصالات” مبادرة التبرع بالأدوية في كافة مبانيها لمنحها مجاناً للمرضى المحتاجين، إضافة إلى إطلاق حملة “فرحة” التي أتاحت للموظفين فرصة شراء الهدايا وتغليفها وتقديمها إلى منظمة الهلال الأحمر لتوزيعها على الأطفال الأيتام لإدخال السعادة والبهجة إلى قلوبهم، علاوةً على مبادرات التبرع بالدم وغيرها.
وقال راشد الكعبي مدير إدارة المتطوعين في الهلال الأحمر الإماراتي، أن موضوع المسؤولية الاجتماعية مهم وهو مبنى على المشاركة المجتمعية ولنا دور كبير باهتمام الإدارة العليا، حيث قام
الهلال الأحمر بالعديد من المبادرات لفئات المجتمع المختلفة، وأصل عمل الهلال الأحمر الإماراتي هو دعم المسؤولية الاجتماعية، وقمنا بدعم كثير من المشاريع للأيتام والتعليم والاسر المتعففة وذلك لغرس القيم داخل هذه الاسر ولتعزيز روح العمل التطوع في نفوس أبنائنا وليكونوا داعمين للمشاريع.
ويتم دعم الهلال الأحمر من القيادة والحكومة الاتحادية وكبار المحسنين والذين لهم دور كبير في المشاريع التي يقوم بها الهلال الأحمر، ونحن نقوم بتنفيذ مشاريع كبيرة على المستوى الدولي لدعم
أماكن الازمات والكوارث الطبيعية على مستوى العالم وحجم العمل ضخم جدا فهناك 22 الف من المتطوعين مسجلين لدى الهلال الأحمر منهم 10 الاف فعال جدا يتم الاستعانة بهم في تنفيذ برامج وانشطة الهلال الأحمر على كافة المستويات سواء كانت محلية او إقليمية او دولية، ويتجاوب القطاع الخاص مع الهلال الأحمر وهناك تجارب كثيرة في هذا المجال لكى نقوم بدورنا في دعم المسؤولية المجتمعية.
وقال جمال الجروان، أمين عام مجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، أن موضوع المسؤولية المجتمعية هو موضوع قديم جدا وتم تفعليه بشكل مؤسسي في الفترة الأخيرة وقامت بعض الدول مثل الصين وامريكا بسن قوانين خاصة بالمسؤولية المجتمعية لدعم الشركات الرابحة لهذا القطاع المجتمعي.
وقال نحن ورثنا العطاء من المغفور له بأذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وأن دولة الإمارات العربية المتحدة هي القوة الناعمة لدعم العمل الإنساني والمجتمعي على كافة المستويات وهي الأولى على مستوى العالم العربي في مجال العمل الإنساني والعطاء.
وقال أن انشاء جهاز أبوظبي للاستثمار شارك في المسؤولية المجتمعية بمد يد العطاء للدول العربية.
وقالت ممثلة مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الانسانية، أن المسؤولية المجتمعية للشركات أصبحت بمثابة صمام الأمان الذي تسعى الدول في جميع انحاء العالم الى تطبيقه وتعزيزه من اجل تحقيق المزيد من الرخاء لشعوبها،
وأضافت أن دولة الامارات العربية المتحدة تتصدر الدول الأكثر عطاء على مستوى العالم، وتسعى حكومتنا الرشيدة الى إقامة مشاريع مبتكرة للتنمية المستدانة تماشيا مع استراتيجية الدولة للتنمية
الشاملة على المستويات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وذلك من خلال الشراكة الفعالة بين مؤسسات القطاع الحكومي الرسمي وشركات ومنشأت القطاع الخاص في العديد من المبادرات الخلافة، وتنبثق هذه الشراكة عن رؤية طويلة الاجل لتعميق ثقافة العمل الاجتماعي الإنمائي في جميع أنحاء الدولة.
وفى النهاية أوصت الندوة ضرورة دراسة سن تشريع يلزم الشركات بدعم المسؤولية الاجتماعية لضمان الأهداف المرجوة على كافة المستويات ولبناء استراتيجية وطنية في المسؤولية المجتمعية.